كان سلطان ينتمي إلى أسرة ميسورة الحال.
ليست بالأسرة الغنية غناء فاحشاً، ولكن من الأسر المرموقة في البلد...
أسرة ذات نفوذ ويُحسب لها حساب...
أسرة عرفت بالتجارة...
لذلك، كان سلطان محباً للتجارة وتاجراً من تجار البلد الذين يشار إليهم...
كان سلطان رجلاً حريصاً على صلاة الجماعة...
كان لا يحب الكذب، ولكن إن أحتاج الكذب فلا مانع لديه من استخدامه، خصوصاً في التجارة!
كان يحب الالتزام بالأخلاق، ولكن لا مانع لديه من العمل من دون أخلاق، خصوصاً في التجارة!
كان يكره الرشوة ولا يطيقها أبداً، ولكن لا مانع لديه من استخدامها، خصوصاً في التجارة!
كان من أشد محاربي الربا بلسانه، أما بأفعاله فهو مراب كبير!
كان يعتقد أن الصفات التي يتحلى بها والأفعال التي يقوم بها هي الصفات والأفعال الصحيحة، ولا مانع لديه من تدريب أولاده عليها لكي يرثوا شركاته وأعماله وأفكاره من بعده ويحملوا رسالته السامية التي يؤمن بها!
لسانه أينما ذهب يتكلم عن أمرين مهمين لديه، هما الأخلاق وحب الوطن...
لذلك، فهو يحتفظ بكل الأشرطة التي تحتوي الأغاني الخاصة بحب الوطن...
فكر يوماً بدخول المعترك السياسي، ليس حبا بالسياسة وخدمة الوطن، وإنما لتسهيل أمر مناقصاته وأمور شركاته...
لم يكتب له النجاح في المرة الأولى بالرغم من الإشاعات التي ذكرت عن أنه قام بشراء الأصوات.
ولكنه رد على هذه الإشاعات بسؤال بسيط، وهو «أين دليلكم؟»...
بالفعل، ليس هناك أي دليل سوى أشرطة مسجلة بالصوت والصورة مع عدد من الشهود الذين يقسمون على أنهم قبضوا منه شخصياً مبالغ نقدية لكي يصوتوا له...
قال سلطان إنه أعطاهم هذه النقود هدايا ومكافأة لأبنائهم لتفوقهم في الدراسة ولأنه يحب الوطن... ويسعى إلى تقدم الوطن.
ولكن اثنين منهم ليس لديهما أبناء!
رد ببساطة: «أعلم ذلك، وهي نقود لأبنائكم، ألا تحتفظ الدولة بأموال للأجيال القادمة؟»... ضحك وهو يقول: «هل ترشي الدولة أبناءها باحتفاظها بأموال للأجيال القادمة؟».
الكل صدّق سلطان... فهم يرغبون في تصديقه!
حاول دخول مجلس الأمة مرة أخرى بالطريقة الأولى نفسها، وزاد عليها مجال الإعلام. فقد قام بشراء محطة فضائية وجريدة يومية، ولكنه فشل أيضاً.
استوعب الدرس وعلم أن المال لوحده لا يدخل المجلس إلا الأثرياء ثراء فاحشاً.
أما الأغنياء بمستواه، فهم بحاجة إلى حزب يدعمهم وإن لم يكن في الدولة أحزاب معلنة...
تصوّر أنه ليس هناك أحزاب معلنة، وإذا سألت أي مواطن كم حزباً في البلد؟ فسيرد عليك أحزاب عدة...
يبدو أنه قدرنا... أن نعشق الكذب ونعيش به...
قدرنا أن نضحك على بعضنا من دون أي حياء...
فهم سلطان اللعبة وانضم إلى حزب المناقصات والمناصفة فهو أقرب إلى تفكيره وقلبه...
كان أساس الشراكة بينه وبين الحزب، ليس الثقة، وإنما المصلحة المشتركة...
