• المفكر الأميركي «مايكل هارت»... أحد العقول الكبيرة في عالمنا المعاصر... درس الرياضيات في جامعة كورنيل العام 1952، وحصل على درجة الليسانس في الحقوق من جامعة نيويورك العام 1958... وحصل على درجة الماجستير في العلوم من جامعة أويلفي العام 1969، ونال درجة الدكتوراه في الفلك من جامعة برينستون العام 1972.عمل في مركز أبحاث الفضاء في «جرين بليت» في «ميرلاند»، وفي المركز القومي الأميركي لأبحاث طبقات الجو في كلورادو، وفي أكبر مراصد الأفلاك في كاليفورنيا في «بامادينا» - مرصد «هيل»... ويعتبر مايكل هارت أحد أهم العلماء المعتمدين في الفيزياء التطبيقية، إضافة إلى كونه عضو الجمعية الفلكية وفروعها في علوم الكواكب... متزوج وله ولدان وقت عمل الكتاب الذي نحن بصدد عرضه الآن، والذي صدر العام 1978 بأميركا باسم «المئة الأوائل»، ويتكون من 572 صفحة من القطع الكبير، وقدم فيه أهم مئة شخصية في تاريخ العالم مرتبين حسب أهمية كل منهم وأثره في التاريخ، مع عرض منجزات كل منهم وأعماله أو نظرياته العلمية.وفي الكتاب نفسه قدم لنا قائمة بأسماء من فاتهم الدخول في القائمة، وهم مرشحون للدخول فيها، ثم أتبع ذلك كله بثلاثة جداول:-أ - الجدول الأول: يتضمن توزيع المئة على الدول والقارات.ب -والثاني: توزيع المئة على تاريخ سني ظهورهم.ج - والثالث: ميادين تأثيرهم وأعمالهم.واعترف مايكل هارت «MICHAEL HART» بأنه اهتم بالرجال أكثر من النساء، وانصب أكثر اهتمامه على مؤسسي الأديان والعلماء ثم الفاتحين... وأن أقل اهتمامه كان بالأدباء.
الأوساط الثقافيةصدر هذا الكتاب بأميركا، وقد كان أثره ضخما في أميركا، وفي خارجها في الأوساط الثقافية عند صدوره ولايزال... بسبب أن الكتاب عندما رتب أعظم الرجال وجاء بسيدنا محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وسلم» على رأس تلك القائمة التي تضم - كما أسلفنا - أهم مئة شخصية. بعد أن أخذ بالوقائع والأحداث والأثر والتأثير في التاريخ، وفي البشر، وفي الأحداث والسياسة والاقتصاد والتربية والحروب والقتال والسلام والتعاهد والتعاقد، والعقائد... مراعيا الظروف التاريخية والجغرافية والاقتصادية والثقافية والعقائدية والعرقية والاجتماعية في الحسبان عندما رتبهم.وقد نوه أنه استثنى شخصيات عدة، فقد اهتم بالرجال أكثر من النساء، ووجه اهتمامه الأكبر للأنبياء والعلماء والفاتحين، ولما تناول سيرة سيد الخلق «صلى الله عليه وسلم» جاء بالكثير من التحليل والأسباب... التي جعلته يضعه على رأس القائمة... ولسوف ننقل ملاحظاته وأسبابه دون تدخل منا إلا بكلمات تعودنا عليها نحن المسلمين ونراها واجبة مثل هذه الأحوال... حيث لا يجب إغفالها أو الالتفات عنها مثل إضافة «صلى الله عليه وسلم»، «عليه السلام»، «عز وجل»... إلخ.، وأنه يجب التنبيه في البداية بأن شخصية «سيد ولد آدم» وسيرته أكبر من أن يتناولها أي باحث بالمقارنة بينه «صلوات الله عليه» وبين غيره من الشخصيات مهما كان مدى تأثيرها في التاريخ... حيث إنه أعظم وأجل من ذلك بكثير. كما أنني أنوه بأن تدخلي سوف يوضع بين قوسين ما لم يتم التنبيه على ذلك.
