لقد ارتبطت كلمة الديبلوماسية ارتباطاً وثيقاً بالسياسات الخارجية للبلدان، لكن لو تأملنا المعنى الحقيقي للديبلوماسية لوجدناه يحمل كثيراً من صفات المرأة وطباعها وأخلاقها؛ فمما لا شك فيه، ولا يخفى على أحد منا، أن المرأة تفوقت وأبدعت وتميزت بذكائها في كثير من أمور الحياة، وهذا بسبب مواهبها التي وهبها الله سبحانه وتعالى من لباقة وفراسة وذكاء وقوة ملاحظة.
إن من معاني الديبلوماسية أنها فن المفاوضات، وفن القيادة والتوجيه، كل هذه المعاني هي صفات تحملها المرأة، فهي أكثر من يجيد فن القيادة والتوجيه والتفاوض مع غيرها، وهي من يقود الأسرة إلى بر الأمان بفراستها وقوة ملاحظتها لكل صغيرة وكبيرة من أمور منزلها، أن منشأ الإنسان من داخل أسرته، التي مرتكزها المرأة الأم والأخت، وهي الجذور الأصيلة للإنسان (أي الأسرة)، وكذلك التوجيه، فهي من ينحو بسفينة الأسرة إلى مرفأ الراحة والاسترواح، من خلال توجيهاتها الحكيمة الصائبة للأبناء، لتعينهم على خوض صعوبات الحياة بنجاح وفلاح، وهي من يتفاوض مع الزوج والأبناء في كل ما يخصهم من أمور دينهم ودنياهم.
ومن معاني الديبلوماسية استعمال: الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات، فالكياسة والذكاء صفتان لصيقتان بالمرأة؛ فهي من تدير العلاقات الاجتماعية بأكملها، يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: «لو أن بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها، إن أرخوها شددتها، وإن شدّوها أرخيتها»، وإن تأملنا هذا المعنى لوجدنا أن المرأة هي من يمسك العصا من الوسط، وهي من توازن الأمور بمرونتها ورزانة عقلها، وهي من تحافظ على تلك الشعرة حتى لا تنقطع العلاقات.
إن الديبلوماسية هي ممارسة عملية لتسير شؤون الدولة الخارجية، وإن المرأة سبقت الدول بهذه الممارسة العملية، لتسير وتدبر شؤون أسرتها ووظيفتها وحياتها بأكملها، بما فيها علاقاتها مع الآخرين، وهي عملية سياسية تستخدمها الدول في تنفيذ سياساتها الخارجية في تعاملها مع الدول والأشخاص، ومما لا شك فيه أن غالبية حياة المرأة تعتمد على استخدامها للسياسة، و«السياسة هي فن إدارة المجتمعات الإنسانية»، وهنا أيضا المرأة سبقتهم في إدارتها وتعاملها مع الأشخاص أياً كان وصفهم.
إن الشخص الديبلوماسي هو من يكون مبعوثاً أو سفيراً لدولته، للتنسيق والتنظيم ما بين علاقات الدول الخارجية، ولو تأملنا بعمق مفهوم الشخص الديبلوماسي؛ لوجدنا أن المرأة الأم والمرأة المربية والمرأة المعلمة هي من تفرز وتخرج للمجتمعات السفراء والمبعوثين من أبناء وطلاب، وكل منا سفيراً كان أم مبعوثاً بيئته التي استقاها من المرأة، سواء كانت والدة أم مربية أم معلمة.
للديبلوماسية معان كثيرة أكثر مما ذكرنا، ولو سلطنا الضوء على كل معنى من هذه المعاني لوجدناه يصب في يم صفات المرأة، ولكل امرأة ديبلوماسية خاصية بها، بحسب ما آمنت واعتقدت به من قيم وأخلاق ومبادئ في أمور دينها ودنياها، وكل ما استعرضناه من معانٍ، إنما هي قطرات في بحر ديبلوماسية المرأة، لكن يبقى سؤال: من هي المرأة التي تتمتع بتلك الديبلوماسية؟ إنها المرأة التي تستقي ديبلوماسيتها من الثوابت وتعرف كيف تستقبل هذه الأحكام من أوامر ونواهٍ وتنزلها على واقعها وتجعلها هي صمام الأمان لكل حدث في حياتها. نعم، إنها هي بقوة شخصيتها وقناعتها بتمام وكمال شريعتها، استطاعت كيف تبدع وتبهر وتتوج بلقب المرأة الديبلوماسية.
