| كتب مفرح حجاب |
/>شهدت الأمسية السينمائية الكرواتية - ضمن فاعليات مهرجان «صيفي ثقافي 8» - والتي أقيمت في سينما «ليلى جاليري»، عرضاً لفيلم «طريق حليمة»، حضره حشد من الجمهور كان في مقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر فيصل الدويش، إضافة إلى العديد من المهتمين بالشأن السينمائي.
/>تدور أحداث فيلم «طريق حليمة» حول إحدى مآسي حرب البلقان التي دفع الثمن الأكبر فيها المسلمون، لكن هذا العمل السينمائي لخّص الكثير من الكلمات والأحداث وكشف عن لحظات ألم ومشاعر إنسانية من المؤكد أنها ستظل كابوساً يرافق من أقدم عليها. فالمخرج ارسن أنطون أوستوجيك استهل الفيلم بعلاقات إنسانية جميلة جمعت الكثير من الأسر، مسلمين وغير مسلمين، وكانت النتيجة قصة حب بين فتاة مسلمة تدعى صفية وشاب مسيحي، لدرجة أنها حملت منه سفاحاً وأخفت الأمر على أهلها وحاولت أن تجهض نفسها، إلا أنها فشلت وبعد أن وضعت صبياً أعطته إلى عمتها حليمة العاقر التي كثيراً ما كان أهل زوجها يضايقونها ببعض الكلمات ويطلبون من زوجها التخلص منها لأنها عاقر، وحتى لا يعرف أهلها بالأمر.
/>بعدها يعود الشاب التي حملت منه ويسألها عن المولود، إلا أن صفية كانت تقول دائماً إنه مات أثناء الولادة... لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يشهد الفيلم تطوراً يكمن في إنجاب صفية من الشاب نفسه مرة أخرى ثلاث بنات، وذلك بعدما هربت معه. لكن بعد اندلاع الحرب في البلقان، ذهب ليقاتل المسلمين وكان يأسر الشباب والرجال المسلمين ويأتي بهم من الحقول والبيوت ويجعلهم يقفون صفاً واحداً ويتخلص منهم في قبور جماعية. وبعد انتهاء الحرب، كان الكثيرون يبحثون عن رفات من ماتوا لهم حتى يتأكدوا من أنهم بالفعل قتلوا في هذه الحرب من خلال لجنة من الأمم المتحدة كانت تجمع الرفات من مقابر الجماعية عظاماً، ومن خلال التحاليل تتعرف إلى الشخصية.
/>وكانت حليمة تبحث عن رفات زوجها وابنها، الذي هو في الأصل ابن صفية، والذي كانت تحبه وتعتبره الشيء الجميل الحقيقي الموجود في حياتها. وتذكرت وجه الذي جاء مع العسكر للقبض على زوجها والصبي ابن صفية.
/>تعلم صفية بالأمر، فتذهب إلى «والد ابنها» لتعلمه بأن من قام بخطفه هو ابنه وعليه أن يقول أين ذهب به، فيكتشف بأنه قتل ابنه بالفعل. وعندما يتذكر هذه اللحظات وهو يثمل في أحد البارات، يخرج مسدسه ويقتل نفسه، لتذهب صفية وتجري تحليل DNA حتى يتم التعرف على رفات ابنها، وتذهب لدفنه مع حليمة على الطريقة الإسلامية، لكن المفاجأة تتمثل في حضور والدها الذي يطلب أن يضع هذا الرفات في القبر بنفسه.
/>الفيلم حمل لغة سينمائية واقعية ولم يدخل في فلسفة السينما التجارية، فالمواقع التي تم التصوير فيها جرى اختيارها بعناية شديدة، وكذلك الشخوص الذين شاركوا فيه. كما أن البساطة في الأدوات وخلق متسع في كادر المشهد الواحد، ولّد لدى المشاهد مساحة كبيرة للتفكير بتخفية الأحداث، ولعل الأهم في الأمر هو أن مؤلف الفيلم اختار حكاية مثيرة تحمل في مضمونها نسيجاً اجتماعياً واحداً فتكت به العنصرية والتطرف وخلقت حالات مأسوية تحتاج سنوات وأجيالاً حتى يتم ترميمها.
