محمد موسوي طبيب تقليدي لاتخلو عيادته من المرضى القادمين من بلدان المنطقة الخليجية، يواصل ابحاثه على ديدان العلق وفوائدها الجمة على صحة الانسان وسلامته. ونظرا لخبرته الطويلة في هذا المجال فانه يتلقى دعوات من قبل مسؤولين كبار لمعالجتهم او معالجة مرضاهم، ورغم ذلك فانه يواجه مع بقية اقرانه من الاطباء التقليديين مشاكل مع المؤسسات الطبية، والمفارقة ان المسؤولين في الاجهزة الطبية الذين يعملون على وضع العقبات امامه، يلجأون اليه لمعالجة مرضاهم المصابين بامراض خطيرة . ويقول ان كبار القادة في ايران يؤيدون ويدعمون الطب البديل بقوة لكن سلطة الاجهزة الطبية التي تتابع مصالحها الخاصة مازالت هي النافذة والمؤثرة، ويعتقد ان تغيير وجهة نظر الاجهزة الطبية بحاجة الى زمن، لكنه ليس بالبعيد، لان علاقة المواطنين بطبهم التقليدي آخذة بالاتساع، وما على المسؤولين في المستقبل سوى الاذعان لرغبة وارادة المواطنين.«الراي» أجرت جولة ميدانية في شمال ايران وقد زارت عيادة الطبيب التقليدي محمد موسوي وتحدثت معه بشأن الانجازات التي حققها الطب البديل، لاسيما معالجة الامراض عن طريق الحجامة وديدان العلق ، وفيما يلي نص اللقاء : • تجاربكم الخاصة في معالجة الامراض عن طريق استخدام ديدان العلق؟- ان تطور نظام الاتصالات والتقنيات المختلفة في عالم اليوم، ترك آثارا سيئة على صحة الانسان الذي لم يعد يتحرك ويبذل جهدا عضليا كالسابق، لذلك ان تلوث الدم والترسبات التي تحصل على جدران الاوعية الدموية تعد العامل الرئيس لمختلف الامراض، وبما ان تنظيف المسالك الدموية جميعها امرغير ممكن عبر الوسائل العلمية الحديثة، فاننا لجأنا الى ديدان العلق لانجاز هذه المهمة . ويمكن القول ان بامكان ديدان العلق أن تتبوأ المركز الاول من بين كل وسائل الطب التقليدي المستخدمة لتطهير المسالك الدموية من الشوائب والترسبات، وذلك لان باستطاعة لعاب دودة العلق الوصول الى أدق المسالك الدموية وتطهيرها من الشوائب . وفي الطب الايراني القديم هناك نقاط معينة في الجسم يمكن استخدام العلق فيها لمعالجة امراض بعينها، وطبعا ان بامكان لعاب العلق تنظيف الاوعية الدموية من الترسبات بالشكل الذي يعيدها الى ما كانت عليه قبل 30 عاما. ويمكن القول ان العلاج والاستخدام المنتظم لديدان العلق يعيد الانسان 30 عاما الى الوراء، وفي الحقيقة انه اكسير الشباب وطول العمر، وربما بالامكان وصف لعابه بانه اكسير الحياة. وان اكثر الامراض الخطيرة والتي يستعصي على الطب الحديث علاجها ، يمكن حسم امرها ومعالجتها عن طريق ديدان العلق . ونحن نجحنا في القضاء على الامراض التي تعتبر من فصيلة الامراض الخاضعة للسيطرة فقط، وذلك باستخدام هذه الديدان وانواع من الاعشاب . وانا اعتقد ان امراض العصر الراهن كلها رهن بحالة الاوعية الدموية، وطبعا ان الحركة اللمفية للغذاء في داخل الجسم تعتبر مهمة لكنها تأتي في المركز الثاني للعوامل المسببة للمرض . وتساعد العلق في شفاء ارتفاع ضغط الدم لانها تعمل على استعادة الاوعية لحركتها الموجية بعد ازالة ماتراكم عليها من رسوبات واعادتها الى حالتها الطبيعية اي ازالة الرسوبات التي زادت من سماكة جدرانها . ولقد ثبت لدينا بالتجربة العملية النجاح الباهر للعاب ديدان العلق في معالجة انسداد الاوعية، وانقاذ المرضى الذين يعانون من هذه الظاهرة من موت محتم ، الموت جراء السكتة القلبية او الدماغية. وعلى عكس الطرق التي يتبعها الطب الحديث في معالجة هذه الحالات كاستخدام البالون والليزر وزراعة شرايين مأخوذة من الفخذ، وهي علاج موقت يستمر بضع سنوات فقط ، فان العلاج بديدان العلق يقضي بشكل نهائي على هذه الظاهرة