| اعداد حسين خليل |
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة **بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان عبدالمحسن المهنا:
عبدالمحسن المهنا فنان كبير أعطى بسخاء للأغنية الكويتية وصار نجماً لامعاً في سماء الفن الى جوار نخبة من النجوم الكبار من أبناء جيله مثل عبدالكريم عبدالقادر وغريد الشاطئ وصالح الحريبي ومصطفى أحمد وغيرهم.
يتميز المهنا بحس مرهف، وقدرة فائقة على التعبير عن معاني الأغنية، وذوق رفيع في التعامل مع الألحان... ومهارة في الاستفادة من امكانات صوته المميز.
سن العاشرة
استهواه الغناء وهو في العاشرة من عمره، وصار يقلّد المطربين الكبار بأصواتهم باتقان، خصوصاً أغنية «مظلومة يا ناس» للفنانة سعاد محمد؛ كما كان يحب الاستماع الى السامري.
وينتمي المهنا الى جيل الستينات، جيل زمن الطرب الأصيل، ومنهم عبدالكريم عبدالقادر ومصطفى أحمد وحسين جاسم وغريد الشاطئ وصالح الحريبي وعبدالحميد السيد ويحيى أحمد وخليفة بدر وغيرهم، جيل كان فيه الملحن والكاتب والمطرب خلاصة شعور بالمعاناة والصدق بالعطاء كي تخرج الأغنية الى الجمهور.
عبدالمحسن الشادي
بداياته كانت مع الأغنية الوطنية العام 1962، فمن «عيدنا الوطني ودقوا طبول الفرح» الى عشرات الأعمال، وأحدثها أغنية «كلنا يا درانا»، دخل عالم الطرب العام 1963 عن طريق الملحن عثمان السيد في أغنية «أهواك طول عمري»، وهي ذات ايقاع خفيف، بعدها حصل على أول راتب في حياته وهو خمسة دنانير ففرح به، خصوصاً عندما سمع صوته في الاذاعة. أسموه «عبدالمحسن الشادي»، عندما انطلق صوته للمرة الأولى والذي أطلق عليه الاسم هو مصطفى بوغريبة مدير الاذاعة حينذاك، وكانت العادة أن يعطى للفنانين أسماء أخرى غير أسمائهم الحقيقية، مثل شادي الخليج وغريد الشاطئ وابن الوطن. الا أنه فضّل اسمه الحقيقي في أعماله.
النكهة الشعبية
غرّد بصوته العذب أجمل الأعمال الوطنية والأغاني العاطفية والرياضية، كما قدم النكهة الشعبية بايقاعات مطوّرة من الذات والفولكلور، ولعل من أشهر أغانيه العاطفية أغنية «شكواي» وتقول كلماتها «شكواي اللي يفتهم شكواي... راح الحبيب راح طول الغيبة»، ومن جملة الأغاني العاطفية هناك «يامنيتي - يا سرى خاطري وأنا أحبك يا سلام ليش الجفا ليش تهجرني وأنا احبك يا سلام» التي ما زالت تغنى وتردد الى الآن من بعض المطربين الشباب والكبار وجميعهم يغنون على طريقة وأسلوب عبدالمحسن المهنا.
أيضاً من الأغاني التي كانت تردد في السابق «أبو قذيلة شبيه الريم شحليلة أبو قذيلة بعد ما غاب واصلني أبو قذيلة خنت حيلي خنت حيله أبو قذيلة». واختار الأغاني الرياضية بعناية يوسف المهنا، خصوصاً «أوه يالأزرق».
الدعم المعنوي
عندما تتحدث عن سيرة عبدالمحسن المهنا، لا بد وأن تذكر يوسف دوخي ويوسف المهنا ونجيب رزق الله وعثمان السيد، فهؤلاء كانوا بمنزلة الدفع لانطلاقته الى الجمهور منذ أوائل الستينات، فالدوخي أعطاه نقلة فنية ونوعية بألحانه وبايقاعات الطنبورة والليوة، وشقيقه يوسف كان من أكثر الناس فهماً لقدراته وشخصيته.
انقطاعه عن الغناء
توقف عن الغناء العاطفي لمدة ست سنوات بعد التحرير ليعيده شقيقه يوسف المهنا من خلال ألبوم «طاح العريش» العام 1996، وعن السبب في التوقف يقول بعد الغزو كانت الساحة الغنائية مختلفة، حيث لم يعد المستمعون يصغون لأغاني الطرب الأصيل كما كانوا من قبل.
تكريمه
تم تكريم الفنان عبدالمحسن المهنا من خلال «مهرجان القرين الثقافي السادس عشر» على مسرح الدسمة، حيث حضرت الحفل كوكبة كبيرة من نجوم الفن والثقافة والاعلام، بينهم محمد السنعوسي وزير الاعلام السابق وبدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني سابقاً والفنانون عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، الراحل غانم الصالح، ابراهيم الصلال، عواطف البدر، بدر بورسلي وعبدالعزيز السريع، والمايسترو محمد باقر، صالح الحريبي، أحمد الجميري، محمد البلوشي، سليمان الملا، وجاسم يعقوب، والاعلامي بدر المضف وغيرهم.
وشكر المهنا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيراً الى أنه سعيد بهذا التكريم.
