| كتب سلمان الغضوري |
رافقت «الراي» بروفيسور أمراض القلب في كلية الطب واستشاري القلب والقسطرة في مستشفى الأمراض الصدرية ورئيس وحدة أمراض القلب في مستشفى مبارك الكبير** الدكتور محمد زبيد، أثناء إجرائه إحدى عمليات القسطرة في مستشفى الأمراض الصدرية، حيث كشف عن عدة أمور صحية مهمة، منها الأبحاث العلمية والدراسات التي أجرها.
وقال البروفيسور محمد زبيد، في حواره الخاص لـ«الراي»، إن «هناك دراسة علمية حديثة كشفت أن شعوب دول الخليج العربي يقلون بـ 10 سنوات عن الشعوب الأوروبية المصابة بإختلال ضربات القلب، حيث ان الأعراض تظهر على الأوروبيين مابين 65 إلى 70 عاما، بينما في دول الخليج تظهر من 55 إلى 60 عاما، وذلك لأسباب كثيرة منها، التدخين وأمراض السكري وضغط الدم والسمنة، وهي أمور واسباب تعجل بالإصابة باختلال ضربات القلب».
واضاف البروفيسور زبيد، ان «مرض شرايين القلب التاجية والأوعية الدموية، وحسب تنبؤات منظمة الصحة العالمية، سيكون في ازدياد بالدول النامية ومنها منطقة الخليج»، لافتا إلى أن الأسباب تعود إلى نمط الحياة والسلوك الغذائي السيئ، والذي يمتاز بالوجبات الثقيلة بالدهون والنشويات، وعدم ممارسة الرياضة.
وشدد البروفيسور زبيد، على أهمية التوسع في الخدمات العلاجية الخاصة بإجراء القسطرة العلاجية، وذلك لمواجهة الحالات المتزايدة، والتوسع في تأهيل الكوادر الطبية الفنية لذلك، مبينا أن المراكز الحالية لاتستطيع مواجهة الزيادة حيث انه بخلاف مستشفى الأمراض الصدرية حاليا، هناك مركز الدبوس، ومركز صباح للقلب، لذا يجب التوسع في الخدمة.
ونوه البروفيسور زبيد، إلى أنه على الدولة والمؤسسات الصحية، ألا تتباهى في زيادة عمليات القسطرة عن كل عام، بل يجب أن تعمل على تقليلها من خلال زيادة الحملات التوعوية والقضاء على المسببات الأساسية للمرض وهي الضغط والسكري والدهون، والتي تعد بوابة سريعة لهذا المرض، كما أن التدخين يعد أحد المسببات، فضلا عن قلة الحركة، وعدم تناول المواد الغذائية الصحيحة... وفي ما يلي التفاصيل:
• هل تري أنه يجب أن يكون هناك اهتمام أو تكريم للمميزين في البلاد خصوصا من فئة الأطباء؟
- أنا شخصيا أحب أن يركز الشخص على العمل، وبذل الواجب المطلوب منه، سواء تجاه المرضى أو تجاه الوطن، وأضع مسألة التكريم جانبا، لذا يجب العمل وبذل العطاء بالأساس، كون التكريم سيأتي.
وقد نرى أن هناك تقصيراً، لكن يجب على الشخص عمل واجبه، والمطلوب منه، وترك هذه المسألة إلى أن تأتي من نفسها.
• لديك الكثير من الأبحاث العلمية، وقد تكون مميزاً بها...ماذا عنها، وكيف تعدها؟
- حقيقة، تعد الأبحاث العملية هي شغلي الشاغل، وتأخذ يومي بخلاف عملي الطبي، سواء بعمليات القسطرة أو التدريس في الكلية، وخلال 16 عاما من العمل، توصلت لفكرة أنه من غير الصحيح أن يعمل الشخص منفردا، لذا يجب التوسع في مجال الأبحاث العلمية، حيث أجريت بعدها التنسيق مع عدة دول خليجية، منها المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وعمان واليمن، وبقية الدول الخليجية كذلك إجراء الدراسة في عدة مستشفيات قد تصل إلى 63 مستشفى.
ويعد ذلك أمراً طيباً وجيداً، كون الاهتمام بالنتائج الطبية واسعاً، والدراسة تعد كبيرة ومميزة، كما أفتخر بإجراء الأبحاث، كونها تكون متداولة عالميا، حيث يطلع عليها علماء من عدة دول، لذا تسهم الأبحاث التي اقدمها في رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، كما نهدف من خلال تلك الأبحاث مصلحة المريض، كوننا ندرس الأعمال التي نقدمها، والطرق العلاجية التي نقوم بها، كما يعد البحث العلمي أيضا تطويراً للذات، من خلال تحليل العمل الذي نقوم به، وعملنا على نشره للزملاء الأطباء، وبالتالي يستفيد منه الأطباء.
• وما الدراسة والأبحاث العلمية التي أجريتها وترى أنها كبيرة ومهمة؟
- هناك دراسة علمية، وبحث جيد أجريته، حيث كان على مستوى الخليج العربي، وكان في العام 2007 وتم على عديد من المرضى الذين أدخلوا إلى 63 مستشفى من عدة دول خليجية، وكان هناك تنسيق خليجي بين المستشفيات، من ناحية تخزين المعلومات الطبية إلكترونيا على المرضى، حيث يتم تحليلها، وذلك على المرضى الذين أصيبوا بأزمات قلبية حادة، وتم تحليل الإجراءات العلاجية التي أجريت لهم، وتم الاتفاق على أنها جيدة من ناحية الأدوية العلاجية وتوقيتها، مثل الأدوية الخاصة بإذابة الجلطة، وهي تعد جيدة، لكن إكتشفنا أننا في دول الخليج أن هناك بعض التأخير في مسألة إعطاء المريض الدواء، نتيجة لظروف كثيرة معينة، منها قسم الحوادث، وكيفية وصول المريض للجناح، ولذا إجتمعنا كمختصين وتحدثنا عن كيفية وضع حلول طبية، واكتشفنا أنه بالرغم من إجراء هذا الكم من القسطرات، إلا أننا لا نجريها بشكل كاف، وذلك نتيجة لقلة الكوادر، حيث هناك حالات كثيرة لمرضى يدخلون المستشفى، ويتم إخراجهم دون إجراء قسطرة لهم.
