د. يوسف سيد حسن الزلزلة

من يستقرأ التاريخ ويسبر أغواره ويطلع على تواريخ الأمم وسير الانبياء والحكماء مع بني قومهم ممن بيدهم مقدرات البلاد والعباد يرى ان نصح هؤلاء الصلحاء لمن بيدهم السلطة والسطوة دائما ما يذهب هباء منثورا من دون ان يتعظوا أو يستفيدوا بل وقد يشكك كثير منهم في صدق نوايا الناصحين ويجعلهم يختلقون الكثير من المبررات السلبية التي تجعلهم لا يصدقون رأي الصادقين من بني جلدتهم ولا يأخذون بقول المخلصين من قومهم.في قضية نبي الله صالح مع قومه ثمود الكثير من العبر لمن يصم اذنه عن سماع النصيحة والاذعان لرأي الحكماء، والسبب ان البطانة التي تحيطه لا يسمع منها الا كلمات المدح والثناء ولا يرى من شخوصهم إلا مسح الجوخ المستمر فيأمن جانبه وتأخذه العزة بالاثم من دون ان يكترث بما ستؤول اليه حال البلاد والعباد من خراب وبوار وفساد وكساد وتفرق وتمزق، فبعد ان لم ير النبي صالح من قومه ثمود الا الصد والرد وهو ينصحهم ما تجدد الحدثان بالبعد عن الانحراف والفساد والتورع عن كل ما من شأنه ابعادهم عن جادة الصواب حتى قال لهم في نهاية المطاف «يا قوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين» نعم لم يحب قومه الناصحين فكانت عاقبة هؤلاء كما قال القرآن الكريم «فأخذهم العذاب ان في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين» وتحولت بيوتهم وبلادهم إلى خراب وبوار مع كل ما كانوا يتمتعون به من حضارة عريقة ووضع مالي مترف.والمخلصون من اهل الكويت المحضون عندما يتابعون ما يدور عندهم من اوضاع سياسية واجتماعية وغيرها يرون ان الكثير من وزرائنا ونوابنا وسياسيينا حالهم حال قوم صالح من عدم سماع النصيحة أو الاكتراث برأي العقلاء. لذلك فإن هؤلاء المخلصين يخاطبون المولى الكريم كما خاطب النبي موسى (عليه السلام) ربه قائلا «اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين». كما ويرفعون ايديهم في هذه الليالي الكريمة يطلبون من الرحمن الرحيم ألا يعاقبهم ويعاقب قومهم لأنهم لم يسمعوا نصيحة الناصحين. والله المعين.

د. يوسف سيد حسن الزلزلة