| اعداد عماد المرزوقي |
يرجح انهم في تزايد وأعدادهم اكثر مما هو متوقع ويعيشون طبيعيا لكن معرضون اكثر فاكثر من غيرهم الى البدانة والأمراض. انهم جيل «القياصرة» الذين بدؤوا يتكاثرون بل يعتقد انهم يزحفون حتى يشكلوا قريبا نصف المواليد العرب حسب تقرير لموقع «طبيبي».
وفيما أكدت مواقع طبية عالمية في اوروبا واميركا على سبيل المثال ان نسبة المواليد قيصريا اي من خلال اجراء عمليات ولادة قيصرية ارتفعت في السنوات الأخيرة لتتجاوز نسبة 20 في المئة وفي بعض الدول أكثر من 50 في المئة، فان الدول العربية لم تكن معزولة عن انتشار هذه الظاهرة اي الولادة المتعسرة. لكن خيار الولادة القيصرية في بعض الدول خصوصا الخليجية كالكويت يأتي لتفضيلها في بعض الحالات لخوف الام من الولادة الطبيعية او لتفضيل انجاب الطفل في شهر أو تاريخ معين لينسجم مع البرج المفضل للمرأة التي تريده لمولودها.
وتشير الدراسات إلى ان نحو «ربع مواليد هذا العصر يخرجون إلى هذا العالم عن طريق جدار الرحم بعملية قيصرية، وأن العملية سهلة، بنسبة تعقيدات بسيطة للأم وللمولود الجديد».
في هذا الإطار يقول رئيس قسم امراض النساء والتوليد في مستشفى الولادة الدكتور وليد الجسار ان «العمليات القيصرية في ازدياد في الكويت حالها كجال بقية دول العالم»، مضيفا «نعم لدينا ازدياد مطرد في العمليات القيصرية مقارنة بفترات سابقة حيث كانت لا تتعدى 20 الى 25 في المئة، اما الآن فهي تزداد بشكل تصاعدي والأسباب متعددة. نحن نسعى دائما لتقليص احتمال الرجوع الى العمليات القيصرية خصوصا لدى الحمل الأول للنساء فهذا الحمل هو الذي يحدد مسار الولادات المقبلة، لأنها اذا ولدت بشكل طبيعي فإن قدرتها على الولادة الطبيعية في مرات مقبلة تكون قوية».
اسباب اللجوء الى العمليات القيصرية في الكويت تعود حسب الجسار الى «مرض في الأم او في الجنين. الأسباب المتعارف عليها المتعلقة بالأم تشير الى من تعاني مشاكل ضعف في القلب او مشاكل في تسمم الحمل او ارتفاع الضغط او عدم استجابة الرحم للتوسع وفي هذه الحالة نحتاج الى التدخل جراحيا، اما من ناحية الطفل فاذا تبين من خلال مراقبتنا له انه مريض او تعرض لنزيف اي انه فقد كميات كبيرة من الدم فهذا ايضا دافع لتدخلنا لعمل عمليات جراحية».
ويشير الجسار إلى انه «في بعض الأوقات تطلب الأمهات أن تلدن في يوم معين، وهذا شائع كثيرا في الكويت مثل الولادة في تاريخ 1/1»، مبينا انه «اذا طلبت الأم هذا الطلب لا يمكن أن تلبيه المستشفيات الحكومية التي تمتنع عن ذلك في حال لم تتوافر الأسباب الدافعة للقيام بعملية قيصرية، وتلجأ النسوة اللاتي ترغبن بوضع مولود في تاريخ معين الى القطاع الخاص والبعض يلبي هذه الرغبة للأم».
ويوضح رئيس قسم امراض النساء والتوليد ان «التدخل جراحيا من دون اسباب طبية للولادة عبر طلق صناعي للمولود دون وجود سبب طبي يحتم اللجوء للعملية القيصرية سيزيد نسبة احتمال الولادات المقبلة للمرأة بنسبة الضعف بأن تكون ولادة قيصرية وليست طبيعية»، مبينا في الوقت نفسه ان «الولادة القيصرية ليست عيبا وهي عملية لحماية الأم والجنين، والخطأ عملها لطلبات مثل اختيار موعد الانجاب قبل الولادة الطبيعية».
لكن الجسار يشير أيضا إلى ان «الولادات القيصرية ترتبط بزيادة امراض العصر مثل السمنة التي تنتشر في الكويت بشكل كبير، فالمرأة السمينة فرصتها للولادة الطبيعية اضعف بكثير من المرأة غير السمينة، وبالتالي تكون عرضة أكثر للولادة القيصرية».
ويقول ان «موضوع الولادة تحت الطلب قيصريا يطرح نقاشا كبيرا في العالم، حيث يعود الطلب لأسباب غير طبية كاختيار تواريخ ميلاد الانجاب او لعدم تحمل المرأة آلام المخاض وهو امر طبيعي في دول الغرب. فالعمليات القيصرية لا تطرح مشكلة بشكل كبير في الغرب لأن الأمهات عادة ما تكتفين بطفل واحد على عكس الأمهات العربيات اللواتي تنجبن معدل ثلاثة وما فوق».
وأكد الجسار أنه «لا يوجد في الطب امر يحدد عدد ولادات المرأة قيصريا او طبيعيا» لافتا ايضا الى ان «العملية القيصرية تزيد مشاكل المرأة».
 

