افتتحت شركة الحمراء العقارية التي تتابع عملية تشييد تحفتها المعمارية «بــــرج الحــمــــراء»، رسميا مركز علاقة العملاء الخاص بالمشروع الذي سيقدم الخدمات الخاصة بعمليات التأجير للمشروع اضافة الى خدمات المركز الاعلامي للعملاء والزوار.ونظمت الشركة امس جولة للصحافيين داخل المبنى الذي بدأ يشق طريقه في سماء الكويت بوصفه اول ناطحة سحاب منحوتة في العالم واول ناطحة سحاب ملبسة بالحجر في العالم واكبر برج تجاري في الشرق الاوسط، ليصبح عنوان التفوق للكويت، باعتبار ان ناطحات السحاب هي مشاريع عقارية غير تقليدية تخرج عن المألوف، وتعتبر العناوين الابرز والاشهر في المدن التي تتواجد فيها.
العثمانوقال نائب رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لشركة الحمراء العقارية خالد العثمان في مؤتمر صحافي خصص للإعلان عن إفتتاح المركز رسمياً ان تشييد برج الحمراء يندرج في إطار الجهود التي تبذل للمساهمة في تحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتحويل الكويت إلى مركز إقتصادي وماليو إقليمي.واشار الى ان «مركز علاقة العملاء هو مركز اعلامي وتسويقي لخدمة جميع العملاء والمستأجرين الذين نعتبرهم عائلة هذا المشروع، وسوف نتواصل معهم ونشاركهم بجميع خطواتنا، وسيكون التعاون معهم على مستوى شخصي لحل جميع ما يواجهم من صعوبات وتسهيل انتقالهم الى الحمراء» . واوضح العثمان ان شركة الحمراء تأمل من خلال مشروعها الضخم المشاركة في اعادة الكويت الى موقعها الريادي في المنطقة عبر انجاز هذا المشروع الفريد من نوعه الذي سيعمل على تمييز الكويت ومنحها صفة خاصة عن باقي الدول المجاورة.وقال العثمان ان «الكويت تاريخيا قبل النفط كان لها دور تجاري ومالي رائد في المنطقة، ففي الخمسينات والستينات كان للكويت دور الريادة والقيادة كمركز مالي واقتصادي واجتماعي وثقافي متقدم على جميع دول المنطقة. كانت الكويت منارة للمنطقة بجانب تصدرها في الاقتصاد والمال». وتابع «كان الكويتيون يفتخرون بتقدمهم على غيرهم في المنطقة في مجال المسرح والثقافة والحرية والديموقراطية. والموقع الحالي لمشروع الحمراء يشهد على ذلك حيث يمتد البعد التاريخي لهذا الموقع الى اكثر من خمسين سنة ، لذلك نستطيع ان نقول بأنه المشروع الوحيد في الكويت الذي له بعد تاريخي وحضاري يمتد الى بداية النهضة الحديثة لدولة الكويت في الخمسينات. فالكل على اختلاف مستوياتهم وثقافتهم يعرفون موقع سينما الحمراء والفردوس». وقال العثمان «في تلك الفترة كان للقطاع الخاص دور مهم حيث اسس عدة شركات التي كونت بدورها البنية التحتية للدولة مثل شركة البترول الوطنية وشركة ناقلات النفط وشركة خطوط الجوية الكويتية وبنك الكويت الوطني وشركة السينما الكويتية وشركات وصناعات اخرى، التي ساهمت بدورها في احتلال الكويت مكانة مرموقة في جميع المجالات».واوضح «في الوقت الحاضر، نسعى لكي نرد للكويت قيادتها وريادتها في المنطقة بانجاز مشروع فريد من نوعه ليقوم بتميز الكويت عن باقي دول المنطقة، وليس الهدف من هذا المشروع التسابق على الطول والارتفاع، فلو اردنا الارتفاع لحققناه حيث مسموح لنا ان نرتفع الى اكثر من مئة دور ولكن العملية في كيفية تحقيق التمييز في التصميم والانفراد في الخدمات المقدمة، ولنكن سباقين في مشروع يصعب تكراره على مستوى العالم. وللعلم فان مشرع الحمراء هو اول مشروع يحصل على رخصة بناء ناطحة السحاب في الكويت». واشار الى ان المشروع بدأ منذ الآن وقبل الإنتهاء من أعمال تشييده في تحقيق الإنجازات والأهداف الموضوعة له بعد فوزه بالجائزة الاولى في مسابقة «ميبيم 2008 MIPIM» العالمية العقارية، في منتصف مارس 2008، وهو اكبر معرض متخصص في التطوير العقاري في العالم، مضيفا ان المشروع حصل على الجائزة الأولى عن فئة أفضل تصميم ناطحة سحاب وجائزة أفضل مشروع عقاري في جميع الفئات، وقد منحته الجائزة المجلة البريطانية السنوية «The Architectural Review».وقال العثمان ان شعار «نبني لاجـل الكويت» الذي ترفعه شركة الحمراء لا يقف عند هذا الحد بل هدفه تحقيق الشعار «خير الكويت في الكويت» وذلك عبر استثمار اموال الشركة داخل الكويت وليس خارجها كما هو الواقع هذه الايام وهو ما تؤكده الارقام والاحصائيات التي تشير الى ان من 50 في المئة الى 60 في المئة من الاستثمارات في الدول المجاورة هي استثمارات كويتية.واكد ان هذا المشروع العملاق وتسويقه ليس لمصلحة شخصية، بل لمصلحة الكويت على مستوى العالم قائلا «نبذل هذه الجهود بهدف الوصول بالكويت الى مكانة، اذا ذكر احسن تصميم، يذكر اسم الحمراء، واذا ذكر اسم اجمل ناطحة السحاب يذكر اسم الحمراء. واذا ذكرت الحمراء يتوجب ذكر الكويت، نـريد ان يكـون برج الحمراء واجهة الكويت الجديدة».
