هل تفكرت يوما في معنى الثقة في الله؟ وهل طبقت معانيها على نفسك؟ وهل جعلتها منهج حياة؟ هل تثق في الله فعلا...؟!**
إن الثقة في الله عز وجل: أرفع وأشرف وأعلى مجالات الثقة، وعليها يعتمد سواها، ومن معاني الثقة بالله عز وجل:
أ- الثقة بقضاء الله وقدره:
الاعتقاد الجازم «أن الله تعالى إذا حكم بحكم، وقضى أمراً، فلا مردَّ لقضائه، ولا مُعقِّب لحكمه».
ب- الثقة بنصر الله:
اطمئنان المؤمن إلى نصر الله لأوليائه، وتأييده لجنده وأصفيائه، كما قال تعالى: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ» ( 171 173) الصافات.
فيثق بهذا الوعد المؤكد من القوي العزيز الجبار الذي يفعل ما يريد.
ج- الثقة بثواب الله:
فيثق الداعية أن الله عز وجل لا يدع عاملاً لدينه، باذلاً لدعوته، صابراً على ما يصيبه في سبيلها محتسباً لما يلقاه في نشرها، إلا أثابه وكتب أجره وضاعفه له أضعافاً كثيرة.
د- الثقة بحفظ الله:
وهي ثقةُ المؤمن بكفاية الله له، وحمايته ودفاعه عنه، كما قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) [الزمر: 36].
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: «صفة أولياء الله عزَّ وجلَّ ثلاثة أشياء: الثقة بالله تعالى في كل شيء، والفقر إليه في كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء»
«فلابد أن تمتلئ القلوب ثقة مطلقة في الله، ولابد أن نعلم أن الذي يدير أمر الكون هو الله، ولا يقع شيء في الكون إلا بإذنه وأمره وعلمه وحكمته وقدره وإرادته، فلا تظن أن الله قد خلق الخلق وغفل عنهم، حاشا لله! بل لا يقع في كونه إلا ما يريد، والله هو الاسم الذي تقال به العثرات، والله هو الاسم الذي تستجاب به الدعوات، والله هو الاسم الذي تستمطر به الرحمات، والله هو الاسم الذي تدفع به الكربات، والله هو الاسم الذي به ولأجله قامت الأرض والسماوات».
إن من الآيات العظيمة في كتاب الله التي دلت على قوة ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالله تعالى:
1 - لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه إلى الغار هربا من أذى المشركين وطلبا لنشر دعوة الإسلام في الأرض بعيدا عن الأذى وخرج المشركين في كل مكان للبحث عنهم فلما مروا بالغار قال أبو بكر رضي الله عنه: «قُلْت للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا في الغارِ: لو أن أحَدَهُم نظرَ تحتَ قدَمَيْهِ لأبْصَرَنا»، فقال: «ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما»، قوله تعالى «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا» (سورة التوبة: 40).
2 - لما فر موسى مع قومه من فرعون وجنوده، قال تعالى: «إِنّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ» (سورة الشعراء: 61، 62). يا الله ما أعظمها وما أقواها من ثقة بالله سبحانه وتعالى!! والكثير الكثير مما ورد في كتاب ربنا الحكيم من قصص الأنبياء...
ثِقْ بالذي خلق الورَى... ودَعِ البَرِيَّةَ عن كَمَلْ
إن الصديقَ إذا اكْتَفى... ورأَى غَناءً عنك مَلّ