| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
العنف مصطلح غير منضبط من الناحية العلمية، وهو من نوع المصطلحات التي يتعامل معها المختصون وفق مسلماتهم وقناعاتهم الفكرية المسبقة، إلا أن بعض الأفراد يتبنى العنف كاختيار منهجي أصلي ويُكون منه ثقافة راسخة عميقة الأركان والمفاهيم.
ما نتحدث عنه اليوم في مقالنا، ليس العنف الأسري أو أي نوع من أنواع العنف المتداولة والمتعارف عليها مجتمعيا ودوليا، كثير من الناس يتخذ العنف منهجا ومسلكا في تعاملاته اليومية مع الآخرين، إلا أنه لا يشعر بأنه يعنفهم ويعتبر سلوكه سوياً وشعوره طبيعياً حتى وإن كان فيه ضرر يقع عليهم، ويؤسفني حقا أن أقول بعض مديري المدارس، يمارسون هذا النوع من العنف بشكل شبه يومي مع المعلمين.
يمتلك بعض المعلمين الرغبة من أجل تطوير أنفسهم، وعندهم الباعث والحماسة الكافية للارتقاء بشخصياتهم، ويتوقون للارتقاء بأنفسهم ومجتمعهم نحو الريادة والتقدم، ويحسّنون من أدواتهم وأساليبهم التعليمية التي يتبعونها داخل وخارج المؤسسة التعليمية ليكونوا قدوة لطلابهم، وخوفا منهم على ضياع وفقدان رسالة التعليم السامية يسعون لاكتساب مهارات التأثير والإقناع التي تعينهم على القيام بعملهم النبيل بحيوية وفاعلية ومهنية عالية.
وما إن يشرع المعلم المتميز والمتألق في تغيير طريقة تفكيره، ومواقفه، ونمط حياته، بما يتوافق مع أساليب ومنهاج التربية في التعامل مع طلابه، متناغما مع تسارع عجلة التطور المعرفي، والثورة المعلوماتية في شتى الميادين، ويوظف المعرفة والتقنية توظيفاً فاعلاً، لينمي مواهبه ومواهب طلابه ويوسع مداركهم، إلا وأتته سهام العنف من كل جانب، على الرغم من أن المدير يرى الآثار الكبيرة والجوهرية على شخصيات الطلاب، إلا أنه يستمر بتعنيف المعلم.
إن وجهنا سؤلا منطقيا لهذا النوع من المديرين، لماذا يمارس العنف ضد المعلم المتأنق والمنضبط والنشط، ويستهدف من الإدارة، ويقع الظلم عليه؟ خصوصا إن كان ذلك المدير لا يلتزم بحضوره اليومي لمقر عمله، ويقوم من هو أدنى منه بالمسؤولية بتحضيره والتوقيع عنه يوميا، إن لم تخشَ الله في نفسك وفي المهمة التي أوكلت إليك، فاتقِ الله في النوادر من المعلمين الذين لديهم القدرة الفائقة على احتواء الطلاب، وتغيير اتجاهاتهم ونظرتهم للحياة، وتحسين قدراتهم على التعلم، وتطوير قدرتهم على التفكير والاستدلال وتحديد المفاهيم، وإدراك أوجه الشبه بين الأفكار المماثلة، وتبصير الطلاب بكيفية الربط بين التجارب والخبرات السابقة والمواقف الراهنة، وتلبية حاجة تطور العقل الإنساني لديهم في جميع المجالات، قبل أن يزودوهم بالمعلومة العلمية المعرفية أو الثقافية.
نوجه رسالة للمدير الممارس للعنف الخفي ضد المعلمين المخلصين المجتهدين، ونقول له اخلع عباءتك القديمة، وتخل عن كثير من طرائقك التقليدية التي لم تعد مجدية في تلقي الأخبار من مساعدك أو مشرف القسم أو أو أو... الذين لا يخافون الله في تحري الصدق ونقل المعلومة كما هي من دون تحريف أو تأويل، كن مؤثرا إيجابيا للمعلمين، إن تأثيرك عليهم هو عملتك الشخصية وهو سر النجاح والانسجام معهم، والحصول منهم على الثقة والالتزام، لتشرق شمس العطاء في نفوسهم، ويصافح الإخلاص نبضات قلوبهم، ويصبحوا دائما عناصر حيوية بأفكارهم وشخصياتهم مع طلابهم، ومعك أيها المدير، يقول الله عز وجل «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط» فاحذر من ظلم أحدهم، وكن قائما بالعدل والمساواة بين المعلمين من دون تمييز وتفضيل أحدهم على الآخر.
twitter: @mona_alwohaib
m.alwohaib@gmail.com
العنف مصطلح غير منضبط من الناحية العلمية، وهو من نوع المصطلحات التي يتعامل معها المختصون وفق مسلماتهم وقناعاتهم الفكرية المسبقة، إلا أن بعض الأفراد يتبنى العنف كاختيار منهجي أصلي ويُكون منه ثقافة راسخة عميقة الأركان والمفاهيم.
