السيد علي الراشد مارس العمل في السلطات الثلاث، قاضياً ثم نائباً ثم وزيراً، لذلك شعرنا بالتفاؤل عندما تم انتخابه رئيساً لمجلس الأمة، واعتقدنا بأنه سيكون رئيساً ناجحاً بامتياز، ولكن هذا التفاؤل خف بعدما ترك الحرية لعقلية الأمانة العامة لمجلس الأمة المتشددة بأن تضع شروطاً تقدم تاريخ الميلاد وسنة التخرج على شهادات الخبرة والممارسة الميدانية ونتيجة المقابلة الشخصية لاختيار متقدمين لشغل الوظائف الفنية والقيادية في المجلس، فكانت النتيجة رفع إحدى الجلسات بسبب خروج الأمين العام من الجلسة غاضباً ولم يوجد من يحل محله.
وخاب الظن بسعادته عند سماع رده على سؤال لقناة العربية الفضائية بأن لا خطر إيرانياً على دول الخليج العربي، عدا قضية الجزر الإماراتية العربية المغتصبة.
وأقول لأبي فيصل إن الخطر الإيراني على دول الخليج العربي أبصره الأعمى وسمع به الأصم، فالتهديدات الإيرانية شملت دول الخليج عدا عُمان وقطر لسبب أو آخر، فالإمارات العربية احتلت لها جزرا وتكتشف خلايا تجسس بين الفترة والأخرى، والسعودية تضج من النفخ في كير الفتنة الطائفية فيها، عبر الإذاعات والمحطات الفضائية.
أما في مملكة البحرين فتقدم إيران الدعم المادي والإعلامي والتدريب للمعارضة لإسقاط النظام فيها.
وفي الكويت حدِّث ولا حرج، حتى إذا نسينا الماضي فلا يكاد يمر شهر إلا ونسمع تصريحات إيرانية سياسية وبرلمانية ودينية، فيها تهديد ووعيد وتدخل في الشؤون الداخلية الكويتية، ولعل الحكم النهائي على شبكة التجسس الإيرانية على مواقع عسكرية حساسة في الكويت بالإدانة هو آخر الأدلة على الخطر الإيراني، ما دعا مجلس الأمة للطلب لعقد جلسة خاصة لمناقشة هذه الأخطار.
والغريب إذا كان سعادة الرئيس لا يرى ولا يسمع هذه الأخطار فما دور المستشارين الذين اختارهم بنفسه، لينصحوه ويبينوا له ما غاب عنه؟ أم هم مصابون بالعلة نفسها؟
راجين أن تكون هذا العلة عارضاً صحياً موقتاً يزول بسرعة.

مبارك مزيد المعوشرجي