هكذا قال له زعيم الحزب بصريح العبارة... لا توجد ثقة بيننا في عملنا هذا، ولكن توجد مصلحة مشتركة هي أساس النجاح...
بصراحة، لا أحد يلوم زعيم الحزب على ما قال... فأي ثقة مع هكذا أشكال؟!
كان زعيم الحزب يعتبر الأعضاء الذين معه جسوراً له للوصول إلى غاياته وليس لديه أي مانع أن يحرق أي جسر منهم، خصوصاً بعد استخدامه لكي لا يستخدمه أحد غيره للعبور...
كانت للحزب مواقف معلنة تحاكي واقع الناس وتظهر أن الحزب هو المنقذ لطبقة الفقراء والمظلومين... وأن الحزب هو طوق النجاة لهذه الطبقة الكادحة...
ولكن أساس الحزب الحقيقي كان التدافع والتقاتل للحصول على المناقصات والفوز بالمناصب الوزارية لأقرباء قادته وخدمهم... أقصد مفاتيحهم الانتخابية....
فحصول هؤلاء الخدم، وإن كانوا الخدم أفضل منهم... يعتبر مكسباً للسادة...
جاءت الانتخابات وسلطان كله أمل بالفوز...
صرف من المال الكثير ليبرز نفسه، واستغل الحزب أموال سلطان أيضاً ليلمع زعيم الحزب وبعض الأعضاء المزدوجين...
من حظ سلطان العاثر أن معادلة النجاح تغيرت وتحالفات زعيم الحزب و حاشيته التي تمت بأموال سلطان وأمثاله من التجار الأغبياء أو العبّط....
سقط سلطان للمرة الثالثة ونجح زعيم الحزب وحاشيته من النواب المتمرسين...
لم يستوعب سلطان المعادلة، ولم يقبل ان يكون جسراً لوصول زعيم الحزب وحاشيته المقربة وقرر الانتقام....
كانت فكرة الانتقام قد تخمرت عند سلطان.
بدأ يفكر: «ما هي نتيجة انتقامه؟ أو ماذا يريد من انتقامه؟».
هل الانتقام من أجل الانتقام أو الانتقام لكي يصل إلى مجلس الأمة...
اقتنع أو أقنع نفسه بأن الانتقام من أجل الانتقام لم ولن يفيد شركاته ومناقصاته... ولكن الانتقام للوصول إلى المجلس أنفع له، وهو الطريق الذي اختاره...
بدأ يسخّر أدواته الإعلامية التي اشتراها لفضح زعيم الحزب وحاشيته.
فقد كانت قناعة سلطان أن فضح الفساد أو لبس رداء محارب الفساد سيوصلاه إلى المجلس...
بدأت أدواته الإعلامية تزيل القناع عن أوجه هذه الزمرة وتعرّي أعمالهم وتكشف للناس فسادهم...
كانت تحركات سلطان سريعة جداً بشكل لم يستوعبها زعيم الحزب، وأرسل إليه المرسال الذي يطلب منه التهدئة وعدم الخوض في النواحي المالية والكف عن فضح فساد المناقصات التي يشارك فيها الحزب...
سلطان لم يستوعب ما قاله المرسال... واستمر بفضح الحزب، فقد أقنع نفسه بأن فضح الحزب سيزيد من فرصه للفوز بعضوية المجلس...
ولكن الذي حصل يصعب شرحه!
فقد وجد سلطان منتحراً في بيته بعد يومين من الزيارة الأخيرة لمرسال زعيم الحزب...
دفن سطان في يوم انتحاره نفسه من دون أي تحريات أو اختبارات...
وقف زعيم الحزب «لأخذ العزاء» مع أهل سلطان...
حاول بعدها أحد الصحافيين التحقيق بأمر انتحار سلطان، ولكن بعد المقال الأول، وُجد هذا الصحافي منتحراً في بيته...
لذلك، سأنهي قصة سلطان الآن، إذ أعتقد انني استوعبت الدرس!