• وما الأسباب؟
- هناك أسباب كثيرة، منها ماتتعلق بأسباب لدينا في الكويت، مثل قلة المركز والمستشفيات المتخصصة بإجراء عمليات القسطرة، حيث لا يوجد إلا مركزان حاليا منهم مستشفى الأمراض الصدرية، كذلك مركز الدبوس، وحاليا مركز صباح الأحمد للقلب، وهي أمور قد تكون وراء تراجع هذه الخدمة المهمة، لذا تمت دراستها بشكل علمي، وتوصلنا لأهمية التوسع بالخدمة.
• وهل الأبحاث التي تجريها مقروءة عالميا؟
- هناك الكثير من الأبحاث التي أجريتها لقت رواجا عالميا، فخلال ثلاثة اجتماعات عالمية عقدت في عام واحد، وذلك من قبل جمعية القلب الأوروبية، وجمعية القلب الأميركية، ورابطة القلب الأميركية، وتم خلالها تقديم أبحاث علمية أجريت في دول الخليج، منها البحث العلمي حول دراسة مقارنة الأداء في العام 2007 و2012، حيث يجب أن يكون الأداء متطورا، لذا تم استدراك العديد من الأمور، وتعد الأبحاث مهمة في تطوير الأداء والذات، وبالتالي تعود بالفائدة على المرضى.
• وكم بحثاً علمياً أجريته، وهل حصلت على جوائز؟
- لقد أجريت 83 ورقة علمية وبحث، وتم نشرها في مجلات طبية عالمية، كذلك مجلات محلية، كما فزت بعدة جوائز علمية، ففي العام 2010 فزت بجائزة الكويت للتقدم العلمي، وذلك حول كثرة الإنتاج العلمي، كما أن قبول أبحاثنا في المحافل العالمية يعد جائزة، ففي نوفمبر من العام الماضي، قدمنا بحثا في رابطة القلب الأميركية حول الدراسات الحديثة في أمراض القلب، في وقت تقدم فيه أبحاث من كبار أطباء القلب الأوروبيين أو الأميركيين.
• ما الأمراض الأكثر إنتشارا بالنسبة للقلب؟
- أمراض الشرايين التاجية وتصلبها، تعد الأكثر انتشارا، ونتعامل معها بالقسطرة، وتكون أعراضها آلاماً في الصدر، حيث تكون الأعمار صغيرة، وأغلبها نتيجة للتدخين، أو أن يعاني المريض من ضغط الدم ويكون معرضا لها، كما أن الشخص فوق سن الـ 45 معرض لها، كما أن هناك مسببات منها السمنة والضغط والسكري والتدخين وقلة الحركة مع التغذية السيئة، وهي إضافات تسهم في الإسراع بالإصابة بأمراض القلب.
• ماذا عن المريض الذي أجريتم له عملية قسطرة؟
- المريض كان يعاني من آلام في الصدر، حيث تم إعطاؤه الأدوية العلاجية المسيلة، تم بعدها نقل للمستشفى، وأجريت له القسطرة، والطريقة العلاجية الصحيحة للمريض أن تجرى له قسطرة.
• من خلال عمليات القسطرة التي تجريها، هل ترى أن هناك مرضى يحتاجون لدعامات؟
- نصف المرضى الذين نجري لهم عمليات القسطرة يحتاجون لوضع دعامات في الشرايين، وربعهم يحتاج لعملية جراحية، أما الربع الآخر فيحتاجون لدواء فقط.
• ما التطورات الحديثة للقسطرة»؟
- هناك تطور جديد للقسطرة، حيث ان المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون الأدوية من دون وجود نتيجة، يتم علاجهم بنوع من القسطرة تتجه لشرايين الكلي، حيث يتم توجيه ذبذبات تقضي على الأعصاب التي في الشرايين، والتي تتسبب في إرتفاع ضغط الدم، كما أن عمليات القسطرة قد تشهد أوقاتاً عصبية، وقد تشهد ظهور مشاكل مثل عدم فتح الشريان.
• وهل لكم وجهة نظر حيال كثرة عمليات القسطرة؟
- يجب على المسؤولين الصحيين أن يفتخروا بتقليل عمليات القسطرة، من خلال التركيز على الطرق الوقائية للمرض، وكذلك يجب أن نفتخر بالعمليات التوعوية، لذا أرى أنه من الفخر أن تكون أعداد عمليات القسطرة تتنازل عن كل عام، وأرى أنه يجب أن تكون هناك ابحاث علمية على مستوى الدولة تسجل عدد العمليات ومدى تنازلها.
• كلمة دكتور أو طبيب ماذا تعني لك، عقب فترة العطاء الطويلة؟
- هذه الكلمة تعني لي إدخال البسمة على وجه المريض، وإدخال الفرحة في قلب أقارب مريض متعلقين بكلمة أو خبر لطيف، وللأسف في بعض الأحيان يغلبنا المرض، وتكون أخبارنا للأهل أو المريض غير سارة، ولكن حتى في هذه الأوضاع يكون للطبيب المعالج طريقة في إعطاء الخبر، تخفف من وطأته.
• قضيت 15 عاما بين أوروبا وكندا في دراسة الطب والتخصص بأمراض القلب، ماذا تعلمت منها؟
- تعلمت أن الشخص لا بديل له عن وطنه وبلده والمكان الذي ترعرع فيه، وتعلمت أنني إنسان عاطفي جداً، ولا أستطيع العيش من دون أم عبدالرحمن، وتعلمت أخلاقيات العمل والمثابرة، وأن تعطي من وقتك وجهدك دون السؤال عن السبب، وسوف تحصل في ما بعد على سمعة طيبة، ودعاء تحصل عليه من مرضاك وأقاربهم.
• كأحد الأطباء العاملين في وزارة الصحة، أين ترى وزارة الصحة متجهة؟
- وزارة الصحة جزء من هذا البلد، وهي متجهة باتجاه سائر الوزارات في هذا البلد، وما تعاني منه من فوضى وروتين هو ليس خاصاً بوزارة الصحة.