ما نتحدث عنه اليوم في مقالنا، ليس العنف الأسري أو أي نوع من أنواع العنف المتداولة والمتعارف عليها مجتمعيا ودوليا، كثير من الناس يتخذ العنف منهجا ومسلكا في تعاملاته اليومية مع الآخرين، إلا أنه لا يشعر بأنه يعنفهم ويعتبر سلوكه سوياً وشعوره طبيعياً حتى وإن كان فيه ضرر يقع عليهم، ويؤسفني حقا أن أقول بعض مديري المدارس، يمارسون هذا النوع من العنف بشكل شبه يومي مع المعلمين.
يمتلك بعض المعلمين الرغبة من أجل تطوير أنفسهم، وعندهم الباعث والحماسة الكافية للارتقاء بشخصياتهم، ويتوقون للارتقاء بأنفسهم ومجتمعهم نحو الريادة والتقدم، ويحسّنون من أدواتهم وأساليبهم التعليمية التي يتبعونها داخل وخارج المؤسسة التعليمية ليكونوا قدوة لطلابهم، وخوفا منهم على ضياع وفقدان رسالة التعليم السامية يسعون لاكتساب مهارات التأثير والإقناع التي تعينهم على القيام بعملهم النبيل بحيوية وفاعلية ومهنية عالية.
وما إن يشرع المعلم المتميز والمتألق في تغيير طريقة تفكيره، ومواقفه، ونمط حياته، بما يتوافق مع أساليب ومنهاج التربية في التعامل مع طلابه، متناغما مع تسارع عجلة التطور المعرفي، والثورة المعلوماتية في شتى الميادين، ويوظف المعرفة والتقنية توظيفاً فاعلاً، لينمي مواهبه ومواهب طلابه ويوسع مداركهم، إلا وأتته سهام العنف من كل جانب، على الرغم من أن المدير يرى الآثار الكبيرة والجوهرية على شخصيات الطلاب، إلا أنه يستمر بتعنيف المعلم.
إن وجهنا سؤلا منطقيا لهذا النوع من المديرين، لماذا يمارس العنف ضد المعلم المتأنق والمنضبط والنشط، ويستهدف من الإدارة، ويقع الظلم عليه؟ خصوصا إن كان ذلك المدير لا يلتزم بحضوره اليومي لمقر عمله، ويقوم من هو أدنى منه بالمسؤولية بتحضيره والتوقيع عنه يوميا، إن لم تخشَ الله في نفسك وفي المهمة التي أوكلت إليك، فاتقِ الله في النوادر من المعلمين الذين لديهم القدرة الفائقة على احتواء الطلاب، وتغيير اتجاهاتهم ونظرتهم للحياة، وتحسين قدراتهم على التعلم، وتطوير قدرتهم على التفكير والاستدلال وتحديد المفاهيم، وإدراك أوجه الشبه بين الأفكار المماثلة، وتبصير الطلاب بكيفية الربط بين التجارب والخبرات السابقة والمواقف الراهنة، وتلبية حاجة تطور العقل الإنساني لديهم في جميع المجالات، قبل أن يزودوهم بالمعلومة العلمية المعرفية أو الثقافية.
نوجه رسالة للمدير الممارس للعنف الخفي ضد المعلمين المخلصين المجتهدين، ونقول له اخلع عباءتك القديمة، وتخل عن كثير من طرائقك التقليدية التي لم تعد مجدية في تلقي الأخبار من مساعدك أو مشرف القسم أو أو أو... الذين لا يخافون الله في تحري الصدق ونقل المعلومة كما هي من دون تحريف أو تأويل، كن مؤثرا إيجابيا للمعلمين، إن تأثيرك عليهم هو عملتك الشخصية وهو سر النجاح والانسجام معهم، والحصول منهم على الثقة والالتزام، لتشرق شمس العطاء في نفوسهم، ويصافح الإخلاص نبضات قلوبهم، ويصبحوا دائما عناصر حيوية بأفكارهم وشخصياتهم مع طلابهم، ومعك أيها المدير، يقول الله عز وجل «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط» فاحذر من ظلم أحدهم، وكن قائما بالعدل والمساواة بين المعلمين من دون تمييز وتفضيل أحدهم على الآخر.
twitter: @mona_alwohaib
m.alwohaib@gmail.com