بالأمس القريب ودع أبناء الوطن الوفي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح إلى مثواه الأخير، وهم مؤمنون بقضاء الله العظيم صابرين ومحتسبين، ودع أبناء الوطن الأوفياء أميرا وقائدا مقداما وفيا لوطنه ومخلصا لأمته، في قلبه أمن الوطن ونصب عينيه أمان المواطنين، فمنذ كان رئيسا للشرطة والأمن العام وهو يدافع عن أمن الوطن ووقاية حدوده من الشر، وقف لصد المعتدي العراقي إبان عهد عبدالكريم قاسم، ودافع عن الأمن، وجميع أبناء هذا الشعب الأبي يهتفون أمام والده رحمهم الله: «يا بوسالم عطنه سلاح»، جال الكويتيون في ربوع الكويت ليلا وهم يحملون البنادق ليذودوا عن حرمات الوطن، وعينه رحمه الله بل وقلبه معهم، وقف سمو الأمير الوالد يرحمه الله عندما اعتدى الباقون على موكب سمو أميرنا الراحل يرحمه الله، وقف سموه يرحمه الله وهو يقول بصوت جهوري يرهب المعتدين: لن يكون في أرضنا مجال للإرهاب، وسنضرب الإرهابيين بيد من حديد، وعندما بزغت شمس التحرير ودحر الله الفلول الصدامية الباقية، كان أميرنا الوالد أول من لثم تربة الوطن، وبدأ في المثابرة من أجل نشر الأمن وبث روح الطمأنينة في قلوب المواطنين. ماذا عسانا نتحدث في هذا اليوم الذي تمتليء فيه القلوب لوعة وأسى، لا نقول ما يغضب الرب، ولكن نستذكر في هذا اليوم أميرا، كان الأمن هاجسه، والتخطيط ديدنه، وتنمية الوطن نصب عينيه، فرحمك الله يا أبا فهد، أيها الأمير الإنسان.اللهم بارك لأميرنا الراحل في حلول دار البلاء وطول المقام بين أطباق الثرى، واجعل منزلهُ بعد فراق الدنيا خير منزلٍ، إنك ولي ذلك والقادر عليه. عظم الله أجورنا جميعا بهذا المصاب الجلل.

سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي