| القاهرة - من د. عبدالغني محمد عبدالله |
معظم الزخارف الاسلامية زخارف مسطحة أي أنها غير ذات بروز أو انخفاض على سطح التحفة أي ليست مجسمة. ومع هذا فالبروز نادر في بعض العصور وفي بعض الامصار. ويرجع ذلك الى انصراف الفنانين المسلمين عن التجسيم ولجوئهم الى تغطية المساحات برسوم سطحية وقد عملوا على التذهيب حتى يتمكنوا من تخفيض حدة هذا التسطيح والتذهيب لم يكن بماء الذهب عند المسلمين ولكنه كان بالريق المعدني حيث استخدمت الأكاسيد وخلطها لتعطي بريق الذهب أو صفاء الفضة.ظاهرة التسطيح تنطبق على جميع الزخارف المنفذة في الخامات المختلفة وكان ذلك في الفنون التطبيقية وفي الفنون المعمارية ومن الصعب تبيان صفة التسطيح هذه الا عندما نوازن بينها وبين الزخارف في الفنون القريبة التي كانت تتصف بالبروز الشديد الواضح البين والحفر العميق وبالتالي يظهر لنا التجسيم بشكل واضح وجلي سواء كانت هذه الزخارف وحدات زخرفية نباتية او زخارف هندسية أو حتى حيوانية وربما تكون عبارة عن حشوات لموضوعات مختلفة ولنضرب لذلك مثلا واجهة البارثنون التي تتكون زخارفها من عدة موضوعات أسطورية. أما الزخارف النباتية الرومانية والحشوات البرونزية لمعمودية فلورنسا للفنان جيبرتي هذه الزخارف تكاد تكون كاملة التجسيم. وعندما نوازن مع الفنون الاسلامية نجد لها مثيلا في العصر الفاطمي في الحشوات ذات الزخارف الحيوانية. او تلك الزخارف التي كانت على الروابط الخشبية في العصر الأموي (هي المدادات الخشبية التي تربط العقد (القوس) بين العمودين والدغامثين من أجل ربط العقد أو القوس ومنعه من الرفس) ونجد لها أيضا مثالا في الزخارف الجصية في طراز سامرا... ويستنتج العلماء من تلك ان المثالية الغربية توجه الفنان الى ان يهتم بطبيعة العنصر الذي يستعمله في الزخرفة ويحاول المحافظة عليها ارضاء لنزعة كامنة فيه ازاء الطبيعة.