الحياة سفر واسع المعالم ومسرح كثير المشاهد وبحر تكتنفه مظاهر متعددة وظواهر مختلفة، وكلما مشى الانسان في دروب الحياة اطلع على مناظر متنوعة ومشاهد متباينة وأناس يختلفون في تصرفاتهم وافكارهم، حتى تجعل المرء في حيرة من أمره: هل يصدق بعض المواقف او تكون هذه المواقف هي من وحي الخيال او من مدينة العجائب التي يحكى لنا عن مواقفها ونحن صغار؟سيارة فارهة حديثة تقودها امرأة ترتدي ملابس على احدث الطراز تستوقف احد المارة وتقول: ان البنزين نفد من سيارتي ونسيت نقودي، فهل تساعدني في ملء سيارتي؟منظر غريب والحياة تمتلئ بالكثيرين من الذين يسددون سهامهم نحو اقتناص «الاواردي».رجل كشخة يطرق الباب ويطلب من صاحب المنزل بأن يستضيفه، يرحب به ويدخله إلى منزله يهمس في اذن صاحب المنزل ظروفي قاسية واحتاج إلى مبلغ من المال وسأرجعه في حين ميسرة، علما بأن صاحب المنزل لا يعرف هذا الضيف ولم يسبق له ان رآه... عجيب.كل من في الوجود يطلب صيداانما الاختلاف في الشبكاتالديوانية عامرة بروادها، يدخل رجل ويجلس برهة، ثم يقف ليلقي قصيدة عصماء يمجد فيها صاحب الديوانية ليطلب منه مبلغا من المال، علما بأن صاحب الديوانية لا يعرف هذا الشخص ولا ذاك الشخص يعرفه، شيء مثير للدهشة.كلنا نمشي رويداكلنا نطلب صيداسيارة واقفة في موقف الجمعية التعاونية فيها سائقها. رجل يطرق زجاج النافذة صاحب السيارة، «نعم تفضل اخوي ضاعت محفظتي وأود ان اشتري بعض الحاجات الضرورية ارجو مساعدتي».مناظر كثيرة من هذا النمط نشاهدها في ارجاء هذه الديرة الحبيبة التي تزخر بأهل الخير، ومن كثرة الخير اعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الغاء جمع التبرعات النقدية خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان المبارك، نظرا إلى وجود تجاوزات جمة في جمع التبرعات الخيرية واهل الخير يسعون في بلد الخير إلى انفاق الخير فأين الخلل؟ وكيف نعالجه؟ ومتى نعالجه؟ ومن الذي سيعالجه ويفوت الفرصة على النقوش من نقش الآردي؟
سلطان حمود المتروككاتب كويتي