| اعداد د. أحمد سامح | يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في طقس الصيف الحار وساعات النهار الطويلة واحياناً ترتفع درجة الرطوبة في الجو خاصة في شهر اغسطس.**
ومثل هذا الطقس ذو تأثير كبير على وظائف الكلى بسبب التعرق الغزير وفقدان السوائل من الجسم فيكون ذا تأثير ضار على مرضى الكلى الذين يعانون من الحصوات والتهابات الكلى.
وصوم مرضى الكلى يكون بناء على تقييم الطبيب المعالج المتابع للحالة لانه من المعروف طبياً ان التهاب الكلى وتكون الحصوات يزداد عند فقدان السوائل من الجسم بسبب التعرق الغزير بفعل طقس الصيف من حر ورطوبة وعند الاقلال من شرب الماء والسوائل خاصة في مثل هذه الايام من طول ساعات الصوم في فصل الصيف.
هؤلاء المرضى رخص لهم ديننا الحنيف بالافطار في رمضان ويجب عليهم الالتزام بنصيحة وارشاد الاطباء حتى لا تتأثر كلاهم وتضطرب وظائفها وتدهور حالتهم.
وأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى على اهمية الالتزام برخص الافطار حفاظاً على صحة المسلمين وصونها.
فقد جاء في الحديث الشريف «ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى فرائضه».
فالامراض التي رخص بها للصائم الافطار في شهر رمضان وجد ان الرأي الطبي متفق دائما وابداً مع الحكم الشرعي في الاعذار لاستمرار الحياة جعل الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة في الكليتين ووظائف حيوية هائلة اذا اضطربت وظائفها اضطربت معها حياة الانسان واصيب بأمراض خطيرة.
ويؤثر طقس الصيف من حر ورطوبة وتعرق في وظائف الكلى تأثيراً كبيراً لذلك يتساءل الناس عن صوم رمضان في اشهر الحر وساعات النهار الطويلة في مثل هذه الايام.

التهاب المسالك
البولية والصوم
التهاب المسالك البولية شائع بشكل كبير عند النساء خصوصاً في سن الانجاب وعند الحوامل والمتزوجات حديثاً.
وهو ايضاً شائع عند المسنين من الرجال كبر حجم البروستاتا بفعل تقدم العمر.
وقد ينجم الالتهاب بسبب تكون حصوات في الكلى والحالب او وجود عيب خلقي في المسالك البولية وكذلك الاصابة بمرض البول السكري من اسباب التهاب مجرى البول ايضاً.
ويحتاج مرضى التهاب المسالك البولية الى تناول كمية من السوائل تكفى لتخفيف اعراض الشعور بحرقان الذي يعاني منه المريض اضافة الى استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب فقد يكون استخدامها كل 6 ساعات أو ثمان او كل 12 ساعة لكن هذه الايام نصوم حوالي ست عشرة ساعة.
وتوجد حديثا بعض المضادات الحيوية ذات التأثير الممتد التي تؤخذ بجرعة واحدة يوميا او جرعتين لكن يعود تقييم الحالة الى الطبيب المعالج حيث يراعى حالة الطقس من حر ورطوبة وساعات الصوم الطويلة وتأثيره على وظائف الكلى وحالة المريض.

الصوم وحصوات الكلى
الحصوات هي تجمع أملاح معدنية ومركبات كيميائية أخرى وتزداد الاصابة بها في بلدان المناطق الحارة.
وتكون الحصوات بسبب المغص الكلوي الحاد والبول المدمم ومضاعفاتها خطيرة مثل انسداد مجرى البول وتحوصل الكلية وتضخم الكلية، وتمدد الحالب والمثانة بسبب ضعف جدارهما والتهاب الجهاز البولي او حدوث تحوصل «تضخم» الكلى مع الالتهاب فهذه المضاعفات قد تنتهي بالفشل الكلوي.