تأثير الولادة القيصرية على الجنين

كشف الجسار أن «الولادة الطبيعية هي الولادة السليمة وهي الأنسب للجنين، ونسبة مرض الجنين تكون اقل، لأن خلال مروره في قناة الولادة تختفي السوائل المتجمعة داخل الرئة كلها من خلال عملية ضغط طبيعي وخلال الولادة القيصرية لا يوجد أي ضغط على الصدر ولا يحصل ضغط القفص الصدري بشكل يجعل السوائل تختفي من الرئة».
ولذلك يضيف الجسار ان «نسبة حساسية الأطفال امام الأمراض تكون اكبر لدى المواليد القياصرة وتكون قليلة بالنسبة للمواليد الطبيعيين ولم تؤكد اي دراسة اي تداعيات للولادة القيصرية على الانسان على المدى الطويل. وليست هناك اي دلائل على وجود فرق بين مواليد قياصرة وطبيعيين على المدى الطويل».


حالة الجنين تقرر أحيانا

تتحكم حالة الجنين الصحية في قرار عملية الولادة، ففي بعض الأحيان تكون الولادة القيصرية من أفضل الحلول للحفاظ على حياة الجنين، كما يحدث في حالات الولادة المفاجئة والتي تبدأ علاماتها قبل الوقت المحدد لها، مع العلم أنه في بعض الحالات تمثل الولادة الطبيعية خطرا على حياة الجنين، ولتجنب وضعه في الحضانة يتخذ الطبيب قرار إجراء العملية القيصرية خصوصا في حالة عدم توافر حضانات ذات جودة عالية.


الولادات القيصرية تزيد مشاكل التنفس

يؤكد خبراء الصحة على مستوى العالم بضرورة تشجيع السيدات الحوامل على عدم إجراء جراحات الولادة القيصرية ما لم تكن ضرورية، لما لها من أخطار مستقبلية على صحة الجنين.
وحسب موقع «طبيبي» أوصى الخبراء ببعض الوسائل البسيطة التي تهدئ من روع الأم التي تلد، مثل اصطحاب إحدى السيدات من الأقارب أو ما شابه أثناء الولادة من أجل مساعدة الأم التي تلد نفسياً، كما يمكن أن يؤدي إعطاء السيدات اللاتي يلدن مشروبات غنية بالطاقة إلى فائدة كبرى من شأنها أن تؤدي إلى تحمل السيدات لعملية الولادة الطبيعية.
وأكد الخبراء أن عدد الولادات القيصرية التي تجرى لأسباب طبية يمكن أن ينخفض إذا ما غيرت عيادات الولادة أسلوب عملها، واقترح هؤلاء الخبراء اجراء عدد من الفحوص الطبية والاحتياطات الأخرى التي من شأنها أن تحول دون الاضطرار إلى إجراء الولادات القيصرية.
ومن بين المشاكل الشائعة التي تؤدي إلى ضرورة إجراء الجراحات القيصرية، هي أن يكون الجنين في وضع مقلوب، وهو ما يؤدي إلى خطورة الولادة الطبيعية. ولكن الإرشادات تقول إن بعض الأجنة يمكن تغيير أوضاعهم داخل أرحام أمهاتهم، وبذلك يكونون في وضع يسمح في ولادتهم بشكل طبيعي.
ونصح الخبراء بضرورة إخبار السيدات أنه على الرغم من إمكانية تفاديهم لآلام الولادة الطبيعية وتعقيداتها، مثل مشاكل المثانة أو انهيار الرحم، فإن الولادات القيصرية ترتفع فيها نسبة إصابة الأطفال بمشاكل في التنفس.