لانه يقضي على علة الانسداد بشكل جذري في حين ان العلاج الحديث لايفعل ذلك. وفي السكتات الدماغية يصاب الافراد في معظم الاحيان بالشلل النصفي، وعلاج هذه الاصابة بالطب الحديث يستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا الى جانب تكاليفها المالية المرتفعة وذلك لان تحريك الجلطة من مكانها لاجل ان يتمكن الدم من الوصول الى الخلايا المخية امر عجز الطب الحديث عن تحققه ، بينما تمكنا نحن من خلال استخدام ديدان العلق ومجموعة من الاعشاب ، من اعادة العافية والسلامة الى المريض بعد بضعة ايام ، لكن يبقى التذكير بان العلاج يكون سريعا وفاعلا في حال تم نقل المريض الى عيادتنا خلال الايام الاولى، الاسبوع او الأيام العشرة الاولى ، لاصابته بالسكتة الدماغية. ومن محاسن العلاج الذي نستخدمه مع هذا النوع من المرضى انه يقيهم الاصابة مجددا بالسكتات.• وهل العلق يستخدم في معالجة السكتات الدماغية الناجمة عن نزيف دموي؟- حتى في هذا النوع من السكتات فان العلق له الكلمة الاولى ، وكما هو معروف ان الافراد الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم يدأبون على تناول العقاقير الكيمياوية التي تخفف من كثافة الدم، ولهذه العقاقير اثار سيئة على الاوعية حيث تجعلها قابلة للتمزق . واذا ماتعرض الفرد لحادث معين نجم عنه انفعال شديد ، فان احد هذه الاوعية سيتمزق ويحصل نزيف دموي وان بضع قطرات من الدم ستتجمع حول المنطقة وتعمل على الاخلال بنشاط المخ. وهنا باستطاعة ديدان العلق ان تلعب دورها في شفاء المريض ، فبهذه الديدان لن نسمح لقطرات الدم بالتخثر لان تخثرها يعني الاخلال بنشاط المخ ، فيقوم لعاب العلق باذابة الجلطات الدموية ، ويتعامل مع المكان كما تتعامل المنظفات مع الصحون.• للمؤسسات الطبية في ايران نظرة سلبية تجاه ديدان العلق ، ولدى بعض الاطراف هواجس من تبعات صحية سيئة على الانسان الذي يستخدم هذه الديدان؟- الذين يثيرون هذه المزاعم هم من المغرضين بكل تأكيد، لان استخدام ديدان العلق، في ضوء الحقائق التاريخية، كان متبعا منذ الاف السنين ولم يثبت مطلقا وجود امراض مشتركة بين العلق والانسان، ولم نسمع او نقرأ في يوم ما ان عدوى انتقلت من العلق الى الانسان، مع ذلك يجب التأكيد ان مادة الهيلودين الموجودة في لعاب العلق تحول دون تخثر الدم، وهي من المميزات المهمة في لعاب هذه الديدان وهي مفيدة جدا. اذ بعد ان يمتلئ جوف الدودة بدم الانسان وتنفصل عنه فان نزيف الدم يستمر من مكان لسعات الدودة على الجسم ، وفلسفة هذا الامر هو ان اللعاب الذي دخل الى الدم وقام بمهمته في تنظيف العروق يجب ان يخرج ثانية محملا بالرسوبات ، وان النزيف يستمر بين 7 الى 8 ساعات ، وبعد ذلك فان الجسم وبصورة اتوماتيكية يقوم بتخثير الدم في محل اللسعات ويتوقف النزيف. وان التلوث الذي نحتمل حصوله بعد سقوط الدودة من جسم المريض ، هو الذي يحصل خلال الساعات الـ 12 أو الـ 20 الاولى بسبب قيام اللعاب بشل قدرة الدم على التخثر ، بناء على ذلك فان تعرض مكان اللسعات للتعفن والفطريات امر ممكن ، لذلك من الضروري على المريض ان يحرص على عدم حصول تلوث في مكان اللسعات. ونحن عادة نقوم بوضع خلطة من الاعشاب الطبية على الجروح للحيلولة دون تلوثها وللمساعدة على شفائها باسرع وقت ممكن . والتهاب الجروح امر نادر لان الاعشاب التي نستخدمها في عملية التضميد تعمل كمضادات حيوية فعالة ، لكن احيانا تحصل حكة وورم في مكان استخدام الديدان ، ولمعالجة هذه الظاهرة ننصح مرضانا بغلي الخل في قدر وتعريض مكان الجروح لبخار الخل.• وما هو هدفك من انشاء مجمع طبي في شمال ايران؟