| كتب عبدالله متولي |
/>في اللقاء الذي عقد الشهر الماضي في الولايات المتحدة الاميركية تحت عنوان «حوارات الأديان» وضم ملوك ورؤساء بعض الدول العربية والإسلامية وقف رئيس الكيان الصهيوني في ذلك اللقاء وهو يلقي كلمته قائلا «ان كان هنالك من ينادي بضرورة العودة إلى فلسطين فإننا بدورنا ننادي بضرورة العودة إلى يثرب» اي إلى المدينة المنورة، وهذه لا شك جرأة تخطت كل حدود اللياقة والأدب وتجاوزت حدود العدالة والحق ووصلت إلى درجة الوقاحة من محتل متعجرف لم يجد من يرد عليه او يلقمه حجرا يسكته حتى لا يتجرأ على تكرار هذا القول مرة ثانية، وقبل ان تتناوله الآلة الإعلامية الصهيونية وتروج له وتجعل منه مطلبا تجيش له الجيوش - وهذا دأبهم - كما فعلوا في قضايا كثيرة مماثلة مثل قضية السامية وقضية «الهولوكست» وقضية «ارض الميعاد» وكلها قضايا باطلة من صنع خيالهم المريض لكنهم جعلوها امام العالم تبدو حقيقة ماثلة وحقوقا مهدورة حتى انه لا يستطيع احد ان يتناول هذه القضايا بالنقد او التحليل او الاعتراض، إلا ويصبح عدوا لهم او كما يقولون عدوا للسامية.
/>لكن الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي قام بالرد على رئيس الكيان الصهيوني في خطبة الجمعة يوم 21/11/2008 موضحا له ان خيانتهم وغدرهم ونقضهم لعهودهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هي الأسباب التي جعلته يجلوهم عن المدينة ويطردهم منها بعدما رحبت عدالة الإسلام وسماحته بالقبائل اليهودية التي كانت تقيم في المدينة في ظل الدولة الإسلامية الفتية، التي اعلنها واقامها الرسول صلى الله عليه وسلم على اساس من التعايش والتعاون والمساواة التامة، فما الذي حدث بعد ذلك يقول الدكتور البوطي: الذي حدث بعد ذلك ان الخيانة هي التي قذفت باليهود خارج المدينة المنورة، بل الذي اقتضى ذلك ميثاق العدالة الذي نص عليه بيان الاسلام والذي نطق واستكتبه الرسول صلى الله عليه وسلم. وضرب البوطي بعض النماذج لخيانة اليهود التي تشمئز منها الانسانية في اي عصر عاشت، منها ما فعله يهود بني النضير عندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيوتهم يطلب منهم المعونة لتقديم الدية إلى قتيلين قتلا خطأ فما كان منهم إلا ان تركوه واقفا وراحوا يرتبون لقتله بإلقاء صخرة عليه من فوق المنزل الذي يقف بجانبه، ولكن الوحي الرباني اخبره بغدرهم وخستهم فتركهم وانصرف.
/>اما النموذج الثاني فهو يهود بني قريظة عندما تسربلوا بالخسة والغدر ونقض العهد مع المسلمين وانقلبوا على المسلمين وهم يواجهون الاحزاب في موقعة «الاحزاب والخندق» ويعلنون الحرب داخل المدينة على الرسول واصحابه في احلك الساعات واحرج الاوقات.
/>ويتابع الدكتور البوطي قائلا: ان كان لليهود الاسرائيليين حق يريدون ان يحاكموا به فليخاصموا الخيانة التي هي المسؤولة عن اخراجهم من المدينة المنورة، فليحاكموا غدرهم وخيانتهم وانه لطبع قديم متجدد في هذه الطغمة من الناس عرف ذلك التاريخ كله.
/>لكن المصيبة ان احدا لم يرد على هذا الكلام الوقح حتى يعلم ان دعواه الباطلة لن تنطلي على احد ولن يسكت عليها المسلمون.
/>فيا أمة الإسلام الا من درس وعبرة من هذا الحديث يجعلانا نستفيق من غفلتنا وندافع من تراثنا ومقدساتنا وارضنا ولا نجعلها عرضة لنهب الأفكار الحاقدة والخيالات المريضة.
/>يا أمة الإسلام... لم تستطع الأحزاب بقوتها، ولا اليهود بغدرهم وخيانتهم هزيمة المسلمين او النيل منهم في المدينة المنورة يوم «الاحزاب والخندق» بل ما حدث هو العكس بتأييد من الله وتبصر عزيز منه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده المؤمنين الذين لم يكونوا الاكثر عدة وعتادا ولكنهم نصروا الله واعزوا دينه فنصرهم الله واعزهم ورد كيد المعتدين والغادرين إلى نحورهم.
/>