| كتب باسم عبدالرحمن |
أشبه برقعة الشطرنج، ومساحتها لا تتجاوز 2 كيلو متر مربع أو أقل قليلا وتضم حتى الآن نحو 11 وزارة وهيئة حكومية وشبه حكومية و3 أفرع لبنوك محلية، ليس هذا فحسب فهناك 4 جهات أخرى قيد الانشاء بينها مستشفى جابر الأحمد وليس لها سوى مدخلين ومخرجين على طريق الدائري السادس.
هكذا تبدو المعطيات على مربع منطقة الوزارات في جنوب السرة، حيث الزحام المستقبلي المقبل على الطريق، والذي سيحول المنطقة إلى بؤرة ازدحام مروري لا مثيل له في الكويت.
وتشير الحركة الثقيلة في شوارع هذا المربع بإمكانية حدوث أزمة مرورية خانقة فيه بعد سنوات قليلة بعد الانتهاء عمليا من انجاز المشاريع «الضخمة» قيد الانشاء وفتح الباب أمام العمل الرسمي واستقبال موظفيها ومراجعيها.
وتشير منطقة الوزارات في ضاحية الشهداء الى غياب التخطيط الميداني بحسب المراقبين لانها تفتح الباب امام فوضى مرورية أخرى في منطقة جنوب السرة التي بدأت تعاني الان من تزاحم السيارات المتجهة ناحيتها.
وباعتبار ان هذه المشاريع الخدماتية القائمة حاليا في منطقة جنوب السرة كانت تهدف الى التخفيف من الضغط على الدوائر الحكومية في قلب العاصمة الا ان الرؤية المستقبلية وقتذاك غاب عنها على مايبدو الزحف السكاني الواسع في هذه المنطقة وماتشكله ايضا الخطوط السريعة المزدحمة التي تحدها من كل صوب وحدب لاسيما الدائري السادس من ضغط يصعب السيطرة عليه مستقبلا.
وفي جولة ميدانية رصدتها «الراي» بدا ان الدائري السادس سيطوق مربع الوزارات الجديد بما يضعها في حالة من الاختناق المروري في ظل التمدد السكاني الذي تشهده جنوب السرة من جهة وانكباب الموظفين والمراجعين في الفترة الصباحية على هذه الوزارات بما يؤكد حقيقة انها مقبلة على وضع مروري لايطاق مستقبلا.
وبحسبة عملية تشكل حركة مراجعي الهيئة العامة للمعلومات المدنية اليومية وحدها فقط عبئا ثقيلا قد يؤدي الى احداث شلل مروري في المنطقة التي بدأت تعاني منه الان تدريجيا، فالهيئة يراجعها يوميا آلاف المواطنين والمقيمين، ويبقى فقط اضافة موظفي ومراجعي مجمع وزارة التربية الجديد ومستشفى جابر الاحمد مستقبلا لتتجسد حقيقة ان «هؤلاء جميعاً يحتاجون إلى مدينة او ضاحية مستقلة تكفي لاستقبالهم».
وأيضا على بعد أمتار من مربع الوزارات تقع جهات اخرى مثل الجمعيات التعاونية ومركز أترجة لتحفيظ القرآن الكريم ووقفية السراج المنير والنادي العلمي وإدارة المحاكمات العسكرية والقوات الخاصة وإدارة عمليات دوريات المرور، ومنطقة اختبارات تراخيص المرور ومجمع 360 التجاري بالإضافة الى عدد كبير من الجمعيات واللجان الخيرية.
ويكشف الرصد الميداني في هذا السياق ان ثمة تركيزا على مربع الوزارات في منطقة جنوب السرة الواقع على الدائري السادس، برغم ان هناك بدائل كثيرة لوضع وزارات وهيئات الدولة في مناطق عدة منعا للتكدس والتزاحم المروري المقبل.
فعلى الجهة المقابلة للمربع على الدائري السادس كان يمكن الاستفادة من المكان التي تتواجد فيها معسكرات عسكرية قيل انها ستنقل الى مناطق بديلة.
وميدانيا ايضا تبرز حقيقة انه كان بالامكان تلافي «التكدس» عبر توزيع «المباني الوزارية» في مناطق متفرقة كما هي الحال في منطقة مشرف التي يوجد معرض الكويت الدولي ومبنى تابع للتأمينات الاجتماعية واللجنة العليا للعمل على استكمال احكام الشريعة.
وفيما يزداد التمدد السكاني في موازاة تمدد انشاءات الحكومة تبقى الاسئلة الاكثر الحاحا كيف يمكن استيعاب آلاف الموظفين والمراجعين في هذه المنطقة المزدحمة من دون مراعاة «المستقبل» وما يخبئه من مفاجآت غير سارة بعدما صنع التخطيط ازمة مرورية ستدخل في المشهد العام المزدحم اصلا بلا حلول حاسمة.


المباني الحكومية القائمة في جنوب السرة

تجمع منطقة جنوب السرة وتحديدا في ضاحية الشهداء القائمة حاليا فإنها تشمل: وزارة الاشغال العامة، وعددا من الوزارات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية هي وزارة الكهرباء، الهيئة العامة للمعلومات المدنية، الهيئة العامة للصناعة، المؤسسة العامة للرعاية السكنية، بيت الزكاة، الهيئة الخـــــيرية الاســلامية العالمية، الاتحاد العام للاسكواش، مسجد جابر العلي، مبنى أمن الدولة، شركة الخدمات العامة، بالإضافة لـ 3 فروع لبنوك محلية هي الوطني والأهلي المتحد والكويت الدولي.


... والمباني قيد الإنشاء

توجد في منطقة جنوب السرة أيضا مباني حكومية قيد الانشاء وهي مستشفى جابر الأحمد، وديوان عام وزارة التربية، ومركز تعريب العلوم الصحية، ومبنى الخدمات العامة، كما ان بنك التسليف والادخار قد ينضم مستقبلا إلى مربع «الفوضى المستقبلية».