مجلة العربيمجلة «العربي الكويتية» أضافت جديدا... بأنها أول من أشارت إلى هذا الكتاب... حيث كتب لنا الكاتب الراحل طيب الذكر «أحمد بهاء الدين» رئيس تحريرها وقتذاك في عددها الصادر بتاريخ 1/12/1978 - كتب - لنا عن هذا الكتاب، وأضاف الكثير من الملاحظات، ثم تصدى للكتاب كل من الأساتذة خالد عيسى، أحمد غسان، فأصدرا طبعة عربية مترجمة عن دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، وطبع طبعات عدة وقعت في يدي الطبعة الثانية 1978، واهتم بها الناشر محمد شيخاني، ولذا فإن النسخة التي وقعت في يدي اعتبرتها ثروة ثقافية قرأتها مرات عدة ودونت ملاحظاتي عليها وتركتها للزمن الذي سيهيئ لي الوقت للحديث عنها، وهي الطبعة التي اعتمدت عليها في التعليق على هذا المؤلف الخطير.عمل صعب... مارسه الدكتور مايكل هارت في سبيل إخراج هذا الكتاب، وترتيب شخصياته وإبراز شخصية محمد «صلى الله عليه وسلم» كأعظم الرجال... فهو أول «المئة شخصية» الذين اختارهم مايكل هارت، وهو سيد ولد آدم، إمام الرسل... خاتم الأنبياء والمرسلين... وإذا كان هارت قد وضعه على رأس القائمة فإن ذلك لن يزيد، ولن ينقص من قدره أو فيه... محمد الحبيب المحبوب المصطفى عليه صوات الله وسلامه... إنما غاية القول أن نقول إن شهادة مايكل هارت ودراسته، وهو المسيحي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه دليل على أنه لم يستطع أن يتلافى أثره أو تأثيره في تاريخ العرب على وجه الخصوص والبشرية عموما... صحيح أن هناك بعض الشطط في المظاهر التي أوردها لنا، ولكننا سوف نتعرض لها في النهاية.• محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» «570 - 632م»اختير محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» كأول شخصية في المئة الأوائل، أي أنه جاء على رأس القائمة، التي تمثل أهم مائة شخص لهم أكبر الأثر في تاريخ العالم، وقد عدَّد لنا مايكل هارت، وهو المسيحي الديانة... الغربي المواطنة والجنسية والثقافية - عدَّد لنا - الأسباب التي أوجبت اختياره وتتلخص في أن محمدا:-• نجح بشكل كبير في كل من البُعد الديني والبُعد الدنيوي... حيث إنه هو الذي أسس ونشر «أحد» أعظم الأديان بل أهمها على الإطلاق بوحي من الله عز وجل، وقد كان في الوقت نفسه أحد الزعماء العظام في العالم والتاريخ، وفي السياسة... حصيف الرأي... حكيم التصرف... راجح العقل، مفكر ولبيب، ووصل إلى درجة الفيلسوف بالرغم من أنه أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولايزال أثره وتأثيره ممتدين حتى اليوم مستمرين ومدويين. يمتد من تاريخ إلى تاريخ، ومن أمة إلى أخرى... قوي ويحظى بتأييد العديد من الأتباع.• من بين الأسباب في رأي هارت... أن القادة الذين قدمهم قد ولدوا ودرجوا وتربوا في مراكز حضارية، وشبوا وترعرعوا في أحضان أمم ذات ثقافات عالية. أما محمد فقد ولد العام 570م. في مدينة مكة. في وقت كانت فيه هذه المدينة بعيدة عن الحضارة، وعن المراكز الحيوية. سواء المراكز التجارية أو الفنية أو العلمية. وأصبح يتيما، وهو في سن السادسة وتربى في مجتمع بسيط. أميا، يتيما، فقيرا إلى حد ما، وإن كان ينتمي إلى أشرف العائلات وأعظمها قدرا.تحسنت حالته المادية عندما تزوج من «أرملة غنية» على حد قول هارت.• العرب وقتذاك كانوا وثنيين مشركين بالله سبحانه وتعالى، بينما كان هو ينادي ويؤمن بإله واحد قادر وسيطر على الكون بأسره، وعندما وصل إلى سن الأربعين جاءه الوحي الذي أخبره بأن الله سبحانه وتعالى قد اختاره لنشر الدين القويم والدعوة إلى عبادة الله الواحد القهار، وظل «صلى الله عليه وسلم» يدعو إلى الإسلام لمدة ثلاث سنوات بين أصدقائه وأهله إلى أن بدأ يدعو للدين الجديد علنا في العام 613 م.