| د. تركي العازمي |
في معرض حديثه عن مشروع «التحدي»، قال رئيس المشروع علي العنزي ان «ديوان الخدمة المدنية وثقافة الشباب من أبرز مشكلات التوظيف في القطاع الخاص» ( الراي عدد الأحد 31 مارس 2013). أتمنى من الأخ علي العنزي ومسؤولي الحكومة أن يفهموا عبارة «يا شباب... توجهكم للقطاع الخاص يفجر ما بداخلكم من طاقات مكنونة تنتظر من يجتذبها»... فالوضع مختلف جملة وتفصيلا! رسالة الدكتوراه طبقتها على القطاع الخاص، وقابلت قياديي أكبر الشركات العاملة في الكويت ونتيجتها كانت خلاف ما يتوقع الأخ العنزي ( وخبرتي في العمل بالقطاع الخاص تجاوزت 20 عاما)... ولكل المعنيين بالأمر أطرح بعض التساؤلات:
- نعم القطاع الخاص يفجر الطاقات المكنونة وقد ينتهي العمل بالنسبة لمن لا «واسطة» أو نفوذ لديه في الطلب منه تقديم استقالته ليبحث عن عمل: فهل تمت مقابلة من تقدموا باستقالتهم من الشركات؟
- راجع أحد الشباب ( خبرة 15 عاما في إحدى أكبر الشركات الخاصة ) ديوان الخدمة المدنية بحثا عن وظيفة وكان رد الديوان «ستعمل بأول المربوط وخدمتك لا تحتسب: فهل يعقل أن خبرة العمل بالقطاع الخاص لا يعتد فيها؟
- في القطاع الخاص يعمل الشاب لحين ظهور الشيب وعندما يصل إلى درجة معينة لا يحصل على الترقية لأنها «محسومة لأحبة أصحاب القرار» مهما كان مستوى الكفاءة والتحصيل العلمي وفي غالب الأحيان يؤتى بشخص آخر من خارج القطاع: فهل عاينتم الأسباب؟
- قضية المسرحين... ماذا تعني لنا؟
أحد الرؤساء التنفيذيين كان يقول بالحرف الواحد « مشكلة القطاع الخاص تكمن في تدخل الملاك... وكثرة توسطهم لأقاربهم والدليل على ذلك تغير الإدارة مع تغير الملكية!
وانني كنت مستغربا من تعيين مدير تنفيذي لم يحصل على خبرة كمدير عادي، وفي إحدى المناسبات علمت بان أحد أقربائه تربطه علاقة صداقة بصاحب القرار... وأذكر ايضا أن معظم المديرين ممن تم تعيينهم في مناصب قيادية وهم دون المستوى أجدهم يبحثون عن تابعين لهم من منفذي استراتيجية «كل شيء تمام يا فندم»!
يا أخي علي العنزي المسألة لا تحتاج إلى توعية لدفع الشباب للعمل بالقطاع الخاص... إنها مسألة أمن وظيفي، واليوم أكتب حول هذا الموضوع وأنا على علم بأن إحدى الشركات ستقوم بـ«تفنيش» بعض الكوادر الكويتية المخلصة!
أعتقد أن طبيعة العمل في القطاع الخاص يجب أن تتغير مفاهيمها من ممارسة «العزبة الخاصة» إلى الممارسة الاحترافية، فمن غير المعقول أن نترك الشاب البسيط أمام تحدٍ سيخسره لا محالة، وانني أتحدى كائنا من كان أن يثبت عكس ما أقوله.. بمعنى موظف في القطاع الخاص يمكن أن يترقى إلى حد مدير عادي لكن عليه ألا يطمح لمنصب أكبر ما لم يكن «من ثوبهم» أو تربطه بهم علاقة نسب، من « ربع الديوانية/الشاليه أو...»، أو له صلة بواسطة «دسمة»... وغير هذا الكلام يبقى تحدٍ لـ «التسريح» من القطاع الخاص... والله المستعان!
 
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com