/>االفيلم من بطولة كل من المايريكا، اولغا باكالوفيك، وميجو يوريسيك وحصل على جائزة مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسط وعرض في مهرجان القاهرة الدولي.
/>من جهته أعرب الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني بدر فيصل الدويش عن سعادته لتفاعل الجمهور من مواطنين ومقيمين مع فعاليات «مهرجان صيفي ثقافي 8»، و«مهرجان الطفل والناشئة 15» اللذين أقيما على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، مشيراً إلى أن هذين المهرجانين شهدا تطوراً كبيراً خلال هذه الدورة من خلال إنشاء فعاليات جديدة ومواكبة الأحداث في كل القطاعات الفنية والثقافية.
/>وقال إن اختيار بعض الفعاليات التي قدمت من قبل في مناسبات أخرى مثل العروض المسرحية، هو نتيجة إقبال الجمهور على هذه العروض «لأننا يهمنا أن يحضر الجمهور ويسعد الناس بما نقدم»، لافتاً إلى أن المجلس الوطني حريص على تواجد المسرح في جميع المناسبات والفعاليات التي يقدمها لما له أهمية كبيرة وما يطرحه من قضايا تهم العامة من الناس.
/>وأكد الدويش على أن الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل أن يكون معرض الكتاب في الدورة المقبلة متميزاً بكل ما تحمله الكلمة، وأضاف «سنحرص على أن يصاحب هذا المعرض العديد من الفعاليات التي تهم زوار هذا المعرض الذي في كل دورة ثبت أنه وجه حضاري مهم للكويت».
/>واختتم الدويش حديثه قائلاً «نحن نعمل من أجل خلق جيل يعشق الثقافة والفن، لأنهما لغة عالمية تتحدثها كل الشعوب المتحضرة، كما أبشّر الجميع بأن المهرجان السينمائي الكويتي سيرى النور قريباً وسيكون فيه كمّ كبير من الفعاليات وسنعلن عنه في حينه».
/>
/>شهدت الأمسية السينمائية الكرواتية - ضمن فاعليات مهرجان «صيفي ثقافي 8» - والتي أقيمت في سينما «ليلى جاليري»، عرضاً لفيلم «طريق حليمة»، حضره حشد من الجمهور كان في مقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر فيصل الدويش، إضافة إلى العديد من المهتمين بالشأن السينمائي.
/>تدور أحداث فيلم «طريق حليمة» حول إحدى مآسي حرب البلقان التي دفع الثمن الأكبر فيها المسلمون، لكن هذا العمل السينمائي لخّص الكثير من الكلمات والأحداث وكشف عن لحظات ألم ومشاعر إنسانية من المؤكد أنها ستظل كابوساً يرافق من أقدم عليها. فالمخرج ارسن أنطون أوستوجيك استهل الفيلم بعلاقات إنسانية جميلة جمعت الكثير من الأسر، مسلمين وغير مسلمين، وكانت النتيجة قصة حب بين فتاة مسلمة تدعى صفية وشاب مسيحي، لدرجة أنها حملت منه سفاحاً وأخفت الأمر على أهلها وحاولت أن تجهض نفسها، إلا أنها فشلت وبعد أن وضعت صبياً أعطته إلى عمتها حليمة العاقر التي كثيراً ما كان أهل زوجها يضايقونها ببعض الكلمات ويطلبون من زوجها التخلص منها لأنها عاقر، وحتى لا يعرف أهلها بالأمر.
/>بعدها يعود الشاب التي حملت منه ويسألها عن المولود، إلا أن صفية كانت تقول دائماً إنه مات أثناء الولادة... لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يشهد الفيلم تطوراً يكمن في إنجاب صفية من الشاب نفسه مرة أخرى ثلاث بنات، وذلك بعدما هربت معه. لكن بعد اندلاع الحرب في البلقان، ذهب ليقاتل المسلمين وكان يأسر الشباب والرجال المسلمين ويأتي بهم من الحقول والبيوت ويجعلهم يقفون صفاً واحداً ويتخلص منهم في قبور جماعية. وبعد انتهاء الحرب، كان الكثيرون يبحثون عن رفات من ماتوا لهم حتى يتأكدوا من أنهم بالفعل قتلوا في هذه الحرب من خلال لجنة من الأمم المتحدة كانت تجمع الرفات من مقابر الجماعية عظاماً، ومن خلال التحاليل تتعرف إلى الشخصية.
