اهزوجة رددناها ونحن صغار، وموائد العيد تزخر بأنواع من المأكولات في الفرجان، وتكاد الأرض ترتدي حلة جميلة من ألوان السفر المصنوعة من سعف النخيل وأنواع المأكولات تعج بها من جميع بيوتات الفريج. وصدق المثل الخليجي حينما يعبر عن الكثرة بقوله: «أكثر من وجبة العيد». خير كثير لذا فإنه يعبر عن استقبال العيد بقولهم: «باكر العيد ونذبح ابقرة»ونحن إذ نبارك عيد الفطر المبارك الذي يحل قريباً على هذه الديرة الحبيبة، ولكن ماذا سنذبح لهذا العيد ومتى نذبحه؟ وكيف نذبحه؟سننحر ونحن على مشارف العيد الحقد الذي كاد ان يكون واضحاً في ربوع البعض، سنذبح الحسد والتناحر ونستبدلهما بالود والإخاء والدعوة بالخير العميم للجميع وعدم التمني بما فضل الله بعضنا على بعض، لأن المتفضل هو واسع الفضل يعطي الجميع من فضله، لتكن هذه دعوتنا في عيدنا هذا. سننحر في هذا العيد أيضاً العبوس وتقطيب الجبين، وذلك بالوجوه الباسمة والقلوب المبتسمة والأيادي التي تمد بالخير والسماحة حتى نؤكد هويتنا المفعمة بأصالة السماحة.عيد سعيد ممتلئ بالخير وتمني الخير في وطن الخير من أجل أن يعطف الأب على أبنائه بالنصيحة الطيبة والارشاد اللين، وما أجمل ان يصبح الابن مديناً لجهود أبويه يضعهما في عينيه لتوصد أبواب دار المسنين ويكون الآباء هم اصحاب البيت، ونحن الحرس لذلك البيت.ما أجمل ان ننحر السمات السيئة والعادات الدخيلة لتحل محلها عاداتنا الأصيلة التي احتوتها هويتنا التي نفتخر بها ونشهرها ناصعة، حتى تنظر اليها الدنيا بأسرها وننشد من خلالها.«باكر العيد ونذبح ابقرةنادوا مسعود كبير الخنفرة»تقبل الله صيامكم وعساكم من عواده.
سلطان حمود المتروككاتب كويتي