قال تعالى (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً) سورة الأحزاب:70.
/>فلأجل بيان القول السديد، القول الموافق لدين الله تعالى، لأجل بيان القول الموافق لشرع الله تعالى، لأجل بيان القول الموافق لما جاء به حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أحببت أن أذكر اليوم أحكام المرأة المعتدة، فإن الله عز وجل خصَّ النساء بأحكام شرعية تتعلق بهن حتى ان سورة في القرآن الكريم سميت بسورة «النساء» لكثرة ما فيها من أحكام متعلقة بالنساء.
/>فالكيس الفطن الذكي من التزم بشرع الله ولم يتعد الحدود وأمر أهله وأمر زوجته بالالتزام بما أمر الله تعالى. يقول ربنا عز وجل في سورة النساء: (تلك حدود الله ومن يُطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين) سورة النساء: 13-14. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بتعليم النساء ما يحتجن اليه، فكان يخصهن ببعض مجالسه ومواعظه. وكذلك مدحت السيدة الجليلة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النساء اللواتي يسألن عن أمور الدين فقالت: «نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين». ان العدة اسم مأخوذ من العدد وهو مدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة الرحم، فإذا طلق الرجل زوجته قبل الدخول بها لم تجب عليها العدة لقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها) سورة الأحزاب:49.
/>فإذا طلقها بعد الدخول وكانت حاملاً فعدتها تنتهي بوضع حملها لقوله تعالى: (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) سورة الطلاق:4.
/>وإن كانت غير حامل فعدتها ثلاثة قروء اي ثلاثة أطهار وذلك لقوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) سورة البقرة:228.
/>ومعنى «يتربصن» ينتظرن. وإن كانت المرأة آيسة اي بلغت سن اليأس من الحيض فعدتها ثلاثة أشهر لقوله تعالى: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر) سورة الطلاق:4.
/>أما المتوفى عنها زوجها ان كانت حاملاً تنتهي عدتها بوضع الحمل، وإن كانت غير حامل فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام. ويجب على المتوفى عنها زوجها الإحداد، فمن معاصي البدن ترك الزوجة المتوفى عنها زوجها الاحداد على زوجها. والاحداد هو التزام ترك الزينة الى انتهاء أربعة أشهر قمرية وعشرة أيام.
/>وليس من الاحداد الواجب عليها ترك مكالمة الرجال غير المحارم، يعني لا يحرم عليها مقابلة الرجال وان كانوا غير محارم بخلاف ما شاع عند كثير من العوام وانما يحرم عليها أن تكشف شيئاً من عورتها أمامهم وأن تختلي بأحدهم، فإن لم يكن خلوة ولا كشف عورة جاز لها مقابلتهم والتحدث اليهم فيما لا معصية فيه. فتحريم مكالمة الرجال غير المحارم ليس مما يدخل في الاحداد الشرعي انما هذه عادة اضافها بعض الناس ونسبها الى شرع الله وهي ليست من شرع الله، فلينشر ذلك لأن كثيراً من الناس يجهلون ويعتقدون انها من الاحداد الشرعي وذلك تحريف للدين. حصل ان امرأة معتدة اتت النبي تسأله بمسألة في الاحداد والنبي صلى الله عليه وسلم ما أنكر عليها كلامها معه، ويحرم الزيادة على هذه المدة المشروعة في الاحداد بنية الاحداد، ويحرم على غير الزوجة من النساء الزيادة على ثلاثة أيام بنية الاحداد ايضاً. ولا يجوز للمحدة أن تبيت خارج بيتها ولا أن تخرج منه لغير ضرورة.
/>فالإحداد هو الانكفاف عن الزينة تحزناً على الموت الذي فرق بين المرأة وزوجها لأن في ذلك مساعدة لها على الاستعداد لمصالح الآخرة.
/>عبدالله محمد عبدالله الجدادي
/>