ووزارة الصحة ابتليت بفوضى، شارك في خلقها الحكومة التي تريد استرضاء البعض، والمجلس بنوابه غير الواقعيين، والمواطن المسكين الذي عندما يمرض يصبح حاله حال أي مريض، يعتقد أن مرضه هو الوحيد، وليس مثله مرض، ونحن لا نلومه في هذا، لأنه مريض وله الحق في أن يظن ويعتقد ما يشاء، ولذلك متى ما سار البلد وبقية الوزارات في الاتجاه الصحيح، وتوقفت عملية الاسترضاء السياسي، وتوقف مغازلة المجلس للمواطن المسكين، عندها ستتجه وزارة الصحة في الاتجاه الصحيح.
• من واقع خبرتكم... هل ترى أن أمراض القلب في الكويت بازدياد؟
- حقيقة، لا أستطيع أن أجزم بأن أمراض القلب في ازدياد أم لا، ونعني هنا أمراض انسداد الشرايين التاجية، وما يصحبها من ذبحة صدرية ونوبة قلبية، فأنا لا أستطيع أن أجزم بأنها في ازدياد في الكويت، لأننا تنقصنا الدراسات الميدانية التي تمكننا من الإجابة عن هذا السؤال، ولكن حسب تنبؤات منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض الشرايين التاجية والأوعية الدموية في الدول النامية، ومنها منطقة الخليج في ازدياد.
•... لماذا؟
- يعود ذلك الى نمطنا في الحياة وسلوكنا الغذائي الحالي، حيث يتميز بالوجبات الثقيلة بالدهون والنشويات، ولدينا حب للراحة وعدم ممارسة الرياضة، وهذا كله عكس ما كان يقوم به أجدادنا من قلة أكل وممارسة النشاط الجسدي لكسب العيش، ولذلك فإن ازدياد أمراض الشرايين التاجية والأوعية الدموية ستكون في ازدياد، خصوصا مع ازدياد نسبة مرض السكري، وضغط الدم، وازدياد عدد المدخنين من صغار السن، كما ألاحظ في عملي اليومي هي في الفئة التي تصيبهم أمراض القلب، فإنني أجد القلة منهم من يتبعون الأسلوب الصحيح في الغذاء والتوقف عن التدخين وممارسة الرياضة والمحافظة على أخد الأدوية بانتظام.
• تقول ان الناس لا يهتمون بصحتهم، بالرغم من أن الكثير من الناس صغاراً وكباراً يحاولون مقاومة السمنة بإجراء العمليات التي تساعدهم على فقدان الوزن، فكيف تفسر هذا، وهل لعمليات تخسيس الوزن أثر في تقليل الإصابة بأمراض القلب؟
- هذا سؤال جداً مهم، وهناك مبدأ مهم وأثبتته الكثير من الدراسات، وهو أن يكون الإنسان النشط الذي يستطيع ممارسة الرياضة له أثر كبير وإيجابي على صحته، ولو كان وزنه مرتفعاً، ولذلك ارتفاع الوزن بحد ذاته إذا صاحبته رياضة وحركة كثيرة يكون تأثيره أقل، وأنا أعرف معظم من يجرون عمليات لتخفيف الوزن ولا يمارسون الرياضة لا قبل ولا بعد العملية، وقد تجدهم يضعفون، ولكن من دون حركة أو رياضة جدية فإن الكثير من هذه المخاطر ترجع بالارتفاع وحتى الوزن نفسه في كثيراً من الناس يرتفع تدريجياً، بحيث أنه على المدى البعيد من 5 الى 10 سنوات ترى كثير من الناس زاد وزنهم، كما كان أو أقل بقليل فقط، ولذلك يجب ألا نعتقد بأن هذه العمليات هي العلاج الناجح لمقاومة أمراض القلب.
• هناك دراسة اسبانية صاحبتها ضجة إعلامية اخيراً، وهي عن الغذاء الصحيح وأثره على أمراض القلب... أعطنا نبذة عنها؟
- بالفعل هذه دراسة جديدة وفريدة نشرت اخيراً في مجلة طبية مرموقة، وهي أول دراسة من نوعها تثبت فعالية ونجاح الأكل السليم، حيث تمت مقارنة عينتين من الناس، الأولى أوصوهم بالأكل الطبيعي وتقليل الدهون، والثانية طلب منها أكل وجبات ما يسمى بالبحر الأبيض المتوسط وهي غنية بالخضراوات والزيتون والأسماك وقليلة اللحوم، وتم إعطاء هؤلاء جرعات زائدة من زيت الزيتون الخالص والمكسرات من البندق والجوز واللوز، وبعد متابعتهم لفترة 5 سنوات تبين أن الأشخاص الذين التزموا بغذاء البحر الأبيض المتوسط مع زيت الزيتون والمكسرات أصيبوا بأمراض قلب أقل بكثير ممن أكلوا وجباتهم الاعتيادية، وهذه نتيجة مهمة لإثبات أهمية الأكل ونوعيته في التقليل من الإصابة بأمراض القلب، والمدهش في هذه الدراسة أن الفئة التي استفادت من الأغذية الواقية لم يقل وزنها، يعني بالرغم من عدم قلة الوزن كان للغذاء أثر فعال في الوقاية من أمراض القلب.
• مرض اختلال دقات القلب أو عدم انتظام دقات القلب، هل هذا مرض جديد، لأنه قد كثر الحديث عنه وعن أضراره؟
- اختلال دقات القلب أو عدم انتظام دقات القلب يأتي بأشكال عديدة وتصعب تغطيتها في هذا المجال، ولكن باختصار هناك أنواع كثيرة وعديدة من أنواع اختلال دقات القلب، ومنها ما هو بسيط وليس ذا خطورة ولا يعدو كونه ازعاجاً للشخص الذي يحس به ومنه الأكثر خطورة والذي يحتاج اهتماماً من ناحية المريض والطبيب معاً للوصول إلى طريقة للتحكم بهذا الاختلال ومنع حدوث مضاعفات بسببه ولذلك أنصح من يحس باختلال دقات القلب مراجعة طبيب مختص لمعرفة ما إذا كان الاختلال هذا من النوع البسيط أو الأكثر تعقيداً، أما السبب الذي أدى إلى بعض الظهور الإعلامي عن اختلال دقات القلب كون هناك نوع معين من اختلال الدقات وهو الرجفان الأذيني، الذي قد يستدعي تدخل الطبيب فيه وإعطاء أحد الأدوية التي تمنع تخثر الدم وتجلط الدم، ومع توافر هذه الأدوية الجديدة أصبح هناك انتشار إعلامي لهذا المرض.