- في هذه المنطقة (زيبا كنار) تكثر الاعشاب الطبية والطبيعة النقية ومستنقعات صيد ديدان العلق، ونحن لأجل متابعة العلاج التقليدي لمرضانا المصابين بامراض السرطان ، كسرطان الدم والعظام والدماغ، الى جانب الاشخاص المبتلين بمرض الـ (ام اس) اخترنا هذه المنطقة لخصائصها الفريدة. كما يأتي استحداث هذا المجمع العلاجي - السياحي استجابة لرغبة مرضانا من الدول العربية الذين يتطلعون الى تلقي العلاج في المناطق الشمالية السياحية ذات الطبيعة الخلابة . • وكم هي نسبة النجاح التي حققتموها في معالجة مرضى السرطان؟- يمكن القول بيقين تام ان 90 في المئة من امراض السرطان اصبح علاجها متيسرا عن طريق الاستخدام الصحيح لديدان العلق، وقد قضينا على حالات سرطانية بشكل تام من خلال الافادة من هذه الديدان ولدينا وثائق وادلة وملفات لهؤلاء المرضى، وقد قمنا بعقد لقاءات بين بعض المرضى الجدد والمرضى الذين تماثلوا للشفاء بهدف منح المرضى الجدد الامل بالحياة ومدهم بالروح المعنوية لمقاومة المرض. ولابد من الاشارة الى اننا سنقوم في هذا المجمع الطبي بانشاء حوض خاص لتربية ديدان العلق ، واجراء المزيد من الدراسات والابحاث عليها وعلى الاعشاب الطبية بهدف التوصل الى المزيد من الانجازات وان نرى هل بالامكان تربية ديدان مخصصة لمعالجة مرض بعينه. وبكل تأكيد ان ما ابتكرناه من طرق في استخدام العلق لمعالجة مرضانا الذين يترددون على عيادتنا في مدينة اصفهان ، اوصلنا الى قناعة تامة بان في امكان ايران ان تتبوأ المركز الاول في المعالجة بديدان العلق في العالم، وذلك لان اساليب العلاج بالعلق من قبل الطب التقليدي الايراني هي اساليب انحصارية ولانظير لها في بقية بلدان العالم . وتبقى المسؤولية الاكبر في العلاج ملقاة على عاتق المريض نفسه فاذا التزم بدقة بتوصياتنا نال الشفاء الحتمي ، ونحن ندعو مرضانا دائما الى الصبر والتحمل لان العلاج التقليدي يأخذ وقتا طويلا وفيه من الالتزامات التي ربما يجدها المريض صعبة نوعا ما ، لكنه لو نفذها كاملة فان العلاج سيعطي نتائج ايجابية حاسمة.
نبذة عن ديدان «العلق»
تعد ديدان العلق، والتي تسمى باللغة الفارسية «زالو» احد العناصر الرئيسة التي يتشكل منها الطب الايراني القديم، فهذه الديدان التي تقوم بعض البلدان الكبرى كروسيا وبريطانيا بتصديرها الى العديد من دول العالم ، تمتلك قدرة خارقة على معالجة العديد من الامراض التي اما عجز الطب الحديث عن معالجتها او ان علاجها بالعقاقير الكيميائية يترك اعراضا جانبية لدى المرضى.ورغم وجود العديد من المستنقعات الغنية بهذه الديدان في شمال ايران، وتنامي اقبال المواطنين على استخدامها كعلاج بديل في الاونة الاخيرة، بعد ان تم ادراك آثارها الايجابية على صحة المرضى وقابليتها على معالجة الامراض الخطيرة او المستعصية، فانه لم يبادر اي مستثمر الى الانخراط في تخصيص رأسمال مناسب لتوليد هذه الديدان وضخها الى السوق المحلية او تصديرها الى الخارج ، رغم مالها من مردودات مالية كبيرة . وعلى سبيل المثال ان قيمة كل دودة علق تقوم مؤسسات بريطانية مختصة بشحنها الى زبائنها في دول بمنطقة الشرق الاوسط تبلغ نحو 2 جنيه استرليني. وتبلغ صادرات روسيا سنويا من ديدان العلق نحو ملياري دولار اميركي.وينشط عدد من الافراد في شمال ايران ، وبالتحديد في اقليمي مازندران وجيلان، في مهنة اصطياد ديدان العلق ، وتراوح قيمة الدودة الواحدة بين 200 الى 500 تومان (نحو 21 - 53 سنت) ، في حين تتراوح الاجور التي يتقاضاها الاطباء التقليديون عن كل دودة يستخدمونها في معالجة مرضاهم بين 2 الى 5 دولارات .
ديدان العلق تعالج حب الشباب
محمد موسوي مع الزميل أحمد أمين
لعلاج آلام المفاصل
دودة العلق