| د. تركي العازمي |
عندما قرأت خبر الـ 125 ملياراً الخاصة بخطة التنمية الحكومية تذكرت مسلسل درب الزلق الشهير... تذكرت تعابير وجه الممثل القدير سعد الفرج وهو يستقبل حزماً من النقود من أخيه الممثل القدير عبدالحسين عبدالرضا وهو يردد «بسنا فلوس يا حسين»... فما أشبه اليوم بالبارحة!
كان المجتمع الكويتي بسيطاً متحاباً متآخياً وانتهى وضع المسلسل بحريق في المصنع وضاعت «الفلوس»... واليوم يتحدثون عن قضايا كلها فلوس: كفالات مالية يدفعها البعض، قروض لها أكثر من عقدين من الزمن لم تحل، مستشفيات لها عقود ولم تجد من يفكر بعقلية استراتيجية وكأن المجتمع وقف عند تعداد الثمانينات فلا خدمات طبية ولا طرق ولا تعليم ولا سكن ولا كهرباء ولا ماء و«كل شيء بحسابه»!
وحتى طريقة تفكيرنا اختلفت لدرجة أن سياسة «ربط العصاعص» التي تحدثنا عنها في مقال سابق ظلت إفرازاتها بينة لا يمكن حجبها!
من يستطيع فهم أو لنقل «هضم» الخطة المليارية التي تحدثت عنها الحكومة؟... كيف لنا تقبلها في زمن بتنا فيه غير آمنين على أنفسنا ولم يتبق لنا سوى بناء «بركة ماء» مشابهة لتلك التي بدت في مسلسل درب الزلق الشهير تحسبا لانقطاع المياه المتكرر وربط الكيبل الرئيسي بمولد كهرباء لضمان توفير الطاقة التي نتوقع أن تنقطع خلال فترة الصيف... ويقولون «تنمية»!
نحن لا نكذب الحكومة «محشومة الحكومة» لكن واقع الحال تقذفنا وقائعه كل يوم جديد مع مشكلة جديدة، والغريب اننا على الرغم من كثرة «الزلات» القاتلة لم نجد وزيرا تمت إقالته أو مسؤولا أحيل للمحاسبة وإن حصل وتحدثنا عن الفساد الإداري والخلل الذي نلاحظه في إدارة شؤون البلد قيل عنا «مؤزمين»... طيب: شالحل؟
لتترك الحكومة الخطط الإنشائية ولو لمدة شهر من الزمان وتبحث عن مجموعة جديدة من أبناء الوطن بعيدا عن الأسماء المألوفة.. أوجه جديدة تتسم بالحيادية ويطلب منها البحث في ما ينشر من مشاكل يواجهها المواطنون والمقيمون لتعرف عندئذ الحكومة «انها وين والخطة المليارية وين»... الناس «تبي» أمن، مرور سالك، علاج، سكن، وظيفة، منصب «بعد أن تم احتكار المناصب من قبل البعض»، كهرباء، تعليم جيد، مياه وأسعار معقولة... ان الشعب في فمه ماء!
فلو أن الحكومة صرفت كم مليار على تنمية المجتمع لتحسين ثقافته سلوكا وقولا، والعمل على الفصل بين السلطات، وفتح المجال أمام الكفاءات المنسية وبناء الفرد الكويتي أولا قبل أي «خطة» إنشائية لا تحاكي الواقع المرير لأصبح الوضع مختلفا!
قلناها في مناسبات عدة: أولادنا لا يجيدون كتابة اسمهم بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وإذا أراد المريض الحصول على أشعة دقيقة ينتظر 3 اشهر وهو يعاني من الألم، وتنتظر العائلة توفير السكن لقرابة عقدين من الزمان وإذا حصل يجدها على المخططات من دون كهرباء، وإذا أراد الخروج لعمله عليه تحمل الأزمة المرورية وإن واجه حادثا مروريا «فتعال دور على المرور» : الشق عود. والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com
عندما قرأت خبر الـ 125 ملياراً الخاصة بخطة التنمية الحكومية تذكرت مسلسل درب الزلق الشهير... تذكرت تعابير وجه الممثل القدير سعد الفرج وهو يستقبل حزماً من النقود من أخيه الممثل القدير عبدالحسين عبدالرضا وهو يردد «بسنا فلوس يا حسين»... فما أشبه اليوم بالبارحة!
