| بيروت - «الراي» |«... سبق ان قلت ان اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة سنقطعها، واليوم هو يوم الوفاء بهذا القرار. وبعد القرارات المظلمة والظالمة للحكومة السوداء، نعتبر ان الحرب علينا بدأت وأعلن اليوم قرار الدفاع عن نفسنا وسلاحنا وشرعيتنا ووجودنا، وقد أعذر من أنذر». بهذه العبارات وبنبرة حاسمة وحازمة اطلّ الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد ظهر امس على اللبنانيين، معلناً انه «لم تعد لدينا خطوط حمر ولا مخاوف من فتنة سنية شيعية بعدما اعلنت حكومة (النائب) وليد جنبلاط اللص والقاتل والكذاب الحرب علينا لمصلحة اميركا واسرائيل وبالنيابة عنهما»، واصفاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «المسكين» بأنه «موظف عند جنبلاط الموظف بدوره عند كوندوليزا رايس».نصرالله، الذي اطل من مؤتمر صحافي عقده «عن بُعد» وحاور فيه الاعلاميين من خلال شاشة عملاقة متحدثاً عن «المرحلة الجديدة»، حيث اكد ان «لا حل ولا مخرج للأزمة الحالية الا بشرطين لا نقبل بالاستجابة لواحد منهما وهما ان تتراجع الحكومة غير الشرعية عن قراراتها غير الشرعية فيما خص إقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير وشبكة اتصالات «حزب الله»، والعودة الى طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري».وأكد ان العميد شقير سيبقى رئيس جهاز امن المطار «واي ضابط سواء كان شيعياً او سنياً او مسيحياً، سيتسلم هذه المسؤولة سيكون منتحل صفة ومحكوما عليه بأنه اتى لتحويل مطار الرئيس رفيق الحريري قاعدة للموساد والـ C.I.A والـ F.B.I»، محذراً السلطة من احالة اي من عناصر «حزب الله» او كوادره او الذين سهلوا او شاركوا في اقامة شبكة الاتصالات السلكية على القضاء «فالمس باي كادر في المقاومة او مهندس او موظف او مياوم ممنوع وهو مس بي، وكالمسّ بسلاحنا، ومن يعتقلنا سنعتقله ومن يطلق النار علينا سنطلق النار عليه واليد التي تمتد الى اي من هؤلاء سنقطعها، ولن يستطيع احد سوق المقاومين الى المحاكم ولا سيما هذه العصابة المتسلطة على رقاب العباد».نصر الله، الذي تمنى من السعوديين «ألا يكرروا الخطأ الذي اقترفوه في حرب يوليو (2006 ) ثم عادوا عنه وألا يكونوا طرفا في مساندة فريق ضد آخر»، استهلّ كلمته بتأكيد «ان قرارات السلطة في تلك الليلة الظلماء جعلتنا أمام مرحلة جديدة بالكامل، فلبنان ما بعد تلك الجلسة المظلمة غير لبنان ما قبلها، وعلى فريق السلطة ان يعلم انه ادخل لبنان الى وضع جديد تماما».وتوقف بداية عند أهمية «شبكة السلكي التابعة للمقاومة»، اذ اعلن ان «سلاح الإشارة اي الاتصالات هو من أبرز عوامل أي انتصار او معركة وكان حاسماً في تحقيق الانتصار في حرب يوليو 2006 وقبل العام الفين، وهو الجزء الأساسي من سلاحنا والعنصر الرئيسي في منظومة القيادة والسيطرة اذ يؤمن التواصل بين قيادة المقاومة وبين كوادرها ونقاط القتال والمراكز»، لافتاً الى ان تقرير فينوغراد ركّز على ضرورة القضاء على منظومة القيادة والسيطرة لدى «حزب الله» والتي يشكل الاتصال العامل الحاسم فيها».