/>وكانت حليمة تبحث عن رفات زوجها وابنها، الذي هو في الأصل ابن صفية، والذي كانت تحبه وتعتبره الشيء الجميل الحقيقي الموجود في حياتها. وتذكرت وجه الذي جاء مع العسكر للقبض على زوجها والصبي ابن صفية.
/>تعلم صفية بالأمر، فتذهب إلى «والد ابنها» لتعلمه بأن من قام بخطفه هو ابنه وعليه أن يقول أين ذهب به، فيكتشف بأنه قتل ابنه بالفعل. وعندما يتذكر هذه اللحظات وهو يثمل في أحد البارات، يخرج مسدسه ويقتل نفسه، لتذهب صفية وتجري تحليل DNA حتى يتم التعرف على رفات ابنها، وتذهب لدفنه مع حليمة على الطريقة الإسلامية، لكن المفاجأة تتمثل في حضور والدها الذي يطلب أن يضع هذا الرفات في القبر بنفسه.
/>الفيلم حمل لغة سينمائية واقعية ولم يدخل في فلسفة السينما التجارية، فالمواقع التي تم التصوير فيها جرى اختيارها بعناية شديدة، وكذلك الشخوص الذين شاركوا فيه. كما أن البساطة في الأدوات وخلق متسع في كادر المشهد الواحد، ولّد لدى المشاهد مساحة كبيرة للتفكير بتخفية الأحداث، ولعل الأهم في الأمر هو أن مؤلف الفيلم اختار حكاية مثيرة تحمل في مضمونها نسيجاً اجتماعياً واحداً فتكت به العنصرية والتطرف وخلقت حالات مأسوية تحتاج سنوات وأجيالاً حتى يتم ترميمها.
/>االفيلم من بطولة كل من المايريكا، اولغا باكالوفيك، وميجو يوريسيك وحصل على جائزة مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسط وعرض في مهرجان القاهرة الدولي.
/>من جهته أعرب الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني بدر فيصل الدويش عن سعادته لتفاعل الجمهور من مواطنين ومقيمين مع فعاليات «مهرجان صيفي ثقافي 8»، و«مهرجان الطفل والناشئة 15» اللذين أقيما على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، مشيراً إلى أن هذين المهرجانين شهدا تطوراً كبيراً خلال هذه الدورة من خلال إنشاء فعاليات جديدة ومواكبة الأحداث في كل القطاعات الفنية والثقافية.
/>وقال إن اختيار بعض الفعاليات التي قدمت من قبل في مناسبات أخرى مثل العروض المسرحية، هو نتيجة إقبال الجمهور على هذه العروض «لأننا يهمنا أن يحضر الجمهور ويسعد الناس بما نقدم»، لافتاً إلى أن المجلس الوطني حريص على تواجد المسرح في جميع المناسبات والفعاليات التي يقدمها لما له أهمية كبيرة وما يطرحه من قضايا تهم العامة من الناس.
/>وأكد الدويش على أن الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل أن يكون معرض الكتاب في الدورة المقبلة متميزاً بكل ما تحمله الكلمة، وأضاف «سنحرص على أن يصاحب هذا المعرض العديد من الفعاليات التي تهم زوار هذا المعرض الذي في كل دورة ثبت أنه وجه حضاري مهم للكويت».
/>واختتم الدويش حديثه قائلاً «نحن نعمل من أجل خلق جيل يعشق الثقافة والفن، لأنهما لغة عالمية تتحدثها كل الشعوب المتحضرة، كما أبشّر الجميع بأن المهرجان السينمائي الكويتي سيرى النور قريباً وسيكون فيه كمّ كبير من الفعاليات وسنعلن عنه في حينه».
/>