حققت الجبهة الاسلامية للانقاذ فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية التي دعا اليها الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد عام 1991، ولكن الجيش الجزائري المرتبط بفرنسا لم تعجبه تلك النتيجة فقام بالغاء نتائج تلك الانتخابات ثم زج بقادة الجبهة في السجون لاسكات الشعب عن المطالبة بحقه، لكن الذي حدث هو العكس فقد قررت الجبهة بان ما حدث هو بمثابة اعلان حرب عليها، وقرروا البدء بحرب عصابات، وقد انضم اليهم فصائل من جماعات الاسلام السياسي، وكان أفراد الجيش والشرطة الهدف الرئيس للمسلحين الذين اتخذوا من الاماكن الجبلية في الشمال معاقل لهم.
بعدها اتخذ الصراع الجزائري منحى جديدا حيث استهدف المدنيين في الدولة، ثم برز على السطح اسماء جماعات اسلامية جديدة مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الاسلامية المسلحة والجبهة الاسلامية للجهاد المسلح وغيرها ومنها العائدون من افغانستان.
استغرقت الحرب الاهلية الجزائرية اكثر من عشرة اعوام (1991 - 2002) وحصدت ارواح اكثر من 200 الف جزائري قبل أن تتوقف في عهد الرئيس بوتفليقة بعد أن دمرت الاقتصاد الجزائري وحصدت الالم والمرارة في نفوس ابنائه.
سؤالي لقيادات الجيش المصري الذي قرر الانقلاب على الحاكم المنتخب محمد مرسي: هل تمت دراسة ردات الفعل المحتملة من اطراف من الشعب المصري قد لا تكون بالضرورة من جماعة الاخوان المسلمين، وما هي الضمانات بألا يتحول ذلك النزاع إلى حرب اهلية كما حصل في الجزائر لاسيما وان مصر لها تاريخ طويل في تفريخ الجماعات الاسلامية المتطرفة التي قامت بأعمال ارهابية يندى لها الجبين؟!
إن ما رأيناه بالامس من احداث في سيناء والعريش وفي جميع المدن المصرية لهو مؤشر خطير على ردة الفعل العنيفة لاقالة مرسي والتي لم يقتنع بها أحد بالرغم من اصطفاف بعض القيادات الدينية وراءها!!
أما الضمانات التي قدمها الجيش للانتخابات المقبلة والاصلاحات المرتقبة، فهذه قد لا تكون اكثر من دغدغة لمشاعر الناس لمنع ثورتهم، ومع اني أعتقد أن مرشد جماعة الاخوان محمد بديع قد ارتكب خطأ جسيما عندما خطب الناس وطالبهم بمقاومة الانقلاب عن طريق الزحف إلى الشوارع مؤكدا أن ذلك لن يخالف التحرك السلمي، لكن الفتن لا تحتاج اكثر من شرارة لتصبح نارا حامية، وان الجماعات المسلحة النائمة قد تستيقظ لتتولى المهمة عن جماعة الاخوان.
لقد صبرت جماعة الاخوان المسلمين ثمانين عاما قبل أن تتمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية، فما الذي يمنعها من الصبر بضع سنوات اخرى إلى أن تتغير الظروف نحو الاحسن باذن الله تعالى، وان تشارك في كل الانتخابات المقبلة إلى أن يقتنع الناس بأحقيتها في قيادتهم، وإلى أن تزول الغيوم السوداء التي غطت الافق ومنعت الناس من إبصار الحقيقة؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
بعدها اتخذ الصراع الجزائري منحى جديدا حيث استهدف المدنيين في الدولة، ثم برز على السطح اسماء جماعات اسلامية جديدة مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الاسلامية المسلحة والجبهة الاسلامية للجهاد المسلح وغيرها ومنها العائدون من افغانستان.
استغرقت الحرب الاهلية الجزائرية اكثر من عشرة اعوام (1991 - 2002) وحصدت ارواح اكثر من 200 الف جزائري قبل أن تتوقف في عهد الرئيس بوتفليقة بعد أن دمرت الاقتصاد الجزائري وحصدت الالم والمرارة في نفوس ابنائه.
سؤالي لقيادات الجيش المصري الذي قرر الانقلاب على الحاكم المنتخب محمد مرسي: هل تمت دراسة ردات الفعل المحتملة من اطراف من الشعب المصري قد لا تكون بالضرورة من جماعة الاخوان المسلمين، وما هي الضمانات بألا يتحول ذلك النزاع إلى حرب اهلية كما حصل في الجزائر لاسيما وان مصر لها تاريخ طويل في تفريخ الجماعات الاسلامية المتطرفة التي قامت بأعمال ارهابية يندى لها الجبين؟!
إن ما رأيناه بالامس من احداث في سيناء والعريش وفي جميع المدن المصرية لهو مؤشر خطير على ردة الفعل العنيفة لاقالة مرسي والتي لم يقتنع بها أحد بالرغم من اصطفاف بعض القيادات الدينية وراءها!!
أما الضمانات التي قدمها الجيش للانتخابات المقبلة والاصلاحات المرتقبة، فهذه قد لا تكون اكثر من دغدغة لمشاعر الناس لمنع ثورتهم، ومع اني أعتقد أن مرشد جماعة الاخوان محمد بديع قد ارتكب خطأ جسيما عندما خطب الناس وطالبهم بمقاومة الانقلاب عن طريق الزحف إلى الشوارع مؤكدا أن ذلك لن يخالف التحرك السلمي، لكن الفتن لا تحتاج اكثر من شرارة لتصبح نارا حامية، وان الجماعات المسلحة النائمة قد تستيقظ لتتولى المهمة عن جماعة الاخوان.
لقد صبرت جماعة الاخوان المسلمين ثمانين عاما قبل أن تتمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية، فما الذي يمنعها من الصبر بضع سنوات اخرى إلى أن تتغير الظروف نحو الاحسن باذن الله تعالى، وان تشارك في كل الانتخابات المقبلة إلى أن يقتنع الناس بأحقيتها في قيادتهم، وإلى أن تزول الغيوم السوداء التي غطت الافق ومنعت الناس من إبصار الحقيقة؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com