وقال: «عندما تحالفوا معنا في التحالف الرباعي المشؤوم (في انتخابات العام 2005 النيابية) كانت الشبكة موجودة وعندما دخلنا إلى الحكومة لم تكن هذه الشبكة اعتداء على السيادة والقانون والمال العام أما الآن وفيما التحالف الرباعي بات أضغاث أحلام وبعد توصيات فينوغراد والدعوات لتدويل الأزمة وعدم نفع تقارير لارسن وبعد تقرير «البهدلة» للخارجية الأميركية لفريق السلطة بدأ الحديث عن هذه الشبكة».وكشف ان التفاوض بين الحزب وضباط في الجيش وفنيين في فريق السلطة بلغ في مرحلة معينة طرح مقايضة «السكوت عن الشبكة بفك الاعتصام في وسط بيروت الا اننا قلنا ان هذا ابتزاز وعيب، وقلنا ان هذه الشبكة محدودة بقيادات ومراكز المقاومة وليست للاستخدام العام كي تضر خزينة الدولة».وبعدما كشف ان النائب الفرنسي كريم بكزاد «أوقف في زقاق منزلي في الضاحية الجنوبية بعدما ادخله عنصر في الحزب التقدمي عمداً»، قال: «لن نتسامح في أمن أحد من كوادرنا».اضاف: «بعد 10 ساعات من الاتصال مع نفس الدول والعواصم التي غطت حرب يوليو اتُخذ القرار المشؤوم الذي اعتبر شبكة اتصالات «حزب الله» اعتداء على الدولة وطلب من القضاء ملاحقة كل من يتبين تورطه بها»، وقال: «قرارات الحكومة الأخيرة هي إعلان حرب وبدء حرب على المقاومة، وكشفت حقيقة التزام فريق السلطة وسلوكه في حرب يوليو، كما ان هدفها تجريد المقاومة من أهمّ عنصر يحمي قيادتها وبنيتها التحتية تمهيداً لتصفيتها، وهذا يعني ان فريق السلطة شريك في القتل وإن من باب فتح الطريق لاغتيال قيادات المقاومة وكوادرها».اضاف: «كما ان هذه القرارات هدفها الإيقاع بين الجيش والقوى الأمنية والمقاومة (...) والموضوع بالنسبة الينا تجاوز كل الخطوط الحمر ولن نتهاون مع أحد كائنا من كان ونحن نعرف أن موضوع السلكي هو البداية وإذا تساهلنا مع هذا الموضوع في المستقبل سيبدأ الحديث عن السلاح».وفي موضوع الاحالات القضائية، قال: «هذه الشبكة تابعة لحزب الله وهو الجهة المالكة للشبكة، انا مالك الشبكة وصاحبها ورئيس تحريرها وممولها ومستخدمها وكل من عمل في هذه الشبكة مجاهدون ينفذون هذا القرار. والقضاء يمكنه استدعاء اي كان وانا عندي ادعاء على من اتخذ القرار لأحيلهم على القضاء بتهمة خدمة اميركا واسرائيل».تابع: «موضوع المطار ليس موضوع العميد شقير بل عنوانه العميد شقير وبعد الانتخابات النيابية عندما كنا حلفاء معهم ضغطوا علينا لإزاحة العميد شقير ووضع آخر بدله والعميد شقير لا ينتمي لأمل أو حزب الله أو المعارضة بل ينتمي إلى المؤسسة التي يجمع عليها كل اللبنانيين وهو نشأ على حماية القانون وليس على العمل من أجل الزعيم. والموضوع ان الحكومة تريد وضع يدها على المطار وهناك في المطار الكثير من الصناديق التي تدخل وتخرج والله اعلم ما بداخلها. المطلوب تحويل بيروت قاعدة للـfbi وcia والموساد الاسرائيلي ووجود ضابط نزيه في المطار هو عقبة امام هذا المشروع ولذلك المطلوب ان يزال وفيق شقير».وسأل: «من الدولة ومن العصابة في هذا البلد؟ هل المقتولون والمذبوحون الذين يطالبون بالقضاء أم الذين يصدرون قرارات «بايخة» وسخيفة بشأن كاميرا مراقبة وجد مثلها المئات في لبنان؟».اضاف: «انا لا اعلن الحرب بل اعلن المظلومية وقرار الدفاع عن النفس. بعد قرارات تلك الليلة المظلمة يختلف عما قبلها. لن نُقتل في الطرق بعد اليوم ولن نقبل بتآمر على سلاحنا ولن نقبل بأي مس بوجودنا وشرعيتنا لو أتت كل جيوش العالم».