| د. تركي العازمي |
في جريدة «الراي» عدد الخميس الموافق 31 يناير 2013 لفت انتباهي خبر حول تحرك مجموعة «الوفاق» لقيادة مشروع المصالحة الوطنية للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بعد مرسوم تعديل القانون الانتخابي.
لنأخذ الموضوع من الجانب الاستراتيجي ذي الطابع الاجتماعي، فأي استراتيجية يجب أن تبين الكيفية المراد اتباعها للخروج من الأزمة ومنها تنبثق خطة قصيرة المدى محددة الأهداف... وهنا يبقى دور القائمين على تحقيق الأهداف!
الأزمة السياسية سببها معروف (مرسوم الصوت الواحد، متابعة المغردين، اعتقال المشاركين في المسيرات والانتقائية في تطبيق القانون، وخلافه من القضايا التي بعضها رفع السقف والبعض الآخر يعتب على المعارضة لرفعها السقف وغياب التنسيق.. إلخ)، ومجموعة الوفاق لا أظن أنها قادرة على حل الأزمة للأسباب التالية:
- تفتقر المجموعة إلى استراتيجية واضحة المعالم.
- عدم وجود أطراف من المعارضة والحكماء أصحاب القرار (أعني من المقربين للسلطة ولهم تأثير على القرار الحكومي).
- غياب أهداف تعالج الحراك الشبابي وبعض سلوكياته السلبية والقصور في فهم الدوافع التي أوصلت الشباب إلى هذه المرحلة.
- الأبعاد الاجتماعية للأزمة لم تطرح على النحو المطلوب استراتيجيا.
لذلك، فحل الأزمة قد يكون متاحا متى ما وجد بين تلك المجموعة عناصر من أبناء الاسرة ومثلين من عقلاء الحراك الشبابي ورموز المعارضة والسلطة كذلك.
إننا نتابع محاولات من هنا وهناك ولكن معالجة أمر واقع قد حصل يجب أن يبدأ من رصد الأحداث التي سبقت الأزمة وتلخيص الأسباب التي أوجدت الأزمة والوصول إلى أطراف مؤثرة في صناعة القرار من الجانبين كي تتم مراجعة المعلومات المتاحة ومناقشة الحلول المحتملة وفق أهداف محددة وترسم استراتيجية عمل لكل واحدة منها وتترك المتابعة لمن يتسم باسلوب الإقناع ولديه كاريزما «محترمة» لها قبول عند أصحاب القرار ويستطيع أفرادها من تحقيق الأهداف أما العمل من باب الاجتهاد والظهور لأجل الظهور فقط لن يساعد في حل الأزمة!
نحن أكثر الشعوب رسما للخطط، وأقلها في التنفيذ ليس لأننا غير قادرين على التنفيذ لكننا لا نحب التنفيذ بحكم القائمين على تنفيذ الخطط وعلاقتهم بالمتابعين وأصحاب القرار!
لقد سبقنا الشعوب ونحن شعب كان مشهودا له بالعقلانية و«عفا الله عما سلف» أما الآن فأصبحنا مجاميع تفتقد إلى القرار الموحد اجتماعيا وهذه الثقافة تركت لنا مساحة يصارع فيها أطراف مجموعة المجاميع الأخرى!
لم نجد فارسا يشهر «الكرت الأحمر» في وجه كل من يحاول الرجوع بنا إلى عهد الجاهلية والتفرد بالقرار... ولم نتمكن من فهم بعضنا البعض وأضحت القوة والكيل بمكيالين انطباعا سائدا لدى المجاميع التي تقف خلف الحراك السياسي ولأن كل طرف له فكره وأيدلوجيته أصبحنا نتابع الأزمة مكتوفي الأيدي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نقول لمجموعة «الوفاق» والمجاميع الآخرى إننا لن نصل إلى حل يعالج الأزمة من دون تشكيل مجموعة تضم أطياف المجتمع متداركين من خلالها القصور الذي لاحظناه في طريقة المعالجة ولهذا ندعو المولى عز شأنه أن يهبنا البطانة الصالحة التي تعين أصحاب القرار في اتخاذ الصالح للبلاد والعباد.. والله المستعان!

Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com