• وهل أجريتم دراسة عن أسباب عدم انتظام في دقات القلب؟
- نعم، فقد كانت هناك دراسة أجريت على مستوى الخليج وكانت في العام 2010، وبينت الدراسة أن هذا المرض بالرغم من صغر سن شعوب دول الخليج، إلا أن حالات الاختلال والتي تعد مرتبطة بارتفاع السن تعد متساوية أوروبيا بفارق 10 سنوات، حيث يصاب الأوروبيون مابين 65 إلى 70 عاما بينما في دول الخليج 55 الى 60 عاما حيث يصاب شعوب الخليج بسن مبكرة وذلك لأسباب كثيرة منه التدخين وأمراض السكري والضغط والسمنة، وهي أمور واسباب تعجل الإصابة باختلال ضربات القلب.
• وما علاجها؟
- لها عدة طرق علاجية منها التدخل بإجراء صدمة كهربائية أو أن يتم إعطاؤهم أدوية مسيلة للدم لمنع تجلط الدم مع الرجفان الأذيني، ويعد هذا المرض عالمياً، والكثير من المرضى لايستفيدون من هذا الدواء كون هناك أدوية حديثة جيدة للتحكم في المرض، وبالتالي تعد الدراسة مهمة في تحليل نتائج العلاج واللجوء للأدوية الحديثة، والتي تعد غالية الثمن، لكن وزارة الصحة توفرها وأدوية القلب بشكل عام.
• كم عدد القسطرات التي تجرونها سنوياً في مستشفى الأمراض الصدرية؟
- أجرينا في مستشفى الأمراض الصدرية حوالي 6000 عملية قسطرة في العام 2012، و2000 عملية توسعة شرايين تاجية، و500 عملية جراحية قلبية.
• ما رأيك بالتعاقدات التى أبرمتها وزارة الصحة مع جامعة ميغيل الكندية لإدارة مستشفى الأمراض الصدرية، وهل استفدتم منها؟
- صراحة، التعاقد مع جامعة ميغيل، وبالذات الشق الخاص بمستشفى الأمراض الصدرية، كان مثالأ على سوء الإدارة وعدم التنسيق بين من هم المفترض بهم المستفيدون من الخدمة، وهم أطباء المستشفى ومتخدو القرار في المستشفى، وبين الجهات العليا في وزارة الصحة، وبالرغم من وجود 4 من خيرة أطباء القلب الكويتيين من خريجي جامعة ميغيل ويعملون في المستشفى الصدري، فإن الوفد الذي ذهب إلى مونتريال لإجراء المباحثات لم يكن في عضويته أحد من هؤلاء الأربعة، والأدهى من ذلك أنه لم يشمل على أي طبيب أو جراح له علاقة بأمراض القلب، ويقاس على ذلك كل التخبطات الأخرى التي حصلت.
• هل سيكون بالمستطاع اجراء عمليات لزراعة القلب؟
- مسألة زراعة القلب شائكة، وهي ممكنة، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو هل توجد في الكويت حاجة ملحة من ناحية عدد المرضى الذين يحتاجون لهذه العملية؟، ومن الأفضل أن تتضافر الجهود على مستوى دول الخليج لخلق برنامج موحد وخلق الفريق المناسب والبنية التحتية لإجراء مثل هذه العملية، وأعتقد أنه يجب التركيز إقليمياً على هذه المسألة، بدلا من التفكير في دولة بها مليون مواطن فقط، لإجراء مثل هذه العملية.
«الراي» التقت المريض
التقت «الراي»، مع المريض الذي أجريت له عملية قسطرة، استغرقت 45 دقيقة، وكان في كامل وعية، وقال «القسطرة كانت عبارة عن توسعة للشرايين ووضع دعامات»، لافتا إلى انه يبلغ من العمر 46 عاما وكان يدخن بشراهة وبمعدل 40 سيجارة في اليوم، وقبل دخوله المستشفى بـ 5 أيام بدأ يشعر بآلام في الصدر، مع آلام في الكتف اليسرى تتناوب عليه أعراض الألم مرتين في اليوم، وكل مرة تأخذ فترة من 5 الى 10 دقائق.
وأضاف «للأسف لم أقم بمراجعة الطبيب إلا في اليوم الخامس، حيث اشتد الالم، وأخذ في الازدياد، ووصل الى أكثر من نصف ساعة، عندها وجب علي الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفى، حيث تم تحويلي إلى أطباء القلب، وأجريت لي تخطيط للقلب، وتبين معها وجود مشكلة في القلب، لذا قاموا بإدخالي الجناح كوني أعاني من ذبحة صدرية حادة».
وأكد المريض، أنه لم يقم بتدخين سيجارة واحدة منذ دخوله المستشفى، واعترف انه كره التدخين لتسببه في مشاكل للقلب، شاكرا الأطباء الذين أشرفوا على إجرائه العملية.
محمد زبيد في سطور
تخرج من قبل كلية الجراحين الملكية في ايرلندا عام 1986، وابتعث من قبل وزارة التعليم العالي الى كندا للتخصص في الباطنية، عقب تخصصه في أمراض القلب والقسطرة، وأنضم في العام 1996 إلى جامعة الكويت، حيث أجري عدة أبحاث علمية وحصل على درجة البروفيسور، أو الأستاذية، بعد 10 سنوات من العمل في جامعة الكويت.
ويعترف زبيد أن يومه يحفل بالعمل المتواصل دون توقف، وقال «أحيانا دون مبالغة أخرج من المنزل في الساعة السادسة صباحا، وأعود إليه في الساعة الثانية عشرة مساء، وذلك لطبيعة عملنا، ويعد هذا السيناريو يتكرر معي بشكل يومي، وقد أحصل على وقت مستقطع خلال فترة الظهيرة، والتي أفضل أن أقضيها مع أسرتي».