• شعرت قريش بالخطر فآذته وأصابت أتباعه بأذى شديد، وضيقت عليه وعليهم الخناق، بالرغم من أنه لم يبال بكل تلك المصاعب والآلام والعقبات واستمر يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد، واضطر للهجرة إزاء مقاومة قريش العنيفة ضده وضد دعوته «فهاجر بعض من أتباعه أولا إلى الحبشة» ثم هاجر هو وأتباعه إلى مدينة يثرب وسميت المدينة المنورة التي رحب به أهلها، وقدموا له التأييد، وأصبح محمد «صلى الله عليه وسلم» ذا نفوذ سياسي كبير، وكانت هجرته نقطة انطلاق، فزاد أتباعه، وسرعان ما حصل على نفوذ جعله «حاكما مطلقا» - على حد قول هارت.• زادت سلطته واتسعت دولته بعد انتصاره على مكة في عدة معارك... حتى انتهى ذلك الصراع العسكري بفتح مكة نفسها العام 630م... حيث دخلت الأفواج تباعا في الدين الجديد خلال عامين ونصف العام... بعد ذلك التاريخ وحتى وفاته صلوات الله عليه وسلامه.• كانت الوفاة العام 632م، وكان هو الحاكم الفعلي لشبه الجزيرة العربية فيما يطلقون على هذه السلطة اسم الزعامة السياسية.• كان العرب متفرقين، وإن كانوا متمرسين بفنون القتال، ولكن فنونهم القتالية، وأعدادهم، ووحدتهم، لم تكن تقوى على منازلة الدولتين الأعظم في ذلك الزمان «الدولة الساسانية - فارس»، و«الدولة الرومانية - الروم»... إلا أن محمدا استطاع بتوحيده للعرب وتنظيمه للدولة وتربيته للرجال - استطاع - أن يجعل العرب قوة عظمى تصطدم بأعتى الدول وقتذاك «فارس والروم» في وقت واحد، ويجبرونهما على الانزواء، فزالت فارس تماما من على خريطة العالم، وانكمشت دولة الروم إلى ما هو أبعد من الشام والعراق ومصر وشمال أفريقيا، وكان ذلك على يد هؤلاء الرجال الذين رباهم محمد. حتى بعد وفاته، وبعد أن أصبحت مبادئه هي التي تحكم تصرف هؤلاء الرجال العظام وتحكم إيمانهم وشجاعتهم وتضحياتهم وبسالتهم، ولم تتوقف «الفتوحات» التي تمت في عهد خلفائه «إلا بعد أن غيرت خريطة العالم السياسية والفكرية، واتجهت الأمور إلى أسلمة المنطقة كلها تقريبا. رغبة من سكانها وأبنائها باختيارهم ورغبتهم دون ضغط أو إكراه»... وأسست تلك القبائل البدوية التي كانت تلهمها كلمات الرسول «صلى الله عليه وسلم» إمبراطورية تمتد من حدود الهند شرقا حتى المحيط الأطلسي غربا، وأصبحت واحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم «والتاريخ»، واتبع البشر وعلى نطاق واسع تلك الإمبراطورية في اعتناق الدين الجديد بكامل حريتهم.
الدين الجديد• بالرغم من أن هذه «الفتوحات» لم تثبت مع الزمن «شأنها في ذلك شأن جميع حتميات التاريخ، فإن الفرس ظلوا مخلصين للدين الجديد، وإن كانوا قد استعادوا «استقلالهم» عن العرب. أما في إسبانيا فإنه بعد حوالي سبعة قرون ونيف «استعاد» المسيحيون شُبه جزيرة أيبريا، ولكن منطقة بلاد الرافدين ومصر... وهما مهد الحضارة القديمة بقيتا عربيتين كما بقي الساحل الأفريقي الشمالي بأكمله عربيا.• استمر الدين الجديد ينتشر في القرون التي تلت ذلك التاريخ إلى ما وراء حدود الإمبراطورية الإسلامية... حيث هناك عشرات الملايين من المسلمين في آسيا الوسطى وشمال الهند وباكستان «وأفغانستان» وإندونيسيا التي جاء الدين الجديد كأحد عوامل وحدتها.
تحليل وتعليق• إذا كان عدد المسيحيين أكثر من عدد المسلمين... فإنه من الغريب أن نجد عالما مسيحيا يصنف سيدنا محمدا «صلى الله عليه وسلم» في مرتبة أعلى من سيدنا المسيح عليه السلام، وإن كان الكاتب قد أشار إلى أن ذلك جاء لسببين:-أولا: إن محمدا لعب دورا هاما في تطوير الإسلام، وكان دوره أكبر من دور المسيح في تطوير المسيحية مع أنه «المسيح» كان مسؤولا عن تلك المبادئ الأدبية والأخلاقية للديانة المسيحية في النصوص التي تختلف عن المبادئ اليهودية، إلا أن القديس بولس كان هو الذي طور اللاهوت المسيحي، وكان هو المبشر الرئيسي للعقيدة المسيحية والمؤلف لجزء كبير من العهد الجديد.ثانيا: إن محمدا «صلى الله عليه وسلم» كان مسؤولا عن العقيدة الإسلامية ومبادئها الرئيسية، ولعب دورا هاما وقياديا في التبشير بالدين الجديد، وتأسيس الفروض الدينية للإسلام، وهو الذي أنزل عليه القرآن الكريم... الذي هو مجموعة من الآيات ذات البصيرة النافذة التي أوحيت إليه مباشرة من قبل الله عز وجل، ومعظم هذه الأقوال دونت خلال حياته ثم جمعت بشكل رسمي بعد وفاته.