حالات لا يجوز لها الصوم
أما بالنسبة لصيام رمضان لهؤلاء المرضى فهناك انواع من المرضى المعرضين لتكوين الحصوات نتيجة تركيز الأملاح في البول بسبب قلة شرب الماء وقلة السوائل في الجسم بسبب التعرق الغزير بفعل طبيعة طقس الصيف من حر ورطوبة وطول ساعات الصوم في نهار الصيف الطويل.
هذه الحالات لا يجوز لها الصيام وهي الحالات التالية:
- الحالات التي تتكون فيها حصوات الكلى المتكررة.
- الحالات التي تعاني من التهاب صديدي مزمن بالمسالك البولية.
- الحالات التي تعاني من بداية قصور في وظائف الكلى مثل ارتفاع نسبة البولينا «Urea» وزيادة البوتاسيوم وزيادة الكرياتين وارتفاع حموضة الدم.
مثل هذه الحالات لا يجوز لها الصيام خصوصا في ظل طقس حار وبذل مجهود عضلي مصحوب بكثرة التعرق وما يتبعه من تركيز الأملاح في البول.
وأصحاب مهن معينة كالخبازين أمام أفران المخابز وعمال التعدين والمسابك وعمال الطرق وعمال المطاعم الذين يقفون أمام المطابخ والشوايات ويعانون من التهابات حادة في الكلى او مزمنة او يعانون من تكوين حصوات في المسالك البولية عليهم الافطار.
واذا كان المصابون بالفشل الكلوي يحتاجون الى غسيل الكلى فينصح الاطباء بعدم صومهم.

الحالات التي يمكن
لها الصوم
أما الحالات التي يمكن لها الصوم فهي الحالات البسيطة التي تعاني من نسبة قليلة من الأملاح وليست مصابة بحصوات المسالك البولية.
كا ان نظام الحياة لا يعرضها لفقدان السوائل من الجسم الذي يحدث في حالات التعرق الغزير عند التعرض للحر والرطوبة
او عند أصحاب المهن التي ذكرناها.
وفي هذه الحالات يمكن الصيام مع تناول كميات وفيرة من السوائل بعد الافطار وتجنب الأطعمة الغنية بأملاح الأوكسالات مثل السبانخ والمانجو والفراولة والطماطم وكذلك الأطعمة الغنية بأملاح اليورات مثل اللحوم والروبيان اذا كان المريض يعاني من زيادة افرازها.
وعليهم كذلك عدم التعرض للجو الحار الرطب حتى يستطيعوا الصوم دون أضرار.

اشارات وعلامات الاصابة
بأمراض الكلى
الاشارة هي الشكوى التي قد تنتج عن مرض معين والعلامة هي ما يلاحظه الطبيب عند توقيع الكشف الطبي على المريض.
وأمراض الكلى من اكثر امراض الجسم «صمتا» فاشاراتها خافتة وعلاماتها هادئة وكثيرا ما تمضي سنوات طويلة بعد الاصابة بمرض في الكلى دون ان يشكو المريض ودون ان تظهر علامات تسترعي انتباه الطبيب وهذه من اخطر صفات بعض امراض الكلى.
الا ان هذا لا يعني استحالة الاكتشاف المبكر في مثل هذه الحالات فاستعمال الوسائل التشخيصية الحديثة ادى الى استطاعة الاكتشاف المبكر لأمراض الكلى التي من أهم اشاراتها:
< الشعور بالألم: قليل من أمراض الكلى يؤلم وأهم وأشهر انواع الألم الناتج عن الكلى هو المغص الكلوي وهو ألم انقباض متقطع يشعر به المريض في منطقة الكلى ويشع في اتجاه الاعضاء التناسلية وقد يصحبه حرقان في البول وفي بعض الاحيان نقص في حجم البول او توقف كامل عن ادراره، كما قد يشكو المريض من القيء وانتفاخ البطن والعرق المتزايد.
< التورم: ينتج التورم عن تخزين كميات من السوائل تفوق المعدلات الطبيعية بالجسم بما يزيد على 5 - 10 في المئة ويبدأ عادة في الوجه حيث يلاحظ انتفاخ الجفون وامتلاء الوجه خصوصا في الصباح كما يشمل التورم القدمين والساقين.
< التغييرات البولية: يحدث تغير في حجم البول فيزداد وينقص في حالات معينة كذلك يحدث ظهور زلال في البول في أمراض معينة بالكلى وتعكر لون البول أو ظهور بول مدمم واضطرابات عملية التبول.
< الأعراض العامة: الشعور بالوهن العام وقلة التركيز والغثيان والقيء والشحوب وارتفاع درجة الحرارة.
< علامات مهمة: ارتفاع ضغط الدم وتورم القدمين وتغير في نتائج الفحوصات المعملية والتصويرية.