المهتمون بالتاريخ العربي والاسلامي الحديث يعرفون من هو الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس! واللذان اتفقا على تقسيم العراق وسورية بمباركة الروس!! بعد وصول الشيوعيين سدة الحكم عام 1917...! وبعدما اجهزوا جميعا على ما تبقى من روح الرجل العثماني المريض...وبتعاون جمعية الاتحاد والترقي وبجهل وغباء عربي قد يكون له ما يبرره آنذاك!
حصلت فرنسا على الجناح الغربي من (سورية ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق.
وحصلت بريطانيا على طرف بلاد الشام الجنوبي وامتدت بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سورية كما منحت بريطانيا ميناءي حيفا وعكا...! ووضعت فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا.
ولأن التاريخ يعيد نفسه!
ولأن الأطماع واحدة لم تتغير!
وقد مضى قرن من الزمان على تلك الاتفاقيات الحاضرة في أذهان الشعوب الحية فإن خيوط سايكس بيكو ترسم حبالها وتعود من جديد!
والتاريخ ينطق كم كان جهل العرب بخيانة وغدر الانكليز الذين كانوا يعدونهم وطنا يجمع شتاتهم مقابل قتالهم معهم ضد الاتراك...!
لست هنا بصدد الحديث عن العثمانيين وظلمهم او تبرير الوقوف ضدهم ابان حكم السلطان عبد الحميد ولكن استذكر الاجتماع والائتلاف التاريخي بين الفرنسيين والانكليز على تحطيم العراق وبلاد الشام والاجهاز على ثروات الامة واستعمارها تحت مسميات خداعة تارة باسم الوصاية وتارة اخرى باسم الانتداب والحماية...!
هل عادت اليوم مؤامرة سايكس - بيكو؟
لقد تجبر الغول الاميركي وطغى في الارض... لم يدع بلدا اسلاميا ولا عربيا الا وعاث فيه نهبا وتنكيلا!
ولعل كذبة تفجيرات بوسطن تثبت ان المؤامرة لم تنته بعد!
بوسطن الوديعة والمحبوبة عند المسلمين لانتشار الاسلام الوسطي بين اهلها وساكنيها نجدها اليوم فزعة مندهشة بسبب ما زعموا ان رجلا شيشانيا تربطه علاقات مع القاعدة هو من قام بالتفجيرات...!
يذكر عصام مدير وهو من مدرسة الداعية الاسلامي الكبير والخبير بشأن الاسلام في اميركا ان هذه المؤامرة هي ارهاصات تدخل كبير في سورية والشيشان!
فهل هذا السيناريو الجديد جاء بعد اتفاق خطير - ليس بين سايكس الانكليزي وبيكو الفرنسي هذه المرة - بل بين الروس والاميركان؟
اذا كان هذا صحيحا فإنه اتفاق يسمح للروس بالتوغل في الارض الشيشانية مقابل صمتهم عن تدخل الاميركان في بلاد الشام...!
ما هو محزن حقا أن اعلامنا العربي لا يستحي وهو يلوك ما تبثه وكالات الاعلام الاميركية وهو يمارس دور المردد وعدم المُمحيص والمحقق والباحث عن الحقيقة؛ ليروج بغثيان رواية واشنطن بل ويصادق عليها وليضع مصير مسلمي القوقاز وسورية على كف عفريت.
لقد ضاعت العراق بالأمس القريب ونحن نشاهد تحطيمها تحت حجة وجود الاسلحة الكيماوية واليورانيوم المخصب والذي صرح الانكليز والاميركان انفسهم واعتذروا انهم كانوا مخطئين!
ودمرت افغانستان وطورد اهلها تحت حجة الارهاب والبحث وراء تنظيمات ارهابية..!
ولذلك هل يجانب الصواب الاستاذ عصام مدير حين يقول (وكنت وما زلت على قناعة ان اميركا تفتعل هذه الحروب في افغانستان والعراق وغيرها لأجل محاصرة اكتساح دعوة الاسلام لها ولاوروبا وبوسطن تؤكد ذلك)؟!
وهل نعده مبالغا حين يندهش مع عقلاء الاميركان من الافراط في استعراض القوة والجيش والشرطة لمطاردة غلام واحد بينما لا تشل اي مدينة اميركية بسبب عصابات المافيا..!
يتحسر الاستاذ عصام اليوم ومن بوسطن، حيث اكبر صروح للاسلام وحيث تنتشر دعوته سلميا اكثر من اي مدينة وحيث لنا ابطال وعمالقة يشرفوننا يتم استهداف الاسلام كله هناك.
ويؤكد أن مسلمي بوسطن يتم ترويعهم وتهديدهم والتعرض لهم في الشوارع وكتابة عبارات مسيئة على مساجدهم والتحريض عليهم وعلى كل مسلمي اميركا. هذا هو الهدف.
فهل يعي الاعلام العربي حجم الكارثة وحجم المخططات التي تحيكها ايادي الاستعمار؟ وهل يدرك الشباب العربي والانظمة العربية ان سورية ارض المعارك الكبرى لن تهدأ ابدا ما دامت تحت مجهر المؤامرات..؟!
اللهم احفظ الشام واهل الشام
وانصرهم على اعدائهم بجنود من عندك
إنك على كل شيء قدير.

د. مبارك الذروه
@ Dr_maltherwa