مبارك محمد الهاجري

أعضاء ما يسمى بـ«الكتلة الإسلامية» (خليط من السلف والإخوان) لا شغل لديهم ولا عمل سوى استفزاز الآخرين، وها هم يتجهون صوب وزيرة التربية نورية الصبيح، ويحاولون تأليب الكتل الأخرى عليها، مدعين الإصلاح، وهم أبعد منه كبعد السماء عن الأرض والأدلة والبراهين تشهد بذلك، ولا يسعون عبثاً، وما هجومهم على الوزيرة إلا لمآرب شخصية وحزبية في آن معاً، طمعاً بالمغريات التي يرونها أمامهم في وزارة التربية من مناصب حساسة يحاولون الوصول إليها. ولكن وجود الصبيح في هذه الوزارة يعتبر عقبة كبيرة لتحقيق حلمهم بالاستحواذ على أكبر عدد من المناصب، كما هي عادتهم مع كل وزير!   

 تريد هذه الكتلة أن تنتقم من الوزيرة لأنها لم تفسح المجال لوساطاتهم لتعيين فلان وعلان من المتحزبين والمقربين منهم، فما كان منهم أن ثارت ثائرتهم عقب الصورة التي نشرتها «الراي» عن نواقص إحدى المدارس في محاولة رخيصة منهم. ولكن الوزيرة حينها قامت مشكورة بتوفير ما يلزم وتوجيهها لمسؤولي المناطق التعليمية بمتابعة وسد النواقص التي تحتاجها المدارس على الوجه الأكمل. ورغم ذلك فهم يتعمدون تشويه جهود الوزيرة الإصلاحية واتهامها بأنها عقبة في طريق إصلاحهم المزعوم، كما فعلوا سابقاً مع الوزيرة السابقة معصومة المبارك ووضعوا العراقيل أمامها، ما حدا بها إلى الاستقالة حفاظاً على تاريخها بدلاً من العمل مع هؤلاء!

الوزير الإصلاحي سرعان ما يخرج من الوزارة لعدم وقوف حكومته معه وتركه وحيداً في وجه من يتستر برداء الدين، وهو أبعد ما يكون، فالمصيبة هنا في هذا البلد أن معظم الوصوليين يتخذون من الدين وسيلة لتحقيق مصالحهم، حتى ولو تعارضت مع الشريعة في تناقض مكشوف. المهم لديهم عبادة الذات والدينار والدرهم. وأما مخافة الله وخدمة وطنهم بالذمة والضمير فلم يحن وقتها بعد لديهم!

كفاكم ضحكاً على الذقون واستغفالاً للعقول، فحركاتكم لا تخفى على أحد، ولعبكم على وتر الإصلاح مأخوذ خيره، كما يقال، ولكن موعدكم الانتخابات المقبلة لنرى إن كان فيكم واحد يمتلك الجرأة ويعلن على رؤوس الأشهاد أنه لم يخن قسمه العظيم، وأنه خرج من العضوية بوجه أبيض، ولم يشارك أصحابه حلب ضرع الوطن على الآخر، كما فعل زملاؤه ممن اشتهروا بالحناجر الذهبية والتدين المزعوم و«النحاسة» ضد مصالح المواطنين!

كاتب كويتي

                                                                                                                                                         Alhajri-707 @hotmail.com