رافقت «الراي» بروفيسور أمراض القلب في كلية الطب واستشاري القلب والقسطرة في مستشفى الأمراض الصدرية ورئيس وحدة أمراض القلب في مستشفى مبارك الكبير** الدكتور محمد زبيد، أثناء إجرائه إحدى عمليات القسطرة في مستشفى الأمراض الصدرية، حيث كشف عن عدة أمور صحية مهمة، منها الأبحاث العلمية والدراسات التي أجرها.
وقال البروفيسور محمد زبيد، في حواره الخاص لـ«الراي»، إن «هناك دراسة علمية حديثة كشفت أن شعوب دول الخليج العربي يقلون بـ 10 سنوات عن الشعوب الأوروبية المصابة بإختلال ضربات القلب، حيث ان الأعراض تظهر على الأوروبيين مابين 65 إلى 70 عاما، بينما في دول الخليج تظهر من 55 إلى 60 عاما، وذلك لأسباب كثيرة منها، التدخين وأمراض السكري وضغط الدم والسمنة، وهي أمور واسباب تعجل بالإصابة باختلال ضربات القلب».
واضاف البروفيسور زبيد، ان «مرض شرايين القلب التاجية والأوعية الدموية، وحسب تنبؤات منظمة الصحة العالمية، سيكون في ازدياد بالدول النامية ومنها منطقة الخليج»، لافتا إلى أن الأسباب تعود إلى نمط الحياة والسلوك الغذائي السيئ، والذي يمتاز بالوجبات الثقيلة بالدهون والنشويات، وعدم ممارسة الرياضة.
وشدد البروفيسور زبيد، على أهمية التوسع في الخدمات العلاجية الخاصة بإجراء القسطرة العلاجية، وذلك لمواجهة الحالات المتزايدة، والتوسع في تأهيل الكوادر الطبية الفنية لذلك، مبينا أن المراكز الحالية لاتستطيع مواجهة الزيادة حيث انه بخلاف مستشفى الأمراض الصدرية حاليا، هناك مركز الدبوس، ومركز صباح للقلب، لذا يجب التوسع في الخدمة.
ونوه البروفيسور زبيد، إلى أنه على الدولة والمؤسسات الصحية، ألا تتباهى في زيادة عمليات القسطرة عن كل عام، بل يجب أن تعمل على تقليلها من خلال زيادة الحملات التوعوية والقضاء على المسببات الأساسية للمرض وهي الضغط والسكري والدهون، والتي تعد بوابة سريعة لهذا المرض، كما أن التدخين يعد أحد المسببات، فضلا عن قلة الحركة، وعدم تناول المواد الغذائية الصحيحة... وفي ما يلي التفاصيل:
• هل تري أنه يجب أن يكون هناك اهتمام أو تكريم للمميزين في البلاد خصوصا من فئة الأطباء؟
- أنا شخصيا أحب أن يركز الشخص على العمل، وبذل الواجب المطلوب منه، سواء تجاه المرضى أو تجاه الوطن، وأضع مسألة التكريم جانبا، لذا يجب العمل وبذل العطاء بالأساس، كون التكريم سيأتي.
وقد نرى أن هناك تقصيراً، لكن يجب على الشخص عمل واجبه، والمطلوب منه، وترك هذه المسألة إلى أن تأتي من نفسها.
• لديك الكثير من الأبحاث العلمية، وقد تكون مميزاً بها...ماذا عنها، وكيف تعدها؟
- حقيقة، تعد الأبحاث العملية هي شغلي الشاغل، وتأخذ يومي بخلاف عملي الطبي، سواء بعمليات القسطرة أو التدريس في الكلية، وخلال 16 عاما من العمل، توصلت لفكرة أنه من غير الصحيح أن يعمل الشخص منفردا، لذا يجب التوسع في مجال الأبحاث العلمية، حيث أجريت بعدها التنسيق مع عدة دول خليجية، منها المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وعمان واليمن، وبقية الدول الخليجية كذلك إجراء الدراسة في عدة مستشفيات قد تصل إلى 63 مستشفى.
ويعد ذلك أمراً طيباً وجيداً، كون الاهتمام بالنتائج الطبية واسعاً، والدراسة تعد كبيرة ومميزة، كما أفتخر بإجراء الأبحاث، كونها تكون متداولة عالميا، حيث يطلع عليها علماء من عدة دول، لذا تسهم الأبحاث التي اقدمها في رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، كما نهدف من خلال تلك الأبحاث مصلحة المريض، كوننا ندرس الأعمال التي نقدمها، والطرق العلاجية التي نقوم بها، كما يعد البحث العلمي أيضا تطويراً للذات، من خلال تحليل العمل الذي نقوم به، وعملنا على نشره للزملاء الأطباء، وبالتالي يستفيد منه الأطباء.
• وما الدراسة والأبحاث العلمية التي أجريتها وترى أنها كبيرة ومهمة؟
- هناك دراسة علمية، وبحث جيد أجريته، حيث كان على مستوى الخليج العربي، وكان في العام 2007 وتم على عديد من المرضى الذين أدخلوا إلى 63 مستشفى من عدة دول خليجية، وكان هناك تنسيق خليجي بين المستشفيات، من ناحية تخزين المعلومات الطبية إلكترونيا على المرضى، حيث يتم تحليلها، وذلك على المرضى الذين أصيبوا بأزمات قلبية حادة، وتم تحليل الإجراءات العلاجية التي أجريت لهم، وتم الاتفاق على أنها جيدة من ناحية الأدوية العلاجية وتوقيتها، مثل الأدوية الخاصة بإذابة الجلطة، وهي تعد جيدة، لكن إكتشفنا أننا في دول الخليج أن هناك بعض التأخير في مسألة إعطاء المريض الدواء، نتيجة لظروف كثيرة معينة، منها قسم الحوادث، وكيفية وصول المريض للجناح، ولذا إجتمعنا كمختصين وتحدثنا عن كيفية وضع حلول طبية، واكتشفنا أنه بالرغم من إجراء هذا الكم من القسطرات، إلا أننا لا نجريها بشكل كاف، وذلك نتيجة لقلة الكوادر، حيث هناك حالات كثيرة لمرضى يدخلون المستشفى، ويتم إخراجهم دون إجراء قسطرة لهم.
