| أنوار مرزوق الجويسري |
لو خُيّرت يوماً بين إعطائكَ مالاً كثيراً أوإعطائك وقتاً إضافياً في يومك فماذا ستختار؟، هل ستختار المال أم الوقت؟، قد يُجيب أحدنا بأن المال يعوّض الوقت، وقد يستميتُ الآخر ليُضيف على يومه بضعُ دقائق، ليس لجوابك علاقة بفقرك من غناك وليس له علاقة بسعة وقتك من ضيقه، بل جوابك يحدد نظام حياتك ورسالتك بالحياة، فأصحاب الرسالة لا يبغون مالاً مهما عظُم، وإنما همّهم الوقت، ولو كان لهم أن يستزيدوا من الوقت لاستزادوا منه لا رغبةً في حياةٍ طويلة ولكن محاولةً في تحقيق الرسالة التي يحيون لها.
سؤالنا ذاك سؤال مجازي وتحقيقه أمر مستحيل، فالوقت لا يُعوّض ولا يُهدى ولا يُشترى، والمعنى من السؤال ليس في إمكانية تحقيقه من عدمها وإنما في تحقيق الوعي الوقتي.
في السابق كنتُ أظن أنني متمكنة من الوقت وإدارته، واعتقدتُ أنني فعلاً أستهلك كل وقتي في تحقيق رسالتي في الحياة، لكن اتضح لي أخيرا أن ثمة ثواني ودقائق عديدة لم تُستثمر كما ينبغي، وأن الهدف ليس استهلاك الوقت بل الإنتاج فيه، وذلك من تأثير الثقافة الاستهلاكية التي أخذت بالتفاقم في مجتمعاتنا حتى أصبحنا نستهلك أعمارنا والماديات من حولنا.
قف مع نفسك واسألها أسئلةً بسيطة، لماذا نلتزم بوقت العمل؟ كي لا يٌحسب علينا خصماً في الراتب الشهري أم كي نُنتج بنسبة كبيرة في يوم العمل؟ ولماذا أصل رحمي وأقضي وقتاً مع أصدقائي؟ هل كان ذلك خشية التقصير أم رغبةً في الود؟ وقس على ذلك كل أعمالك ومهامك المجتمعية والدينية والتربوية والتطوعية، اسأل نفسك، هل أنا شخص يعيش ليستهلك عمره في الراتب الشهري وفي الخشية من التقصير والخوف من العقوبة؟ أم أنني شخص أنتج من خلال عمري وداً للأهل والأصدقاء وعملاً يصب في تحقيق رسالتي؟ فكّر جيداً قبل أن تُجيب.
إن أوقات النوم والأكل والراحة والعمل تأكل معظم يومنا فلا يبقى متسعاً من الوقت للأمور الأخرى، وليس القصد من ذلك أن نعتزل النوم والطعام والراحة بل أن نستثمر في كل ذلك، أن تنوي بقلبك نوماً يقوّيك على أداء عملك وإعمار وطنك فوقت النوم محفوظ لا ضائع، وأن تنوي وقت الأكل والراحة استزادةً في الصحة التي تعينك على أداء واجباتك تجاه أسرتك ودينك فذلك الوقت محفوظ أيضاً وأجره لك في الدنيا والآخرة، لذلك كان عمرك رهن رسالتك ونيّتك، فمتى ما عظُمت رسالتك وعلت نيّتك زادت البركة في يومك وتضاعف عمرك عند ربك، فكم عمركَ الحقيقي؟.
@anwar1992m
anwaraljuwaisri@hotmail.com
لو خُيّرت يوماً بين إعطائكَ مالاً كثيراً أوإعطائك وقتاً إضافياً في يومك فماذا ستختار؟، هل ستختار المال أم الوقت؟، قد يُجيب أحدنا بأن المال يعوّض الوقت، وقد يستميتُ الآخر ليُضيف على يومه بضعُ دقائق، ليس لجوابك علاقة بفقرك من غناك وليس له علاقة بسعة وقتك من ضيقه، بل جوابك يحدد نظام حياتك ورسالتك بالحياة، فأصحاب الرسالة لا يبغون مالاً مهما عظُم، وإنما همّهم الوقت، ولو كان لهم أن يستزيدوا من الوقت لاستزادوا منه لا رغبةً في حياةٍ طويلة ولكن محاولةً في تحقيق الرسالة التي يحيون لها.
سؤالنا ذاك سؤال مجازي وتحقيقه أمر مستحيل، فالوقت لا يُعوّض ولا يُهدى ولا يُشترى، والمعنى من السؤال ليس في إمكانية تحقيقه من عدمها وإنما في تحقيق الوعي الوقتي.
في السابق كنتُ أظن أنني متمكنة من الوقت وإدارته، واعتقدتُ أنني فعلاً أستهلك كل وقتي في تحقيق رسالتي في الحياة، لكن اتضح لي أخيرا أن ثمة ثواني ودقائق عديدة لم تُستثمر كما ينبغي، وأن الهدف ليس استهلاك الوقت بل الإنتاج فيه، وذلك من تأثير الثقافة الاستهلاكية التي أخذت بالتفاقم في مجتمعاتنا حتى أصبحنا نستهلك أعمارنا والماديات من حولنا.
قف مع نفسك واسألها أسئلةً بسيطة، لماذا نلتزم بوقت العمل؟ كي لا يٌحسب علينا خصماً في الراتب الشهري أم كي نُنتج بنسبة كبيرة في يوم العمل؟ ولماذا أصل رحمي وأقضي وقتاً مع أصدقائي؟ هل كان ذلك خشية التقصير أم رغبةً في الود؟ وقس على ذلك كل أعمالك ومهامك المجتمعية والدينية والتربوية والتطوعية، اسأل نفسك، هل أنا شخص يعيش ليستهلك عمره في الراتب الشهري وفي الخشية من التقصير والخوف من العقوبة؟ أم أنني شخص أنتج من خلال عمري وداً للأهل والأصدقاء وعملاً يصب في تحقيق رسالتي؟ فكّر جيداً قبل أن تُجيب.
إن أوقات النوم والأكل والراحة والعمل تأكل معظم يومنا فلا يبقى متسعاً من الوقت للأمور الأخرى، وليس القصد من ذلك أن نعتزل النوم والطعام والراحة بل أن نستثمر في كل ذلك، أن تنوي بقلبك نوماً يقوّيك على أداء عملك وإعمار وطنك فوقت النوم محفوظ لا ضائع، وأن تنوي وقت الأكل والراحة استزادةً في الصحة التي تعينك على أداء واجباتك تجاه أسرتك ودينك فذلك الوقت محفوظ أيضاً وأجره لك في الدنيا والآخرة، لذلك كان عمرك رهن رسالتك ونيّتك، فمتى ما عظُمت رسالتك وعلت نيّتك زادت البركة في يومك وتضاعف عمرك عند ربك، فكم عمركَ الحقيقي؟.
@anwar1992m
anwaraljuwaisri@hotmail.com