أسوأ المنتجات الأوروبية، هو المنتج الإنكليزي الذي يعتمد على الفخامة المبالغ فيها، والألوان الداكنة القديمة التي لا تعترف بالكمبيوتر... صحيح أن المنتج الإنكليزي متين، لكن الصحيح أيضا أنه يسبب الكآبة ثلاثية الأبعاد. وأنا على استعداد للتوقيع على وصل أمانة أتعهد فيه بأن أي منزل مؤثث بأثاث إنكليزي لا يمكن أن تدخله السعادة لا من بين يديه ولا من خلفه.وأسوأ الأوروبيين طباعا، هم الإنكليز. أساتذة البرود القاتل، وأعداء الابتسامة... صحيح أنهم أكثر الشعوب احتراما للمواعيد وأكثرها مقتا للكذب، إلا أنهم يمقتون الفرح أكثر! وقد قرأت استفتاء عن رغبة غالبية صبايا الإنكليز (لا أتذكر النسبة) بالزواج من خارج أبناء وطنهن، بحثا عن السعادة... ومن يلومهن.وأسوأ العواصم الأوروبية سياحيا، هي لندن. عاصمة الورقة والقلم. عاصمة «ممنوع التدخين» في المطاعم والمقاهي والحدائق، وفي أي مكان خارج المنازل. ولا أدري ما الذي يعجب الكوايتة في لندن أو في «ادجوار روود» بمعنى أصح (غالبية الكوايتة يسافرون «كويت – ادجوار - روود كويت).وأسوأ استعمار أوروبي، هو الاستعمار الإنكليزي والإيطالي. فلم يفلح بلد احتلته إحدى الدولتين. ولا تقل لي: «الهند كانت مستعمرة إنكليزية، والآن تملك السلاح النووي». فالهند لا تزال تتصدر قائمة الدول التي ينتشر فيها المشردون والأمّيون والأوبئة.لكن على الرغم من كل ذلك، إلا أن للإنكليز صفة يتميزون بها عن الآخرين. وهي «مقت التفخر بالماضي، وإهمال الحاضر».ولو قرّبنا الصورة أكثر وتحدثنا عن الكويت تحديدا، لوجدنا أن أكثر القبائل تفاخرا بنسبها ومجد أجدادها، هي الأقل مكانة هذه الأيام... تجلس مع أحد أبناء القبيلة تلك فيحدثك عن شجاعة وكرم وتاريخ أجداده! تسأله: ماذا عنك أنت؟ فيجيبك بانكسار: موظف بشهادة المتوسطة، راتبي لا يتجاوز الأربعمئة دينار، وأبحث عن واسطة في بيت الزكاة! طيب، وماذا عن قبيلتك، هل منكم وزراء أو وكلاء وزارات؟ يجيبك بانكسار أيضا: لا. لكننا الأفضل حسبا ونسبا في الكرة الأرضية ومجرة درب التبان... طيب يا سيدي. أنتم الأفضل. ملعون أبو اللي يزعلكم.***من ضمن قوانين جريدة «الراي» التي لا يمكن كسرها، أنها لا توزع إلا للمشتركين فقط. لا مجانية في الموضوع أبدا. فعدد المشتركين هو ذاته عدد الصحف التي تحملها سيارات التوزيع. ويبدو أن مسؤولي قسم الاشتراكات عندنا، جذورهم إنكليزية، إن لم يكونوا «إنكليز» من الأساس. لم يسمعوا بالمقولة الخالدة «يمّا ارحميني»! تأكدت من هذا الأمر بعدما انتهى اشتراكي السنوي في الجريدة - الذي دفعته من حر مالي - فاشتكى صندوقي من «هجر الأحباب» في اليوم التالي مباشرة! فثارت ثائرتي ولم أهدأ إلا بعدما علمت بأن الزميل رئيس التحرير يدفع قيمة الاشتراك لتصل الجريدة إلى بيته، رغم تواجده الدائم في الجريدة. فاضطررت لتجديد اشتراكي... مرغما أخاك لا بطل.***في الفترة ما بين عامي 96 و 98 إن لم تخني الذاكرة، كلّفت مع مجموعة من الزملاء بالتعامل مع الألغام والقنابل العنقودية التي لم تتعامل معها فرق التطهير. وكان رقم موبايلي معمما على مخافر المنطقة الجنوبية. فجاءني اتصال من القيادة يبلغني بأن هناك «جسما متفجرا» على مدخل «قصر المسيلة» وهو مسكن الشيخ سالم الصباح... دون أن تنس القيادة لفت انتباهي إلى «حساسية الموقع».توجهت إلى هناك، فأشار أحد الزملاء الضباط (النقيب – حينذاك – سعود المتلقم، المتواجد في القصر) إلى موقع القنبلة، فطلبت إخلاء الموقع، وتشهّدت وحملت القنبلة بيدي ومشيت مسافة طويلة، ثم وضعتها في حفرة وقمت بالتخلص منها! وهو تصرف خاطئ أرعن مئة في المئة، يخالف كل التعليمات.علمَ الشيخ سالم بما حصل فأمر بمحاسبتي لأنه «أهون علينا أن يقوم الضابط بتفجير القنبلة، فيشاع أنها محاولة اغتيال، من أن يحمل الضابط القنبلة فتنفجر في يده فيموت... عسكريونا هم رأس المال»... رحمة الله عليك يا أبا باسل.

محمد الوشيحيalwashi7i@yahoo.com