• وما الأسباب؟
- هناك أسباب كثيرة، منها ماتتعلق بأسباب لدينا في الكويت، مثل قلة المركز والمستشفيات المتخصصة بإجراء عمليات القسطرة، حيث لا يوجد إلا مركزان حاليا منهم مستشفى الأمراض الصدرية، كذلك مركز الدبوس، وحاليا مركز صباح الأحمد للقلب، وهي أمور قد تكون وراء تراجع هذه الخدمة المهمة، لذا تمت دراستها بشكل علمي، وتوصلنا لأهمية التوسع بالخدمة.
• وهل الأبحاث التي تجريها مقروءة عالميا؟
- هناك الكثير من الأبحاث التي أجريتها لقت رواجا عالميا، فخلال ثلاثة اجتماعات عالمية عقدت في عام واحد، وذلك من قبل جمعية القلب الأوروبية، وجمعية القلب الأميركية، ورابطة القلب الأميركية، وتم خلالها تقديم أبحاث علمية أجريت في دول الخليج، منها البحث العلمي حول دراسة مقارنة الأداء في العام 2007 و2012، حيث يجب أن يكون الأداء متطورا، لذا تم استدراك العديد من الأمور، وتعد الأبحاث مهمة في تطوير الأداء والذات، وبالتالي تعود بالفائدة على المرضى.
• وكم بحثاً علمياً أجريته، وهل حصلت على جوائز؟
- لقد أجريت 83 ورقة علمية وبحث، وتم نشرها في مجلات طبية عالمية، كذلك مجلات محلية، كما فزت بعدة جوائز علمية، ففي العام 2010 فزت بجائزة الكويت للتقدم العلمي، وذلك حول كثرة الإنتاج العلمي، كما أن قبول أبحاثنا في المحافل العالمية يعد جائزة، ففي نوفمبر من العام الماضي، قدمنا بحثا في رابطة القلب الأميركية حول الدراسات الحديثة في أمراض القلب، في وقت تقدم فيه أبحاث من كبار أطباء القلب الأوروبيين أو الأميركيين.
• ما الأمراض الأكثر إنتشارا بالنسبة للقلب؟
- أمراض الشرايين التاجية وتصلبها، تعد الأكثر انتشارا، ونتعامل معها بالقسطرة، وتكون أعراضها آلاماً في الصدر، حيث تكون الأعمار صغيرة، وأغلبها نتيجة للتدخين، أو أن يعاني المريض من ضغط الدم ويكون معرضا لها، كما أن الشخص فوق سن الـ 45 معرض لها، كما أن هناك مسببات منها السمنة والضغط والسكري والتدخين وقلة الحركة مع التغذية السيئة، وهي إضافات تسهم في الإسراع بالإصابة بأمراض القلب.
• ماذا عن المريض الذي أجريتم له عملية قسطرة؟
- المريض كان يعاني من آلام في الصدر، حيث تم إعطاؤه الأدوية العلاجية المسيلة، تم بعدها نقل للمستشفى، وأجريت له القسطرة، والطريقة العلاجية الصحيحة للمريض أن تجرى له قسطرة.
• من خلال عمليات القسطرة التي تجريها، هل ترى أن هناك مرضى يحتاجون لدعامات؟
- نصف المرضى الذين نجري لهم عمليات القسطرة يحتاجون لوضع دعامات في الشرايين، وربعهم يحتاج لعملية جراحية، أما الربع الآخر فيحتاجون لدواء فقط.
• ما التطورات الحديثة للقسطرة»؟
- هناك تطور جديد للقسطرة، حيث ان المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون الأدوية من دون وجود نتيجة، يتم علاجهم بنوع من القسطرة تتجه لشرايين الكلي، حيث يتم توجيه ذبذبات تقضي على الأعصاب التي في الشرايين، والتي تتسبب في إرتفاع ضغط الدم، كما أن عمليات القسطرة قد تشهد أوقاتاً عصبية، وقد تشهد ظهور مشاكل مثل عدم فتح الشريان.
• وهل لكم وجهة نظر حيال كثرة عمليات القسطرة؟
- يجب على المسؤولين الصحيين أن يفتخروا بتقليل عمليات القسطرة، من خلال التركيز على الطرق الوقائية للمرض، وكذلك يجب أن نفتخر بالعمليات التوعوية، لذا أرى أنه من الفخر أن تكون أعداد عمليات القسطرة تتنازل عن كل عام، وأرى أنه يجب أن تكون هناك ابحاث علمية على مستوى الدولة تسجل عدد العمليات ومدى تنازلها.
• كلمة دكتور أو طبيب ماذا تعني لك، عقب فترة العطاء الطويلة؟
- هذه الكلمة تعني لي إدخال البسمة على وجه المريض، وإدخال الفرحة في قلب أقارب مريض متعلقين بكلمة أو خبر لطيف، وللأسف في بعض الأحيان يغلبنا المرض، وتكون أخبارنا للأهل أو المريض غير سارة، ولكن حتى في هذه الأوضاع يكون للطبيب المعالج طريقة في إعطاء الخبر، تخفف من وطأته.
• قضيت 15 عاما بين أوروبا وكندا في دراسة الطب والتخصص بأمراض القلب، ماذا تعلمت منها؟
- تعلمت أن الشخص لا بديل له عن وطنه وبلده والمكان الذي ترعرع فيه، وتعلمت أنني إنسان عاطفي جداً، ولا أستطيع العيش من دون أم عبدالرحمن، وتعلمت أخلاقيات العمل والمثابرة، وأن تعطي من وقتك وجهدك دون السؤال عن السبب، وسوف تحصل في ما بعد على سمعة طيبة، ودعاء تحصل عليه من مرضاك وأقاربهم.
• كأحد الأطباء العاملين في وزارة الصحة، أين ترى وزارة الصحة متجهة؟
- وزارة الصحة جزء من هذا البلد، وهي متجهة باتجاه سائر الوزارات في هذا البلد، وما تعاني منه من فوضى وروتين هو ليس خاصاً بوزارة الصحة.