هل استوعبت أنت الدرس، أو تحتاج إلى مدرس خصوصي؟
ليست بالأسرة الغنية غناء فاحشاً، ولكن من الأسر المرموقة في البلد...
أسرة ذات نفوذ ويُحسب لها حساب...
أسرة عرفت بالتجارة...
لذلك، كان سلطان محباً للتجارة وتاجراً من تجار البلد الذين يشار إليهم...
كان سلطان رجلاً حريصاً على صلاة الجماعة...
كان لا يحب الكذب، ولكن إن أحتاج الكذب فلا مانع لديه من استخدامه، خصوصاً في التجارة!
كان يحب الالتزام بالأخلاق، ولكن لا مانع لديه من العمل من دون أخلاق، خصوصاً في التجارة!
كان يكره الرشوة ولا يطيقها أبداً، ولكن لا مانع لديه من استخدامها، خصوصاً في التجارة!
كان من أشد محاربي الربا بلسانه، أما بأفعاله فهو مراب كبير!
كان يعتقد أن الصفات التي يتحلى بها والأفعال التي يقوم بها هي الصفات والأفعال الصحيحة، ولا مانع لديه من تدريب أولاده عليها لكي يرثوا شركاته وأعماله وأفكاره من بعده ويحملوا رسالته السامية التي يؤمن بها!
لسانه أينما ذهب يتكلم عن أمرين مهمين لديه، هما الأخلاق وحب الوطن...
لذلك، فهو يحتفظ بكل الأشرطة التي تحتوي الأغاني الخاصة بحب الوطن...
فكر يوماً بدخول المعترك السياسي، ليس حبا بالسياسة وخدمة الوطن، وإنما لتسهيل أمر مناقصاته وأمور شركاته...
لم يكتب له النجاح في المرة الأولى بالرغم من الإشاعات التي ذكرت عن أنه قام بشراء الأصوات.
ولكنه رد على هذه الإشاعات بسؤال بسيط، وهو «أين دليلكم؟»...
بالفعل، ليس هناك أي دليل سوى أشرطة مسجلة بالصوت والصورة مع عدد من الشهود الذين يقسمون على أنهم قبضوا منه شخصياً مبالغ نقدية لكي يصوتوا له...
قال سلطان إنه أعطاهم هذه النقود هدايا ومكافأة لأبنائهم لتفوقهم في الدراسة ولأنه يحب الوطن... ويسعى إلى تقدم الوطن.
ولكن اثنين منهم ليس لديهما أبناء!
رد ببساطة: «أعلم ذلك، وهي نقود لأبنائكم، ألا تحتفظ الدولة بأموال للأجيال القادمة؟»... ضحك وهو يقول: «هل ترشي الدولة أبناءها باحتفاظها بأموال للأجيال القادمة؟».
الكل صدّق سلطان... فهم يرغبون في تصديقه!
حاول دخول مجلس الأمة مرة أخرى بالطريقة الأولى نفسها، وزاد عليها مجال الإعلام. فقد قام بشراء محطة فضائية وجريدة يومية، ولكنه فشل أيضاً.
استوعب الدرس وعلم أن المال لوحده لا يدخل المجلس إلا الأثرياء ثراء فاحشاً.
أما الأغنياء بمستواه، فهم بحاجة إلى حزب يدعمهم وإن لم يكن في الدولة أحزاب معلنة...
تصوّر أنه ليس هناك أحزاب معلنة، وإذا سألت أي مواطن كم حزباً في البلد؟ فسيرد عليك أحزاب عدة...
يبدو أنه قدرنا... أن نعشق الكذب ونعيش به...
قدرنا أن نضحك على بعضنا من دون أي حياء...
فهم سلطان اللعبة وانضم إلى حزب المناقصات والمناصفة فهو أقرب إلى تفكيره وقلبه...
كان أساس الشراكة بينه وبين الحزب، ليس الثقة، وإنما المصلحة المشتركة...
هكذا قال له زعيم الحزب بصريح العبارة... لا توجد ثقة بيننا في عملنا هذا، ولكن توجد مصلحة مشتركة هي أساس النجاح...
