سيدي... مرحبا بك على ارض الكويت الحبيبة، فبرجوعك بدأت عروق الياسمينة الفلسطينية تدب بها الحياة بعد ان كادت تموت واقفة وحزينة بجانب قصر العز والوفاء الكويت، فنحن فلسطينيو الكويت أحببنا فلسطين كروح وحلم وحبها بالقلب باقٍ ولكن حبنا للكويت هو واقعنا الجميل فيها ترعرعنا وكبرنا بأمان وحصلنا على المناصب وعلمنا أولادنا... خيرها عمَّ علينا لاننساه ووفاؤنا لها باق. ولكي تبقى هذه الياسمينة شامخة عزيزة علينا رعايتها وتغذيتها التغذية السليمة.
سيدي... الياسمينة الفلسطينية كانت تنتظر رجوعك حتى تعيد أنت إحياءها ولكن بشروط سيدي، فأنا لست من فطاحل السياسة ولست ممن يجيد الخوض فيها ولكن لدي وصايا متواضعة اهمسها في اذنك حتى تستطيع الياسمينة الفلسطينية البقاء والعيش بجانب قصر الشموخ الكويتي الأصيل.
أثار سيدي جواب بعض اخواننا الفلسطينيين عندما سألناهم كيف حال السفير الجديد كان الجواب «الحال ستبقى على ما هي عليه ما دامت المجموعة نفسها تحوطه من كل جانب والظاهر ما في فايدة» «وأهل مكة أدرى بشعابها». من هنا أحببت ان أهمس لك، أوصيك بوصايا متواضعة لعلك تستطيع ان تقرأ بين السطور وتنقذ ما يمكن انقاذه.
الوصية الاولى: حذارِ سيدي ان تثق بالاشخاص المحسوبين علينا بأنهم رؤساء الجالية وانهم قادة الجالية فهم نصَّبوا انفسهم بأنفسهم وابتدعوا الالقاب وعاشوا وتعايشوا يلعقون دم الجالية باسمها وهم للاسف لا يستحقونها ولم يكونوا يوما يعملون لصالحها، هم أبدعوا في قلب الحقائق والتلون حسب المواقف، انهم الان يحيطونك كما احاط الذئب ليلى، لبسوا قناع الجدة الحنون وهم يلهثون لعل وعسى ان يجدوا مكانا يحشرون أنفسهم به ويقضون البقية الباقية من حياتهم لعلهم يحققون حلمهم المتهالك وللعق البقية الباقية على حساب مصالح الجالية.
الوصية الثانية: سيدي، ان تعمل على جلب الشباب الناضج الواعي وان تطرد الماء الآسن في عروق الياسمينة وان تبحث بالجذور عن الآفات وتستخرجها لترميها بعيدا تستبدلها بدماء شباب متعلم التعليم الحقيقي الراقي، والمبدعين والذين يخافون الله ناجحين اجتماعيا في حياتهم اذكياء، هدفهم خدمة الوطن فقط وليس الالقاب والمناصب وهم كثر ولكن الزمرة الفاشلة اجتماعيا واخلاقيا ستحاول جاهدة ان توصد امامهم الباب فلا ترى غيرهم فاحذرهم.
الوصية الثالثة: ألا تدع للمحسوبيات والواسطات ان تتدخل في عملك فإن حصل فاعلم ان «الربيع العربي» سيطولنا ايضا.
الوصية الرابعة: احرص على مصلحة الجالية أولا واخيرا، وضع الله بين ناظريك واستفتي قلبك دائما في ما يخص مصلحة الناس وليس مصلحة من لهم المصالح، وان تعمل على عمل مسح جيولوجي للجالية للوقوف على اوضاعها بلا استثناء، ولا تعلي الجدار سيدي، فالجميع يجب ان يكونوا سواسية في امورهم امامك.
الوصية الخامسة: عمل استبيان واستطلاع لرأي العامة وأكرر العامة في ما يخص خدمات السفارة والعمل على تقييم الاوضاع والاشخاص العاملين بها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
هذه بعض الوصايا المهمة المتواضعة في سطورها، ولكنها سيدي خطيرة ان لم تتبع كبداية لمساعدة الياسمينة الفلسطينية على العيش. والله الموفق واتمنى لك كل نجاح ولي لقاء آخر معك بعد سنة لأهمس في أذنك ان كان رأي الجالية قد تغير ام لا.
دمت لنا واهلا وسهلا بك، فلسطينية الهوى كويتية المنشأ.

فاطمة الشاعر