كان المجتمع الكويتي بسيطاً متحاباً متآخياً وانتهى وضع المسلسل بحريق في المصنع وضاعت «الفلوس»... واليوم يتحدثون عن قضايا كلها فلوس: كفالات مالية يدفعها البعض، قروض لها أكثر من عقدين من الزمن لم تحل، مستشفيات لها عقود ولم تجد من يفكر بعقلية استراتيجية وكأن المجتمع وقف عند تعداد الثمانينات فلا خدمات طبية ولا طرق ولا تعليم ولا سكن ولا كهرباء ولا ماء و«كل شيء بحسابه»!
وحتى طريقة تفكيرنا اختلفت لدرجة أن سياسة «ربط العصاعص» التي تحدثنا عنها في مقال سابق ظلت إفرازاتها بينة لا يمكن حجبها!
من يستطيع فهم أو لنقل «هضم» الخطة المليارية التي تحدثت عنها الحكومة؟... كيف لنا تقبلها في زمن بتنا فيه غير آمنين على أنفسنا ولم يتبق لنا سوى بناء «بركة ماء» مشابهة لتلك التي بدت في مسلسل درب الزلق الشهير تحسبا لانقطاع المياه المتكرر وربط الكيبل الرئيسي بمولد كهرباء لضمان توفير الطاقة التي نتوقع أن تنقطع خلال فترة الصيف... ويقولون «تنمية»!
نحن لا نكذب الحكومة «محشومة الحكومة» لكن واقع الحال تقذفنا وقائعه كل يوم جديد مع مشكلة جديدة، والغريب اننا على الرغم من كثرة «الزلات» القاتلة لم نجد وزيرا تمت إقالته أو مسؤولا أحيل للمحاسبة وإن حصل وتحدثنا عن الفساد الإداري والخلل الذي نلاحظه في إدارة شؤون البلد قيل عنا «مؤزمين»... طيب: شالحل؟
لتترك الحكومة الخطط الإنشائية ولو لمدة شهر من الزمان وتبحث عن مجموعة جديدة من أبناء الوطن بعيدا عن الأسماء المألوفة.. أوجه جديدة تتسم بالحيادية ويطلب منها البحث في ما ينشر من مشاكل يواجهها المواطنون والمقيمون لتعرف عندئذ الحكومة «انها وين والخطة المليارية وين»... الناس «تبي» أمن، مرور سالك، علاج، سكن، وظيفة، منصب «بعد أن تم احتكار المناصب من قبل البعض»، كهرباء، تعليم جيد، مياه وأسعار معقولة... ان الشعب في فمه ماء!
فلو أن الحكومة صرفت كم مليار على تنمية المجتمع لتحسين ثقافته سلوكا وقولا، والعمل على الفصل بين السلطات، وفتح المجال أمام الكفاءات المنسية وبناء الفرد الكويتي أولا قبل أي «خطة» إنشائية لا تحاكي الواقع المرير لأصبح الوضع مختلفا!
قلناها في مناسبات عدة: أولادنا لا يجيدون كتابة اسمهم بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وإذا أراد المريض الحصول على أشعة دقيقة ينتظر 3 اشهر وهو يعاني من الألم، وتنتظر العائلة توفير السكن لقرابة عقدين من الزمان وإذا حصل يجدها على المخططات من دون كهرباء، وإذا أراد الخروج لعمله عليه تحمل الأزمة المرورية وإن واجه حادثا مروريا «فتعال دور على المرور» : الشق عود. والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com