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة **بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان عبدالمحسن المهنا:
عبدالمحسن المهنا فنان كبير أعطى بسخاء للأغنية الكويتية وصار نجماً لامعاً في سماء الفن الى جوار نخبة من النجوم الكبار من أبناء جيله مثل عبدالكريم عبدالقادر وغريد الشاطئ وصالح الحريبي ومصطفى أحمد وغيرهم.
يتميز المهنا بحس مرهف، وقدرة فائقة على التعبير عن معاني الأغنية، وذوق رفيع في التعامل مع الألحان... ومهارة في الاستفادة من امكانات صوته المميز.
سن العاشرة
استهواه الغناء وهو في العاشرة من عمره، وصار يقلّد المطربين الكبار بأصواتهم باتقان، خصوصاً أغنية «مظلومة يا ناس» للفنانة سعاد محمد؛ كما كان يحب الاستماع الى السامري.
وينتمي المهنا الى جيل الستينات، جيل زمن الطرب الأصيل، ومنهم عبدالكريم عبدالقادر ومصطفى أحمد وحسين جاسم وغريد الشاطئ وصالح الحريبي وعبدالحميد السيد ويحيى أحمد وخليفة بدر وغيرهم، جيل كان فيه الملحن والكاتب والمطرب خلاصة شعور بالمعاناة والصدق بالعطاء كي تخرج الأغنية الى الجمهور.
عبدالمحسن الشادي
بداياته كانت مع الأغنية الوطنية العام 1962، فمن «عيدنا الوطني ودقوا طبول الفرح» الى عشرات الأعمال، وأحدثها أغنية «كلنا يا درانا»، دخل عالم الطرب العام 1963 عن طريق الملحن عثمان السيد في أغنية «أهواك طول عمري»، وهي ذات ايقاع خفيف، بعدها حصل على أول راتب في حياته وهو خمسة دنانير ففرح به، خصوصاً عندما سمع صوته في الاذاعة. أسموه «عبدالمحسن الشادي»، عندما انطلق صوته للمرة الأولى والذي أطلق عليه الاسم هو مصطفى بوغريبة مدير الاذاعة حينذاك، وكانت العادة أن يعطى للفنانين أسماء أخرى غير أسمائهم الحقيقية، مثل شادي الخليج وغريد الشاطئ وابن الوطن. الا أنه فضّل اسمه الحقيقي في أعماله.
النكهة الشعبية
غرّد بصوته العذب أجمل الأعمال الوطنية والأغاني العاطفية والرياضية، كما قدم النكهة الشعبية بايقاعات مطوّرة من الذات والفولكلور، ولعل من أشهر أغانيه العاطفية أغنية «شكواي» وتقول كلماتها «شكواي اللي يفتهم شكواي... راح الحبيب راح طول الغيبة»، ومن جملة الأغاني العاطفية هناك «يامنيتي - يا سرى خاطري وأنا أحبك يا سلام ليش الجفا ليش تهجرني وأنا احبك يا سلام» التي ما زالت تغنى وتردد الى الآن من بعض المطربين الشباب والكبار وجميعهم يغنون على طريقة وأسلوب عبدالمحسن المهنا.
أيضاً من الأغاني التي كانت تردد في السابق «أبو قذيلة شبيه الريم شحليلة أبو قذيلة بعد ما غاب واصلني أبو قذيلة خنت حيلي خنت حيله أبو قذيلة». واختار الأغاني الرياضية بعناية يوسف المهنا، خصوصاً «أوه يالأزرق».
الدعم المعنوي
عندما تتحدث عن سيرة عبدالمحسن المهنا، لا بد وأن تذكر يوسف دوخي ويوسف المهنا ونجيب رزق الله وعثمان السيد، فهؤلاء كانوا بمنزلة الدفع لانطلاقته الى الجمهور منذ أوائل الستينات، فالدوخي أعطاه نقلة فنية ونوعية بألحانه وبايقاعات الطنبورة والليوة، وشقيقه يوسف كان من أكثر الناس فهماً لقدراته وشخصيته.
انقطاعه عن الغناء
توقف عن الغناء العاطفي لمدة ست سنوات بعد التحرير ليعيده شقيقه يوسف المهنا من خلال ألبوم «طاح العريش» العام 1996، وعن السبب في التوقف يقول بعد الغزو كانت الساحة الغنائية مختلفة، حيث لم يعد المستمعون يصغون لأغاني الطرب الأصيل كما كانوا من قبل.
تكريمه
تم تكريم الفنان عبدالمحسن المهنا من خلال «مهرجان القرين الثقافي السادس عشر» على مسرح الدسمة، حيث حضرت الحفل كوكبة كبيرة من نجوم الفن والثقافة والاعلام، بينهم محمد السنعوسي وزير الاعلام السابق وبدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني سابقاً والفنانون عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، الراحل غانم الصالح، ابراهيم الصلال، عواطف البدر، بدر بورسلي وعبدالعزيز السريع، والمايسترو محمد باقر، صالح الحريبي، أحمد الجميري، محمد البلوشي، سليمان الملا، وجاسم يعقوب، والاعلامي بدر المضف وغيرهم.
وشكر المهنا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيراً الى أنه سعيد بهذا التكريم.