سألني دكتور شريف- طبيب الأنف والأذن والحنجرة- وهو يفحصني بعد أن تعرف عليَّ أن أكتب رأيي في الرئيس د. محمد مرسي، ووعدت بذلك وها أنا ذا أوفي بوعدي.
الدكتور محمد مرسي أول رئيس جمهورية منتخب لمصر دون تزوير ممثلاً لأكبر حزب سياسي فيها، تسلم الحكم وسط فوضى عارمة وانهيار لمقومات الدولة، ومع ذلك طالبوه- وفي زمن قياسي- بإزالة فساد مستشر منذ عقود، وإقامة تنمية اقتصادية وميزانية الدولة مفلسة وتوفير المطالب الحياتية لـ90 مليون مواطن مصري والمساعدات الخارجية متوقفة، وفشل في تحقيق ذلك كله، وكان من الطبيعي أن يفشل، خاصة أنهم لم يعطوه الفرصة الكافية لتحقيق مطالبهم.
الأمر نفسه حصل مع سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء السابق، فقد عينوا له القياديين واختاروا للمناصب القيادية رجالاً حسب المحاصصة لا الكفاءة، وحمَّلوه أخطاء من اختاروا ولم يختر، وتدخلوا في القرارات المصيرية لمصلحتهم، وعندما بان خطأ هذا التدخل اتهموه بالتقصير والضعف، وقالوا عنه ما لم يقل مالك في الخمر، وهيجوا الشارع ضده، وطالبوا برحيله فآثر الابتعاد قبل الفوضى والخراب، وتقلد منصباً آخر يخدم فيه وطنه وأميره بهدوء.
أما الرئيس الدكتور محمد مرسي فتشبث بالكرسي، وضحى بكل مؤسسات الدولة، بداية بالأمن ثم قيادة الجيش فرجال القضاء، مستعيناً بقوة حزبه في الشارع، ما أدى إلى سرعة مهولة في تداعي أركان أم الدنيا وكنانة الإسلام، ففقد ثقة شعب اختاره واحترام الدول الكبرى الداعمة لاقتصاده، لأنه لم يوف بتطبيق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، فتوقفت المساعدات الخارجية، ورُفضت طلبات القروض المصرية، ولعل فشل زيارته الأخيرة لروسيا طلباً للمساعدة وبرودة استقبالهم له دليل على ذلك، ما أشعر الشعب المصري خاصة، والشعوب العربية كافة بالغضب لإهانة أكبر دولة عربية من قِبَل روسيا.
مصر اليوم معرضة للفتن الطائفية والتقسيم إلى دويلات صغيرة وانهيار اقتصادي وانتشار للبطالة وحتى فقدان الحكم للشرعية، والبداية احتمال وقوف الرئيس د. مرسي في القفص متهماً، بعد أن صدر حكم بحبس رئيس وزرائه واستقالة وزير العدل قبل الإقالة، فهل يقتدي مرسي بناصر، أم يتمسك بالقشة حتى خراب مالطة؟
مبارك مزيد المعوشرجي
الدكتور محمد مرسي أول رئيس جمهورية منتخب لمصر دون تزوير ممثلاً لأكبر حزب سياسي فيها، تسلم الحكم وسط فوضى عارمة وانهيار لمقومات الدولة، ومع ذلك طالبوه- وفي زمن قياسي- بإزالة فساد مستشر منذ عقود، وإقامة تنمية اقتصادية وميزانية الدولة مفلسة وتوفير المطالب الحياتية لـ90 مليون مواطن مصري والمساعدات الخارجية متوقفة، وفشل في تحقيق ذلك كله، وكان من الطبيعي أن يفشل، خاصة أنهم لم يعطوه الفرصة الكافية لتحقيق مطالبهم.
الأمر نفسه حصل مع سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء السابق، فقد عينوا له القياديين واختاروا للمناصب القيادية رجالاً حسب المحاصصة لا الكفاءة، وحمَّلوه أخطاء من اختاروا ولم يختر، وتدخلوا في القرارات المصيرية لمصلحتهم، وعندما بان خطأ هذا التدخل اتهموه بالتقصير والضعف، وقالوا عنه ما لم يقل مالك في الخمر، وهيجوا الشارع ضده، وطالبوا برحيله فآثر الابتعاد قبل الفوضى والخراب، وتقلد منصباً آخر يخدم فيه وطنه وأميره بهدوء.
أما الرئيس الدكتور محمد مرسي فتشبث بالكرسي، وضحى بكل مؤسسات الدولة، بداية بالأمن ثم قيادة الجيش فرجال القضاء، مستعيناً بقوة حزبه في الشارع، ما أدى إلى سرعة مهولة في تداعي أركان أم الدنيا وكنانة الإسلام، ففقد ثقة شعب اختاره واحترام الدول الكبرى الداعمة لاقتصاده، لأنه لم يوف بتطبيق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، فتوقفت المساعدات الخارجية، ورُفضت طلبات القروض المصرية، ولعل فشل زيارته الأخيرة لروسيا طلباً للمساعدة وبرودة استقبالهم له دليل على ذلك، ما أشعر الشعب المصري خاصة، والشعوب العربية كافة بالغضب لإهانة أكبر دولة عربية من قِبَل روسيا.
مصر اليوم معرضة للفتن الطائفية والتقسيم إلى دويلات صغيرة وانهيار اقتصادي وانتشار للبطالة وحتى فقدان الحكم للشرعية، والبداية احتمال وقوف الرئيس د. مرسي في القفص متهماً، بعد أن صدر حكم بحبس رئيس وزرائه واستقالة وزير العدل قبل الإقالة، فهل يقتدي مرسي بناصر، أم يتمسك بالقشة حتى خراب مالطة؟
مبارك مزيد المعوشرجي