ووزارة الصحة ابتليت بفوضى، شارك في خلقها الحكومة التي تريد استرضاء البعض، والمجلس بنوابه غير الواقعيين، والمواطن المسكين الذي عندما يمرض يصبح حاله حال أي مريض، يعتقد أن مرضه هو الوحيد، وليس مثله مرض، ونحن لا نلومه في هذا، لأنه مريض وله الحق في أن يظن ويعتقد ما يشاء، ولذلك متى ما سار البلد وبقية الوزارات في الاتجاه الصحيح، وتوقفت عملية الاسترضاء السياسي، وتوقف مغازلة المجلس للمواطن المسكين، عندها ستتجه وزارة الصحة في الاتجاه الصحيح.
• من واقع خبرتكم... هل ترى أن أمراض القلب في الكويت بازدياد؟
- حقيقة، لا أستطيع أن أجزم بأن أمراض القلب في ازدياد أم لا، ونعني هنا أمراض انسداد الشرايين التاجية، وما يصحبها من ذبحة صدرية ونوبة قلبية، فأنا لا أستطيع أن أجزم بأنها في ازدياد في الكويت، لأننا تنقصنا الدراسات الميدانية التي تمكننا من الإجابة عن هذا السؤال، ولكن حسب تنبؤات منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض الشرايين التاجية والأوعية الدموية في الدول النامية، ومنها منطقة الخليج في ازدياد.
•... لماذا؟
- يعود ذلك الى نمطنا في الحياة وسلوكنا الغذائي الحالي، حيث يتميز بالوجبات الثقيلة بالدهون والنشويات، ولدينا حب للراحة وعدم ممارسة الرياضة، وهذا كله عكس ما كان يقوم به أجدادنا من قلة أكل وممارسة النشاط الجسدي لكسب العيش، ولذلك فإن ازدياد أمراض الشرايين التاجية والأوعية الدموية ستكون في ازدياد، خصوصا مع ازدياد نسبة مرض السكري، وضغط الدم، وازدياد عدد المدخنين من صغار السن، كما ألاحظ في عملي اليومي هي في الفئة التي تصيبهم أمراض القلب، فإنني أجد القلة منهم من يتبعون الأسلوب الصحيح في الغذاء والتوقف عن التدخين وممارسة الرياضة والمحافظة على أخد الأدوية بانتظام.
• تقول ان الناس لا يهتمون بصحتهم، بالرغم من أن الكثير من الناس صغاراً وكباراً يحاولون مقاومة السمنة بإجراء العمليات التي تساعدهم على فقدان الوزن، فكيف تفسر هذا، وهل لعمليات تخسيس الوزن أثر في تقليل الإصابة بأمراض القلب؟
- هذا سؤال جداً مهم، وهناك مبدأ مهم وأثبتته الكثير من الدراسات، وهو أن يكون الإنسان النشط الذي يستطيع ممارسة الرياضة له أثر كبير وإيجابي على صحته، ولو كان وزنه مرتفعاً، ولذلك ارتفاع الوزن بحد ذاته إذا صاحبته رياضة وحركة كثيرة يكون تأثيره أقل، وأنا أعرف معظم من يجرون عمليات لتخفيف الوزن ولا يمارسون الرياضة لا قبل ولا بعد العملية، وقد تجدهم يضعفون، ولكن من دون حركة أو رياضة جدية فإن الكثير من هذه المخاطر ترجع بالارتفاع وحتى الوزن نفسه في كثيراً من الناس يرتفع تدريجياً، بحيث أنه على المدى البعيد من 5 الى 10 سنوات ترى كثير من الناس زاد وزنهم، كما كان أو أقل بقليل فقط، ولذلك يجب ألا نعتقد بأن هذه العمليات هي العلاج الناجح لمقاومة أمراض القلب.
• هناك دراسة اسبانية صاحبتها ضجة إعلامية اخيراً، وهي عن الغذاء الصحيح وأثره على أمراض القلب... أعطنا نبذة عنها؟
- بالفعل هذه دراسة جديدة وفريدة نشرت اخيراً في مجلة طبية مرموقة، وهي أول دراسة من نوعها تثبت فعالية ونجاح الأكل السليم، حيث تمت مقارنة عينتين من الناس، الأولى أوصوهم بالأكل الطبيعي وتقليل الدهون، والثانية طلب منها أكل وجبات ما يسمى بالبحر الأبيض المتوسط وهي غنية بالخضراوات والزيتون والأسماك وقليلة اللحوم، وتم إعطاء هؤلاء جرعات زائدة من زيت الزيتون الخالص والمكسرات من البندق والجوز واللوز، وبعد متابعتهم لفترة 5 سنوات تبين أن الأشخاص الذين التزموا بغذاء البحر الأبيض المتوسط مع زيت الزيتون والمكسرات أصيبوا بأمراض قلب أقل بكثير ممن أكلوا وجباتهم الاعتيادية، وهذه نتيجة مهمة لإثبات أهمية الأكل ونوعيته في التقليل من الإصابة بأمراض القلب، والمدهش في هذه الدراسة أن الفئة التي استفادت من الأغذية الواقية لم يقل وزنها، يعني بالرغم من عدم قلة الوزن كان للغذاء أثر فعال في الوقاية من أمراض القلب.
• مرض اختلال دقات القلب أو عدم انتظام دقات القلب، هل هذا مرض جديد، لأنه قد كثر الحديث عنه وعن أضراره؟
- اختلال دقات القلب أو عدم انتظام دقات القلب يأتي بأشكال عديدة وتصعب تغطيتها في هذا المجال، ولكن باختصار هناك أنواع كثيرة وعديدة من أنواع اختلال دقات القلب، ومنها ما هو بسيط وليس ذا خطورة ولا يعدو كونه ازعاجاً للشخص الذي يحس به ومنه الأكثر خطورة والذي يحتاج اهتماماً من ناحية المريض والطبيب معاً للوصول إلى طريقة للتحكم بهذا الاختلال ومنع حدوث مضاعفات بسببه ولذلك أنصح من يحس باختلال دقات القلب مراجعة طبيب مختص لمعرفة ما إذا كان الاختلال هذا من النوع البسيط أو الأكثر تعقيداً، أما السبب الذي أدى إلى بعض الظهور الإعلامي عن اختلال دقات القلب كون هناك نوع معين من اختلال الدقات وهو الرجفان الأذيني، الذي قد يستدعي تدخل الطبيب فيه وإعطاء أحد الأدوية التي تمنع تخثر الدم وتجلط الدم، ومع توافر هذه الأدوية الجديدة أصبح هناك انتشار إعلامي لهذا المرض.
