لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا... مقولة تتكرر مئات المرات في الافلام وعلى صفحات الجرايد وعلى ألسنة المواطنين ما بين المتعلمين والاميين الكل يقولها ويحفظها ويفتخر بها حتى ان بعض المواطنين لا يعلمون قائلها ولكن يرددونها لحبهم وعشقهم لتراب مصر.الزعيم مصطفى كامل هو من اطلق تلك المقولة لتدل على حبه وعشقه وهيامه بدولته مصر وعندما قالها كانت نابعة من عقله وقلبه وايضا لاحساسه ان الاستعمار الاجنبي لن ينال من وطنية المصريين بل سيزيدهم تمسكا بهويتهم العربية وجنسيتهم المصرية.ولكن دعونا نتخيل وجود الزعيم مصطفى كامل بيننا الان وهو يسمع مقولته يرددها الفاسد والنصاب والمرتشي فمن المؤكد سيندم على اطلاقه لتلك المقولة التي لا يستحق ان يقولها الا الشرفاء المخلصون لدولتهم.على الرغم من ان تلك المقولة الشهيرة كانت ومازالت تدرس في مراحل التعليم المختلفة ويجتهد المعلمون بشرحها للتلاميذ لزرع حب مصر في قلوبهم وليصبحوا فيما بعد رجالاً شرفاء يساعدون دولتهم على النماء والازدهار الا انها مرت على كثير من المصريين ولم تؤثر فيهم ولم يفهموا معناها اطلاقا والامثلة كثيرة على ذلك.- فهل رجال الاعمال ونواب القروض الهاربون بالملايين خارج مصر ويفتخرون بحصولهم على جنسيات اخرى سمعوا عن تلك المقولة شيئا؟- هل مرت تلك المقولة على اقباط المهجر وهم يقومون بالتشهير بمصر وشعبها في الدول الاوروبية؟- هل سمع بها تجار السلع الغذائية الفاسدة ومهربو الآثار المصرية للدول الاجنبية شيئا عن تلك المقولة؟- هل احس بها سارقو المال العام والمرتشون في وزارات الدولة الذي نفاجأ بعد خروجهم من وظائفهم بوجود الملايين في حسابات ابنائهم وزوجاتهم؟- هل قرأها من يتلاعبون بالدين ويفتون في الكبيرة والصغيرة وهم غير اهل لذلك لتحقيق رغباتهم وطموحاتهم؟- اما الاطباء تجار الاعضاء البشرية والعمليات المحرمة والادوية المخدرة الذين يستغلون الفقراء ليصبحوا اغنياء فتلك المقولة ليست في قاموس حياتهم.- ما يجب قوله ان الكثير من الطامعين يتخيل مصر كعكة كبيرة ويحاول ان يلتهم منها الكثير وباقصى سرعة حتى يحقق اغراضه الدنيئة ولا يهمه ان يكون مصريا او هنديا ولكن الاهم استغلاله لمصر وشعبها من اجل الثراء السريع او الحصول على منصب سياسي يساعده في اعماله وتجارته وعند شعوره بكشف امره وقرب نهايته يسارع بالهروب خارج مصر تاركا جنسيته المصرية خلفه.ولابد ان يعلم الجميع انه لولا وجود بعض المصريين غير الشرفاء في مناصب قيادية لما استطاع احد سرقة مصر والمصريين والنصب عليهم والهروب خارج مصر.مصر للمصريين ولكن ليس كل من يحمل الجنسية المصرية مصريا فمن احبها وعشق ترابها وشعر بدفئها ولمس حنينها مصريا اما من استغل جنسيته في فعل المصائب التي تضر بمصر وشعبها وتلاعب بضمائر وآمال واحلام وطموحات المصريين لتحقيق مصالح شخصية فلا يستحق ان يكون مصريا.وما نطالب به جميعا الضرب بيد من حديد لكل من يستغل مصر وشعبها ويقوم بالتشهير بها لاننا جميعا نحب مصر ونعشقها.ولو لم نكن مصريين لوددنا ان نكون مصريين!
خارجيات - مصريات
ملامح / ... لوددت أن أكون مصريا!
10:03 ص
| احمد حسن علم الدين |