• نفوذ محمد «صلى الله عليه وسلم» كان أكبر من تأثير المسيح «عليه السلام» والقديس بولس على المسيحيين، «بالرغم من أن تأثير القرآن على المسلمين يشبه تأثير الكتاب المقدس المسيحي على المسيحيين»، فإن نفوذ محمد من خلال القرآن أصبح ضخما جدا وهائلا - على حد قول هارت - وفوق ذلك فإنني أضيف أن محمدا كان فوق ذلك زعيما دنيويا... وقراءتنا لأحداث القتال أثناء حياته وبعد وفاته تجعل منه أعظم قائد سياسي على مدى التاريخ «بخلاف دوره الديني».• وبالرغم من وجود زعامات سياسية في التاريخ، مثل سيمون بوليفار، الذي قاد الأحداث في أميركا الجنوبية... إلا أنها كانت ستحدث حتى ولو لم يكن موجودا «فطلب الحرية قادم لا محالة»، وذلك لا يقارن «بالفتوحات» الإسلامية التي لم تكن ستظهر في حالة عدم وجود محمد «صلى الله عليه وسلم» ومبادئه.• والفتوحات المغولية بزعامة جنكيز خان «ومن جاء بعده» التي انكمشت وضاقت، ولم تصبح دائمة - مثلما هي الحركة الإسلامية - حتى الأراضي التي استمرت يسكنها المغول للآن هي نفسها التي كانت قبل جنكيز خان، وهذا يختلف عن المناطق التي جاءت بها «الفتوحات» العربية، والإسلامية... حيث دامت واستمرت واستمر أثرها السياسي والفكري والثقافي والجنسي حتى الآن، بل أكثر من ذلك فإن دولا وشعوبا عظيمة أخذت بالحروف العربية في كتاباتها.
قمة المئة الأوائلكل ذلك أخذ به مايكل هارت ليضع محمدا فوق قمة المئة الأوائل، وبالرغم من أن أقواله - في بعضها - تحتاج للمراجعة والتعليق... إلا أننا نكتفي بذلك:-1 - قوله... إن معظم الأشخاص جاءوا من مناطق متحضرة - في إشارة من بعيد إلى أوروبا - وان المنطقة العربية كانت متخلفة، هو قول غير حقيقي، فالحضارة كانت بذورها هنا في الشرق دون الغرب، أول الكتابة... أول القوانين، أول نوتة موسيقية، قواعد الزراعة والصناعة والتجارة والتقويم... إضافة إلى أن الشرق كان مهد الديانات السماوية، وغير ذلك كثير.2 - القول... إن محمدا كان أميّاً، وان أحواله المادية قد تحسنت عندما تزوج أرملة غنية. قول فيه افتراء كبير على سيد الخلق وأشرفهم، فقد كان أميّاً بلا شك، ولكن المؤلف لم يدرك سبب أميته هذه، ولم يفطن إلى أن هذا الأمي هو الذي قام بتربية هؤلاء القادة العظام الذين أدبوا الجبابرة، ولم يدرك أن كلماته «صلوات الله عليه وسلامه»... تُدرس الآن وقبلا في أعظم المعاهد، ويحصل في مفهومها أكبر العلماء على أعظم الشهادات العلمية، وأنه بالرغم من أميته فقد علَّمه ربه كأحسن ما يكون العلم وأفضل ما يكون التأدب... وكان عِلمه اللدني... هديا للملايين تلو الملايين على مدى أكثر من 14 قرنا من الزمان، أما القول بزواجه من أرملة غنية فهو قول وقح ونابي، فمن المعروف أن محمدا ينتمي إلى أعظم القبائل وأشرفها، فهو: محمد، بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب بن لؤي، بن غالب، بن فهر، الذي هو قريش... وأمه هي السيدة آمنة، بنت وهب، بن عبد مناف ثم يمتد النسب إلى أقصاه، وأمها هي برة، بنت عبد العزى، بن عثمان، بن عبد الدار، بن قصي، ثم يمتد النسب إلى أقصاه، وهو الذي ولد يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول... عام الفيل، أسماؤه صلوات الله عليه كثيرة ومنها: «أحمد وحامد ومحمود ووحيد وطه وطاهر» وغير ذلك من الأسماء.وهناك كلمات وصف بها من أجل إظهار مكانته - أقول إنها ألفاظ دنيوية لم يكن يهتم بها - ونحن كمسلمين لا نحب أن نصفه بها مثل «أن نفوذه في المدينة قد ازداد وأصبح حاكما مطلقا وسلطته تنمو بسرعة»، والرأي عندي وعند غيري أنه كان يحكم بالشورى، ولم يتفرد برأي، ولم يدعي العظمة بل كان بسيطا لا يتعالى على أحد، ومتواضعا، يرحم الضعيف ويأخذ بيده ويعينه ويرشده إلى الطريق القويم.«المصطفى خير خلق الله كلهم... له على الرُسل ترجيح وتفضيل».