من أخلاق الصائم التي تبرز شخصيته في رمضان هو خلق الزهد في الدنيا ولعمري كم هو خلق جليل؟ انه الرغبة عن حظوظ النفس كلها الى ما هو خير منها علما بأن المتروك حقير بالنسبة إلى المأخوذ، والدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة قال تعالى: «من كان يريد حرث الآخرة نزد في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب». انه الحرث المفلح والزرع اليانع، فمن كان حارثاً فليحرث للآخرة، والله يبارك في حرثه، ومن أراد الدنيا ومتاعها يعطيه الله منها، ولكن ليس له في الآخرة نصيب ولا ينفع حينئذ ندم ولا تحسر.
/>وأعلن انه ليس من الزهد ترك المال، وانما الزهد بترك الدنيا للعلم، بمقارنتها بالنسبة الى نفاسة الآخرة. وسئل الامام أحمد: أيكون عند الرجل ألف دينار ويكون زاهدا؟ وكان هذا المبلغ عندهم في ذلك الوقت له شأن كبير فقال: نعم قيل: وما علامة ذلك؟ فقال: إذا زادت لم يفرح وإذا نقصت لم يحزن.
/>نعم فالدنيا في اليد وليست في القلب، ومتى كانت الدنيا وما فيها بهذه الصورة لدى الإنسان، لا يهتز لها ولا تبهره زينتها وزخرفها. بل قلبه معلق بالآخرة، وهمه ثواب الله تعالى، غناه في قلبه، يكفيه من الدنيا مطعم يقيم صلبه، وملبس يستر بدنه ولا يجعله شاذاً منكراً بين الناس بحدود المعقول والمعهود. ومسكن يؤويه لا يتعالى ولا يتكبر في البناء، وأثاث معقول من غير تبذير ولا تقتير.
/>وكما قال سفيان الثوري: «الزهد في الدنيا هو قصر الأجل، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء، وبعبارة موجزة: عزوف القلب عن الدنيا بلا تكلف، والصائم في صيامه يعيش لحظة بلحظة مع الزاهد، فيستوي عنده حلوها ومرها فيعزف عنها ممثلة بشهوة البطن والفرج. فكما انه ترك ذلك وزهد فيه ورغب عنه لأجل الله تعالى وابتغاء ما عنده من أجر عظيم وفرحة يفرحها عند لقائه الكريم فكذلك يترك كل ما يؤثر على قلبه من زهرة الحياة الدنيا وزينتها. ويعلم ان الله تعالى مستخلفه في هذه الارض لينظر كيف يعمل وكيف يتصرف حيالها والصائم الزاهد في الدنيا لا يقبل على الطعام والشراب بنهم شديد، ويضع على مائدة الطعام عند الافطار اصناف الطعام المتنوعة وشتى أطباق المأكولات الساخنة والباردة فهذا من الخطأ البيّن والاسراف الذي نهى عنه الاسلام. فالصائم الذي عرف حقيقة الصوم يكفيه من الطعام الوسط «وكذلك جعلناكم أمة وسطا». وقس على ذلك جميع الامور الدنيوية فالصائم في خلقه الجم مثال يحتذى به في ذلك فلا يكون جشعا نهما على الدنيا، سواء في رمضان أو في غير رمضان، قال عليه الصلاة والسلام: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ان يكون له ثلاثا، ولن يملأ فاه إلا التراب». والصائم قد امتثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: «من أبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها هذا هو الصائم، قد حاز الدنيا بحذافيرها عندما علم ان له ربا يجازيه بالاحسان احسانا في شهر تضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات.
/>
/>وأعلن انه ليس من الزهد ترك المال، وانما الزهد بترك الدنيا للعلم، بمقارنتها بالنسبة الى نفاسة الآخرة. وسئل الامام أحمد: أيكون عند الرجل ألف دينار ويكون زاهدا؟ وكان هذا المبلغ عندهم في ذلك الوقت له شأن كبير فقال: نعم قيل: وما علامة ذلك؟ فقال: إذا زادت لم يفرح وإذا نقصت لم يحزن.
/>نعم فالدنيا في اليد وليست في القلب، ومتى كانت الدنيا وما فيها بهذه الصورة لدى الإنسان، لا يهتز لها ولا تبهره زينتها وزخرفها. بل قلبه معلق بالآخرة، وهمه ثواب الله تعالى، غناه في قلبه، يكفيه من الدنيا مطعم يقيم صلبه، وملبس يستر بدنه ولا يجعله شاذاً منكراً بين الناس بحدود المعقول والمعهود. ومسكن يؤويه لا يتعالى ولا يتكبر في البناء، وأثاث معقول من غير تبذير ولا تقتير.
/>وكما قال سفيان الثوري: «الزهد في الدنيا هو قصر الأجل، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء، وبعبارة موجزة: عزوف القلب عن الدنيا بلا تكلف، والصائم في صيامه يعيش لحظة بلحظة مع الزاهد، فيستوي عنده حلوها ومرها فيعزف عنها ممثلة بشهوة البطن والفرج. فكما انه ترك ذلك وزهد فيه ورغب عنه لأجل الله تعالى وابتغاء ما عنده من أجر عظيم وفرحة يفرحها عند لقائه الكريم فكذلك يترك كل ما يؤثر على قلبه من زهرة الحياة الدنيا وزينتها. ويعلم ان الله تعالى مستخلفه في هذه الارض لينظر كيف يعمل وكيف يتصرف حيالها والصائم الزاهد في الدنيا لا يقبل على الطعام والشراب بنهم شديد، ويضع على مائدة الطعام عند الافطار اصناف الطعام المتنوعة وشتى أطباق المأكولات الساخنة والباردة فهذا من الخطأ البيّن والاسراف الذي نهى عنه الاسلام. فالصائم الذي عرف حقيقة الصوم يكفيه من الطعام الوسط «وكذلك جعلناكم أمة وسطا». وقس على ذلك جميع الامور الدنيوية فالصائم في خلقه الجم مثال يحتذى به في ذلك فلا يكون جشعا نهما على الدنيا، سواء في رمضان أو في غير رمضان، قال عليه الصلاة والسلام: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ان يكون له ثلاثا، ولن يملأ فاه إلا التراب». والصائم قد امتثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: «من أبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها هذا هو الصائم، قد حاز الدنيا بحذافيرها عندما علم ان له ربا يجازيه بالاحسان احسانا في شهر تضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات.
/>