شهدت جلسة مجلس الأمة يوم الأربعاء الموافق 12 يونيو 2013 جانبين: جانب الإنجاز، وجانب الوزيرة رولا دشتي.
الإنجاز ظهر في الموافقة على قانون هيئة تنظيم الاتصالات وزيادة علاوة الأولاد التي وقفت ضدها الوزيرة د. رولا دشتي.
وجانب وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتورة رولا دشتي يحتاج إلى عرض بسيط بعد قول النائب الدكتور يوسف الزلزلة «خل رولا تسولف كثر ما تبي» («الراي» عدد 13 يونيو 2013 )!
اعترضت الوزيرة رولا دشتي على علاوة الأولاد خوفا من عجز في الميزانية العامة ابتداء من العام 2021... طيب: كيف و«شلون»؟
في العادة تتحدث الحكومة عن عجز إكتواري ولغة الأرقام لا تكذب لكن التنبؤ بعجز في العام 2021 غير منطقي فنحن نتحدث عن ميزانية الكويت المعتمدة على دخل النفط.... والبرميل في حال هبوط سعره إلى أقل من 80 دولارا وهو أمر متوقع ما لم تستمر الأوضاع السياسية في تدهورها قد يحصل!
الميزانيات يتم تقديرها حسب اوجه الصرف والإيرادات وعلاوة الأولاد مقترح اجتماعي يراد منه مساعدة رب الأسرة ماليا في ظل ارتفاع الأسعار غير المبرر في كثير من منتجات القطاعات الاستهلاكية وهنا نود أن نذكر الوزيرة الدكتورة رولا دشتي المعنية بشؤون التخطيط والتنمية بالعجز الحقيقي الذي نعاني منه!
العبرة في جلسة الاربعاء أعطتنا الحافز لتوجيه النصيحة للدكتورة رولا:
- التخطيط من أصل الفكر الاستراتيجي الذي يتطلب معرفة نقاط الضعف والقوة في مؤسسات الدولة: هل لديك مكتب استراتيجي تتبعه مكاتب استراتيجية في مؤسسات الدولة تحول الضعف قوة وتقتنص الفرص وتجهز الخطط للحد من المخاطر؟ من هنا يجب ان تحصري جل اهتمامك كوزيرة للتخطيط!
- التنمية تعتمد على الاهتمام بالعنصر البشري: فهل لديك مكاتب استشارية تدرس طبيعة ثقافة المجتمع وتعمل لإيجاد خطة تحول الثقافة المتبعة في إدارة شؤون البلد وثقافة العموم التي أوصلتنا إلى فريقين: فريق مع وفريق ضد؟
- هل تعلمين بأن مهمتك حماية جيل الحاضر من جشع بعض التجار، وأن ميزة التقاعد لمن أمضوا 30 عاما يجب أن تطبق على الجميع؟
- هل ركزتي على الدورة المستندية وتخلف منهجية إنهاء المعاملات في مؤسسات الدولة؟
جلسة الأربعاء جلسة مختلفة بالنسبة لي... فأنا ارى التخطيط مغيبا والفكر الاستراتيجي مستبعدا وكلاهما بحاجة لقياديين تختلف نوعيتهم عن قادة اليوم!
مشكلتنا أننا نسهب في الحديث ونبدع في التنظير وعلى أرض الواقع لا شيء يذكر رغم محاولات البعض الجيدة لكنها تبقى محدودة لأن هيكلة الدولة بوجه عام وثقافتها غير جاهزتين لتحويل الكويت إلى مركز مالي... بمعنى آخر: كهرباء تنقطع، مياه تنقطع، تشخيص طبي لا يرقى للمستوى وشوارع زحمة ولا توجد حوكمة و... و... و... فأين التخطيط والتنمية؟... الله المستعان!

د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com