منى فهد عبدالرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
إن من معاني الديبلوماسية أنها فن المفاوضات، وفن القيادة والتوجيه، كل هذه المعاني هي صفات تحملها المرأة، فهي أكثر من يجيد فن القيادة والتوجيه والتفاوض مع غيرها، وهي من يقود الأسرة إلى بر الأمان بفراستها وقوة ملاحظتها لكل صغيرة وكبيرة من أمور منزلها، أن منشأ الإنسان من داخل أسرته، التي مرتكزها المرأة الأم والأخت، وهي الجذور الأصيلة للإنسان (أي الأسرة)، وكذلك التوجيه، فهي من ينحو بسفينة الأسرة إلى مرفأ الراحة والاسترواح، من خلال توجيهاتها الحكيمة الصائبة للأبناء، لتعينهم على خوض صعوبات الحياة بنجاح وفلاح، وهي من يتفاوض مع الزوج والأبناء في كل ما يخصهم من أمور دينهم ودنياهم.
ومن معاني الديبلوماسية استعمال: الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات، فالكياسة والذكاء صفتان لصيقتان بالمرأة؛ فهي من تدير العلاقات الاجتماعية بأكملها، يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: «لو أن بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها، إن أرخوها شددتها، وإن شدّوها أرخيتها»، وإن تأملنا هذا المعنى لوجدنا أن المرأة هي من يمسك العصا من الوسط، وهي من توازن الأمور بمرونتها ورزانة عقلها، وهي من تحافظ على تلك الشعرة حتى لا تنقطع العلاقات.
إن الديبلوماسية هي ممارسة عملية لتسير شؤون الدولة الخارجية، وإن المرأة سبقت الدول بهذه الممارسة العملية، لتسير وتدبر شؤون أسرتها ووظيفتها وحياتها بأكملها، بما فيها علاقاتها مع الآخرين، وهي عملية سياسية تستخدمها الدول في تنفيذ سياساتها الخارجية في تعاملها مع الدول والأشخاص، ومما لا شك فيه أن غالبية حياة المرأة تعتمد على استخدامها للسياسة، و«السياسة هي فن إدارة المجتمعات الإنسانية»، وهنا أيضا المرأة سبقتهم في إدارتها وتعاملها مع الأشخاص أياً كان وصفهم.
إن الشخص الديبلوماسي هو من يكون مبعوثاً أو سفيراً لدولته، للتنسيق والتنظيم ما بين علاقات الدول الخارجية، ولو تأملنا بعمق مفهوم الشخص الديبلوماسي؛ لوجدنا أن المرأة الأم والمرأة المربية والمرأة المعلمة هي من تفرز وتخرج للمجتمعات السفراء والمبعوثين من أبناء وطلاب، وكل منا سفيراً كان أم مبعوثاً بيئته التي استقاها من المرأة، سواء كانت والدة أم مربية أم معلمة.
للديبلوماسية معان كثيرة أكثر مما ذكرنا، ولو سلطنا الضوء على كل معنى من هذه المعاني لوجدناه يصب في يم صفات المرأة، ولكل امرأة ديبلوماسية خاصية بها، بحسب ما آمنت واعتقدت به من قيم وأخلاق ومبادئ في أمور دينها ودنياها، وكل ما استعرضناه من معانٍ، إنما هي قطرات في بحر ديبلوماسية المرأة، لكن يبقى سؤال: من هي المرأة التي تتمتع بتلك الديبلوماسية؟ إنها المرأة التي تستقي ديبلوماسيتها من الثوابت وتعرف كيف تستقبل هذه الأحكام من أوامر ونواهٍ وتنزلها على واقعها وتجعلها هي صمام الأمان لكل حدث في حياتها. نعم، إنها هي بقوة شخصيتها وقناعتها بتمام وكمال شريعتها، استطاعت كيف تبدع وتبهر وتتوج بلقب المرأة الديبلوماسية.
منى فهد عبدالرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib