اعتذارك يا عليّ

قبل أيام، بلغ النقاش عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي حداً ساخناً دفع بأحد المغردين الى شتم كاتب هذه السطور.
شخصياً لا أتخذ من «تويتر» منبراً بل أجده فسحة حرية اقول فيها أي شيء بأدب وأحاول قدر المستطاع مداعبة المتابعين بتغريدات سلسلة تعكس عصبية معينة الى فريق بعينه ضد فريق بعينه، بعيداً عن اي حقد دفين.
حتى قبل ان أبدأ مشواري في «تويتر»، كنت على يقين بأن ثمة من قد يخرج عن آداب الحوار، لذا حصّنت نفسي من هذا الجانب، وأحمده على منحي الصبر إزاء ما يقال وما قد يقال في حقي.
عليّ (أتحفظ على ذكر الاسم كاملاً) مغرّد فقد أعصابه ازاء استفزازاتي غير الشخصية. لم اشتم لا عليّاً ولا غير عليّ. لم ولن أشتم أحداً، فهذا ليس من شيمي ولم يدخل يوماً في إطار تربيتي. ذكرت شيئاً عن فريق برشلونة الاسباني أو ربما عن الارجنتيني ليونيل ميسي، فانهال علي الأخ عليّ ببعض العبارات التي لا اتذكرها.
ما كان أمامي سوى الاستعانة بخدمة الـ»بلوك» في «تويتر» لان الكلام كان قاسياً وخشيت منه على المغردين الآخرين وأغلبهم من الشباب.
مضت ايام قبل ان يتواصل معي أحد الزملاء عبر «تويتر» ايضاً قائلاً بأن علياً نفسه يود الحصول على رقمي كي يعتذر عمّا بدر منه تجاهي.
في تلك اللحظة، لم أتذكر عليّاً، لكني سارعت الى مدّ الزميل برقم هاتفي كي يصار الى نقله.
صبيحة يوم امس، جاءني الاتصال الموعود: «أخ سهيل، انا اعتذر منك. لا اصدق كيف قلت تلك الكلمات. انت عزيز وغالي. دعاني بعض الاصدقاء كي انسى الموضوع لكني لم اتمكن من تجاوز الخطأ. انا آسف، حقاً آسف».
أجبت: «أحسدك يا أخ عليّ على جرأتك وشجاعتك. الاعتذار يحتاج الى رجال وانت أثبت بأنك زين الرجال. أنت أفضل من كثيرين. انا لم اشتم ميسي او برشلونة. كما ان ميسي وبرشلونة ليسا اقرباء احد في عالمنا العربي، وبالتالي لا داعي للخلاف».
خرق عليّ، الذي بدا انه رب اسرة، حديثي مراراً للاعتذار، فكنت ازداد خجلاً منه، الى ان قال: «خلّ يولّي برشلونة وميسي. انت راضي؟».
فقلت ضاحكاً: «لا لا لا حبيبي، ميسي افضل لاعب في العالم وبرشلونة افضل فريق. لا تزعل».
وقبل توجهي الى مقر العمل، بعثت له برسالة قصيرة عبر الهاتف كتبت فيها: «عليّ حبيبي، اتصالك وسام على صدري. ارسل لي عنوانك على تويتر»، ردّ: «على راسي يا سهيل» وزودني بعنوانه.
وددت تخصيص مقال اليوم للحديث عن عليّ لأنه يستحق كل الخير. لقد أزلت عن كاهلي الـ»بلوك» الذي فرضته عليه، وعدت وكتبت له في رسالة قصيرة: «اتشرف بمعرفتك وحصل خير. ميسي ليس اسطورة مطلقة. برشلونة فريق عادي. بايرن وبس».
رد بابتسامة بدت عريضة: «ههههههههه».
هذه المرة لم يزعل عليّ، لم يفقد اعصابه. لقد ابتسم لأنه فهم مقاصدي مما اكتب.
اتمنى الا تفارق الابتسامة وجهك يا عليّ، يا صديقي، يا أخي، يا من أعطاني درساً في شجاعة الاعتذار.
• بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت:
www.alraimedia.com
سهيل الحويك
sousports@