• وهل أجريتم دراسة عن أسباب عدم انتظام في دقات القلب؟
- نعم، فقد كانت هناك دراسة أجريت على مستوى الخليج وكانت في العام 2010، وبينت الدراسة أن هذا المرض بالرغم من صغر سن شعوب دول الخليج، إلا أن حالات الاختلال والتي تعد مرتبطة بارتفاع السن تعد متساوية أوروبيا بفارق 10 سنوات، حيث يصاب الأوروبيون مابين 65 إلى 70 عاما بينما في دول الخليج 55 الى 60 عاما حيث يصاب شعوب الخليج بسن مبكرة وذلك لأسباب كثيرة منه التدخين وأمراض السكري والضغط والسمنة، وهي أمور واسباب تعجل الإصابة باختلال ضربات القلب.
• وما علاجها؟
- لها عدة طرق علاجية منها التدخل بإجراء صدمة كهربائية أو أن يتم إعطاؤهم أدوية مسيلة للدم لمنع تجلط الدم مع الرجفان الأذيني، ويعد هذا المرض عالمياً، والكثير من المرضى لايستفيدون من هذا الدواء كون هناك أدوية حديثة جيدة للتحكم في المرض، وبالتالي تعد الدراسة مهمة في تحليل نتائج العلاج واللجوء للأدوية الحديثة، والتي تعد غالية الثمن، لكن وزارة الصحة توفرها وأدوية القلب بشكل عام.
• كم عدد القسطرات التي تجرونها سنوياً في مستشفى الأمراض الصدرية؟
- أجرينا في مستشفى الأمراض الصدرية حوالي 6000 عملية قسطرة في العام 2012، و2000 عملية توسعة شرايين تاجية، و500 عملية جراحية قلبية.
• ما رأيك بالتعاقدات التى أبرمتها وزارة الصحة مع جامعة ميغيل الكندية لإدارة مستشفى الأمراض الصدرية، وهل استفدتم منها؟
- صراحة، التعاقد مع جامعة ميغيل، وبالذات الشق الخاص بمستشفى الأمراض الصدرية، كان مثالأ على سوء الإدارة وعدم التنسيق بين من هم المفترض بهم المستفيدون من الخدمة، وهم أطباء المستشفى ومتخدو القرار في المستشفى، وبين الجهات العليا في وزارة الصحة، وبالرغم من وجود 4 من خيرة أطباء القلب الكويتيين من خريجي جامعة ميغيل ويعملون في المستشفى الصدري، فإن الوفد الذي ذهب إلى مونتريال لإجراء المباحثات لم يكن في عضويته أحد من هؤلاء الأربعة، والأدهى من ذلك أنه لم يشمل على أي طبيب أو جراح له علاقة بأمراض القلب، ويقاس على ذلك كل التخبطات الأخرى التي حصلت.
• هل سيكون بالمستطاع اجراء عمليات لزراعة القلب؟
- مسألة زراعة القلب شائكة، وهي ممكنة، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو هل توجد في الكويت حاجة ملحة من ناحية عدد المرضى الذين يحتاجون لهذه العملية؟، ومن الأفضل أن تتضافر الجهود على مستوى دول الخليج لخلق برنامج موحد وخلق الفريق المناسب والبنية التحتية لإجراء مثل هذه العملية، وأعتقد أنه يجب التركيز إقليمياً على هذه المسألة، بدلا من التفكير في دولة بها مليون مواطن فقط، لإجراء مثل هذه العملية.
«الراي» التقت المريض
التقت «الراي»، مع المريض الذي أجريت له عملية قسطرة، استغرقت 45 دقيقة، وكان في كامل وعية، وقال «القسطرة كانت عبارة عن توسعة للشرايين ووضع دعامات»، لافتا إلى انه يبلغ من العمر 46 عاما وكان يدخن بشراهة وبمعدل 40 سيجارة في اليوم، وقبل دخوله المستشفى بـ 5 أيام بدأ يشعر بآلام في الصدر، مع آلام في الكتف اليسرى تتناوب عليه أعراض الألم مرتين في اليوم، وكل مرة تأخذ فترة من 5 الى 10 دقائق.
وأضاف «للأسف لم أقم بمراجعة الطبيب إلا في اليوم الخامس، حيث اشتد الالم، وأخذ في الازدياد، ووصل الى أكثر من نصف ساعة، عندها وجب علي الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفى، حيث تم تحويلي إلى أطباء القلب، وأجريت لي تخطيط للقلب، وتبين معها وجود مشكلة في القلب، لذا قاموا بإدخالي الجناح كوني أعاني من ذبحة صدرية حادة».
وأكد المريض، أنه لم يقم بتدخين سيجارة واحدة منذ دخوله المستشفى، واعترف انه كره التدخين لتسببه في مشاكل للقلب، شاكرا الأطباء الذين أشرفوا على إجرائه العملية.
محمد زبيد في سطور
تخرج من قبل كلية الجراحين الملكية في ايرلندا عام 1986، وابتعث من قبل وزارة التعليم العالي الى كندا للتخصص في الباطنية، عقب تخصصه في أمراض القلب والقسطرة، وأنضم في العام 1996 إلى جامعة الكويت، حيث أجري عدة أبحاث علمية وحصل على درجة البروفيسور، أو الأستاذية، بعد 10 سنوات من العمل في جامعة الكويت.
ويعترف زبيد أن يومه يحفل بالعمل المتواصل دون توقف، وقال «أحيانا دون مبالغة أخرج من المنزل في الساعة السادسة صباحا، وأعود إليه في الساعة الثانية عشرة مساء، وذلك لطبيعة عملنا، ويعد هذا السيناريو يتكرر معي بشكل يومي، وقد أحصل على وقت مستقطع خلال فترة الظهيرة، والتي أفضل أن أقضيها مع أسرتي».