مبارك محمد الهاجريهكذا وبكل بساطة ألقى الرئيس الأميركي جورج بوش الأسبوع الفائت تحذيرات مجانية ومكررة ملت سماعها الآذان عن محرقة نووية إذا سمح للحكومة الإيرانية المضي قدماً في برنامجها النووي!
يحاول أن يتناسى هذا الرئيس محارقه في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، وسيضيف إليها محرقة جديدة ضمن مسلسل حرائقه الكثيرة والمدمرة بمهاجمته إيران، مشكلة هذا الرئيس حسب تصريحاته إصراره العجيب على تدمير الشرق الأوسط على من فيه، باستثناء ربيبته إسرائيل طبعاً، والتي أشعلت هي الأخرى حرائق لا تعد ولا تحصى في المنطقة وبمباركة سيد البيت الأبيض الذي أوصل العالم إلى شفير الهاوية بمغامراته التي حيرت البشر لعدم واقعيتها وفقدانها للمصداقية في زمن يفترض أن يكون للسلام والحضارة فيه نصيب! لا أبالغ إذا ما قلت إن الرئيس بوش حسب استطلاعات الرأي الأميركية هو من أسوأ الساسة في تاريخ أميركا، وهمه الأول والأخير إشعال الحروب وإحياء العداوات السياسية، أي بمعنى آخر لم يعط حيزاً ولو صغيراً للسلام في سياساته.
بدأت مجموعة بوش والعقول اليمينية ممن يعتمد عليها بالتسرب من البيت الأبيض هروباً من المستقبل، وما يحمله من إدانات لسياسات الرئيس الكارثية، والتي سيكون ضحيتها هؤلاء في حال وصل الديموقراطيون إلى سدة الرئاسة، إذا ما قرروا حينها فتح الملفات الجمهورية المخجلة على الاصعدة كافة، وخصوصاً أنهم الآن في موقع أقوى وأفضل بغالبيتهم شبه المسيطرة على الكونغرس!
أينما ذهب الرئيس بوش يحاول، وفي لعبة مكشوفة، إبقاء ما يُسمى بالإرهاب الإسلامي حياً في الأذهان، والذي ليس له وجود سوى في مخيلته المعقدة، فتراه يتحدث على الدوام عن هذا الخطر المزعوم بطريقة تجعل سامعيه من المؤيدين لمغامراته يزدادون كرهاً وعدائية لكل ما يتصل بالإسلام والمسلمين، والسبب التحريض المقصود منه، كونه على رأس الإدارة.
بوش الابن أصبح حديث الصحف الأميركية والأوروبية على حد سواء موجهة إليه انتقادات لاذعة لتخبطاته ولاستنزافه للميزانية الأميركية، والتي بلغت التريليون دولار(ألف مليار) لتمويل حروبه ومغامراته المستمرة، وعلى حساب دافعي الضرائب المساكين. وما أن يحل هذا الرئيس في مكان ما بمناسبة أو غيرها إلا ويطلق العنان لتصريحاته التي تشعل نار الحرب، بدلاً من صنع السلام.