بصراحة، لا أحد يلوم زعيم الحزب على ما قال... فأي ثقة مع هكذا أشكال؟!
كان زعيم الحزب يعتبر الأعضاء الذين معه جسوراً له للوصول إلى غاياته وليس لديه أي مانع أن يحرق أي جسر منهم، خصوصاً بعد استخدامه لكي لا يستخدمه أحد غيره للعبور...
كانت للحزب مواقف معلنة تحاكي واقع الناس وتظهر أن الحزب هو المنقذ لطبقة الفقراء والمظلومين... وأن الحزب هو طوق النجاة لهذه الطبقة الكادحة...
ولكن أساس الحزب الحقيقي كان التدافع والتقاتل للحصول على المناقصات والفوز بالمناصب الوزارية لأقرباء قادته وخدمهم... أقصد مفاتيحهم الانتخابية....
فحصول هؤلاء الخدم، وإن كانوا الخدم أفضل منهم... يعتبر مكسباً للسادة...
جاءت الانتخابات وسلطان كله أمل بالفوز...
صرف من المال الكثير ليبرز نفسه، واستغل الحزب أموال سلطان أيضاً ليلمع زعيم الحزب وبعض الأعضاء المزدوجين...
من حظ سلطان العاثر أن معادلة النجاح تغيرت وتحالفات زعيم الحزب و حاشيته التي تمت بأموال سلطان وأمثاله من التجار الأغبياء أو العبّط....
سقط سلطان للمرة الثالثة ونجح زعيم الحزب وحاشيته من النواب المتمرسين...
لم يستوعب سلطان المعادلة، ولم يقبل ان يكون جسراً لوصول زعيم الحزب وحاشيته المقربة وقرر الانتقام....
كانت فكرة الانتقام قد تخمرت عند سلطان.
بدأ يفكر: «ما هي نتيجة انتقامه؟ أو ماذا يريد من انتقامه؟».
هل الانتقام من أجل الانتقام أو الانتقام لكي يصل إلى مجلس الأمة...
اقتنع أو أقنع نفسه بأن الانتقام من أجل الانتقام لم ولن يفيد شركاته ومناقصاته... ولكن الانتقام للوصول إلى المجلس أنفع له، وهو الطريق الذي اختاره...
بدأ يسخّر أدواته الإعلامية التي اشتراها لفضح زعيم الحزب وحاشيته.
فقد كانت قناعة سلطان أن فضح الفساد أو لبس رداء محارب الفساد سيوصلاه إلى المجلس...
بدأت أدواته الإعلامية تزيل القناع عن أوجه هذه الزمرة وتعرّي أعمالهم وتكشف للناس فسادهم...
كانت تحركات سلطان سريعة جداً بشكل لم يستوعبها زعيم الحزب، وأرسل إليه المرسال الذي يطلب منه التهدئة وعدم الخوض في النواحي المالية والكف عن فضح فساد المناقصات التي يشارك فيها الحزب...
سلطان لم يستوعب ما قاله المرسال... واستمر بفضح الحزب، فقد أقنع نفسه بأن فضح الحزب سيزيد من فرصه للفوز بعضوية المجلس...
ولكن الذي حصل يصعب شرحه!
فقد وجد سلطان منتحراً في بيته بعد يومين من الزيارة الأخيرة لمرسال زعيم الحزب...
دفن سطان في يوم انتحاره نفسه من دون أي تحريات أو اختبارات...
وقف زعيم الحزب «لأخذ العزاء» مع أهل سلطان...
حاول بعدها أحد الصحافيين التحقيق بأمر انتحار سلطان، ولكن بعد المقال الأول، وُجد هذا الصحافي منتحراً في بيته...
لذلك، سأنهي قصة سلطان الآن، إذ أعتقد انني استوعبت الدرس!
هل استوعبت أنت الدرس، أو تحتاج إلى مدرس خصوصي؟