المنوال نفسه والقصة نفسها نسمعها كل عام في مواسم الاعياد والعبادات حول موضوع رؤية الهلال ومخالفته للحسابات الفلكية، وانا اعلم ان الموضوع قد اخذ حاصله من النقاش والردود، ولكن الذي استغربه هو استغلال البعض لمثل هذه المناسبة للطعن في علماء الدين والتشكيك بالهيئات الشرعية والقدح في صيام الناس واحتفالاتهم ووقوفهم بعرفة.... الخ، بحجة ان الحسابات الفلكية خالفت ما اعلن عنه من رؤية الهلال، وان الهلال (يستحيل) رؤيته في هذا اليوم والمضحك هو ان الفلكيين انفسهم غير متفقين على رأي واحد وعلى مطلع محدد، بل قد يختلفون في المسألة الفلكية الواحدة إلى اكثر من عشرة اقوال، ولذلك لم اعجب عندما علمت ان ايران قد احتفلت هذا العام بعيد الاضحى وفق حساباتها الفلكية في يوم يختلف عن الذي احتفلت فيه كل من اندونيسيا وتركيا فلكيا وجميعهم يختلفون عن اليوم الذي اعلنته ليبيا وفق حساباتها الفلكية فيا فلكيون كفاكم تنطعا وانكارا وتشكيكا ما دامت حساباتكم تحتمل الخطأ والصواب. وانا في الحقيقة من اشد المعجبين بالفلكي المخضرم العم محمد العجيري فإنه وان خالفت حساباته الفلكية رؤية الهلال فإنه حريص على وحدة الصف واتباع الهيئة الشرعية في الدولة، واذكر انه في سنة من السنوات عندما خالفت حساباته الفلكية رؤية الهلال اعلن في الصحف انه على الرغم من قناعاته بصحة حساباته إلا انه سيصوم مع المسلمين.
موسم الاستغلالاصبح العيد للأسف موسما للتكسب الرخيص والاستغلال البشع لهذه المناسبة واليك صور مما اعنيه:- شوهدت مجموعة من الوافدين قبل العيد بايام يشترون ملابس صفراء (بلسوتات) كالتي يرتديها عمال النظافة، وبعد استيقافهم تبين انهم يستغلونها للتسول في ايام العيد حيث يتجولون في اماكن اكتظاظ الناس وتوقف السيارات على شكل عمال نظافة ليجمعوا الاموال!- البائع وفني الستلايت والمقاول والمزارع ومعلم المظلات، كلهم يصبح اول ايام العيد قصابا (جزارا) فيحمل معه ساطورا ويقف عند مصلى العيد ينتظر الزبائن، ليتكفل بمهمة الذبح بخبرة معدومة واسعار مبالغ بها، ولقد استعان (صاحبنا) هذا العام بأحد هؤلاء فتفاجأ ان هذا القصاب لا يعرف حتى ابجديات تلك المهنة، فاستعار منه سكينة وتكفل بالمهمة بنفسه.- ذكرتني تلك المواقف بموسم الحج، ففي هذه الايام القليلة يجد كل عاطل عن العمل وظيفة له، فمن كانت لديه سيارة اصبح سائق تاكسي ومن يملك ساطورا صار جزارا ومن كان عنده موس او شفرة اضحى في يوم النحر حلاقا، ولقد بلاني الله عز وجل في سنة من السنوات عند المرجم بحلاق كان رأسي هو تجربته الاولى، فأثر في الجراحة والدم، فلما طال الامر واشتد وصعب تركته ونصف رأسي محلوق وسرت في الطرقات ابحث عن حلاق آخر حتى وفقت إلى ذلك. فإلى متى تستغل مناسباتنا الجميلة تلك في التكسب الرخيص.