وأكد «اننا جاهزون للتسوية ومخرج الحل يكون عبر إلغاء القرارات غير الشرعية لحكومة وليد جنبلاط غير الشرعية والموافقة على تلبية دعوة الحوار لرئيس مجلس النواب نبيه بري».اضاف: «كانوا يهددوننا بالفتنة السنية - الشيعية ولكن لم نعد قلقين من هذه الفتنة، لان المعركة ليست بين السنّة والشيعة بل بين المشروع الوطني الشريف والمشروع الأميركي وهذه طبيعة المعركة. وانا اكثر من خاف من الفتنة السنية الشيعية وهم عندما أخذوا هذه القرارات كانوا يراهنون ان «حزب الله» لن يفعل شيئا لأنه حريص على عدم الفتنة، ولكننا فاجأناهم برد غير متوقع، والسلاح سيُستخدم للدفاع عن السلاح في وجه أي كان وكل العالم العربي والإسلامي يعرف طبيعة السلاح».واكد «هناك يدان، يد للعودة عن قرارات الحكومة والذهاب الى الحوار الذي دعا اليه بري، وفي اليد الثانية سلاح. لا نبحث عن سلطة ولا نريد انقلابا ولسنا ضعفاء وأملنا كبير جدا وانتم احلامكم تتلاشى، ولو اردنا القيام بانقلاب لكنتم استيقظتم ووجدتم أنفسكم إما في السجون او في مرميين في البحر».ورداً على سؤال قال: «في المناطق الذي أطلق النار علينا ردينا بالنار نحن لم نحتل بيروت. الحكومة اتخذت قرارات وهذه القرارات تنفذ بواسطة الجيش وقوى الأمن وأنا لن أسمح بالمواجهة معهم من أول الطريق والبيان والتظاهر الطبيعي ولا يحق للموالاة أن تخاف من سلاحنا أما الموالاة المتآمرة فهي التي تخاف من سلاحنا».ورداً على سؤال آخر تمنى «الا يكرر السعوديون الخطأ الذي ارتكبوه خلال حرب يوليو ثم أصلحوه ويجب ألا يكونوا فريقا داخليا ونحن لا نريد الانقلاب ولا نستهدف أي طائفة ومدخل الحل قررته وهذا النزاع والصراع هو بين المقاومة الوطنية والشريفة وبين المشروع الأميركي فليتفضل السعوديون إلى مد يد المساعدة وطريق المساعدة واضح». اضاف: «نحن في موقع رد الفعل عندما توقف الحرب علينا ينتهي كل شيء ونحن حريصون رغم كل الجراح على الحوار والتفاهم».وردا على المفتي قباني قال: «لا يوجد معتدون في بيروت لسحبهم وهم لم يعتدوا على أحد بل اعتدي عليهم ونحن وضعنا خطة دفاعية للدفاع عن لبنان. ومن جملة الخطط التي أخذناها هو ان فرقاء في الداخل سيفتحون حربا داخلية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية ونحن جاهزون لحربين وقادرون على أن ندافع عن وجودنا ونتمنى ألا تحصل حرب في المــــدى المنظور».وكشف ان السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة اتصل بالسفير الايراني محمد رضا شيباني بعد قرارات الحكومة، وقال: «اتصل بي شيباني وفاتحني بمسعى للتعاون بين السعودية وايران لعدم تأزيم الوضع. وقلتُ الحل سهل وهو تجميد قرار الحكومة، الا ان السفير السعودي أجاب بسرعة وقال ان الحكومة لن تتراجع عن قرارها».
«القوات اللبنانية»: «حزب الله» يتبعأسلوب القضم البطيء لركائز الدولة
اعتبر حزب «القوات اللبنانية»، ان «حزب الله» يتبع «اسلوب القضم البطيء لأسس وركائز الدولة»، مؤكدة «ان ما نشهده اليوم لا يمت الى المطالب المعيشية والعمالية وهو ليس سوى انقلاب خطير على الدولة اللبنانية واعادة استنساخ مجتمع ساحة رياض الصلح في محيط المطار ولبنان بأكمله».وطالب القوى الامنية بـ «فرض سلطتها والعمل فورا لفتح الطرق واعادة الهدوء الى الاحياء المضطربة».