السهيلوقال مدير التسويق والتأجير في مشروع الحمراء وممثل شركة الجال للخدمات العقارية حامد السهيل ان «مشروع الحمراء هو الخطوة الاولى في الطريق لتحقيق كويت المستقبل التي يسعى الجميع لان تكون دولة متقدمة وحديثة ذات شأن كبير» مؤكدا ان مشروع الحمراء هو مشروع عالمي بكل المقاييس.واعتبر ان «هذا المشروع يأتي في الوقت الذي تتسابق فيه حاليا دول العالم في طرح المشاريع الرائدة والجريئة، واهمها مشاريع ناطحات السحاب التي تلفت انتباه العالم أجمع، وناطحات السحاب عموما هي مشاريع عقارية غير تقليدية تخرج عن المألوف في هندستها وأسلوب البناء ومستوى الخدمات التي تقدمها. وتعتبر ناطحات السحاب العنوان الابرز والاشهر في المدن التي تتواجد فيها، إضافة الى اهميتها كمعلم اقتصادي او سياحي يساهم في التنمية بشكل ملحوظ».وتابع «يجب أن نتذكر هنا أن الكويت كانت السبّاقة على مستوى الشرق الأوسط في بناء ناطحات السحاب الحديثة متمثلةً بأبراج الكويت في أوائل السبعينات وبرج التحرير في أوائل التسعينات والدور الذي لعباه في تنمية دولة الكويت في مختلف المجالات».واوضح السهيل ان «برج الحمراء» هو اول ناطحة سحاب منحوتة في العالم بارتفاع يصل الى 412 مترا واطول ناطحة سحاب ملبسة بالحجر في العالم، كما سيكون «برج الحمراء» اضخم برج تجاري في الشرق الأوسط بمساحة مكاتب تفوق الـ 100 الف متر مربع.واشار الى ان مشروع الحمراء يضم ثلاثة اجزاء هي «برج الحمراء» الذي يمثل ثورة في مجال هندسة وبناء ناطحات السحاب الحديثة، ويوفر مساحات للمكاتب العصرية الراقية في 77 طابقا، والجزء الثاني هو مركز الحمراء الفاخر للتسوّق الذي سيحتضن اشهر الماركات الراقية في العالم كما يحتوي على مرافق ووسائل ترفيهية ومقاه ومطاعم عالمية وناد ومنتجع صحيّ، إضافة الى 9 صالات للعرض السينمائي، والجزء الثالث هو مبنى مواقف السيارات متعددة الطوابق الذي يشمل تسعة طوابق وسردابين، ويستوعب ما يقارب الألفي سيارة.وسيتضمن البرج، وفق السهيل، عند قمته في صالة «السكاي لاونج» مطعما، سيكون الأعلى والأفخم في الكويت. وفي الصالة أيضاً إنجازات هندسية بارعة تتحقق في الكويت لاول مرة، مثل سقفها الذي يعلو لأكثر من 30 مترا، وإطلالتها الفريدة براً وبحراً، حيث تتضمن عدة مجالس صمم كل منها على هيئة ديوانية، مع توزيع المجالس بشكل يحفظ الخصوصية. وقد جاءت هذه المجالس بتصميماتها البارعة على هيئة شرفات متدرجة متتابعة يتم الدخول إليها عبر ممرات مستقلة.
بو شقراوقال مدير المشروع ممثل شركة «تيرنر انترناشيونال كونستركشن» سامر بوشقرا ان مشروع الحمراء هو من أهم المشاريع العقارية في العالم والاكثر تحديا بسبب هندسته الفريدة من نوعها وارتفاعه الشاهق.واشار الى ان الشركة استعانت بالخبرات السابقة والحالية التي اكتسبتها من الأعمال المنجزة مثل برج دبي (أعلى برج في العالم قيد الإنشاء) وتايبيه 101 (ثاني أعلى برج) لضمان تطبيق افضل معايير الجودة في التصاميم والبناء ومن ثم تحقيق أهداف المشروع.وأضاف بوشقرا ان «تيرنر انترناشيونال» تتولى مهمة ادارة المشروع باستراتيجية شراكة مع كافة اعضاء فريق العمل لتحقيق الرؤية المتكاملة لعملية البناء، بدءا من مرحلة التخطيط والتصميم وصولا الى اعمال التشييد وانتهاء بتشغيل المشروع.واشار الى ان شركة الحمراء وانطلاقا من التحديات التي تفرضها عملية بناء ناطحة سحاب بهذة المعايير، عملت على توظيف احد اهم مكاتب الاستشارات العالمية لتصميم البرج شركة «سكيدمور اوينغز وميريل» واكثر من 30 مستشارا عالميا في مختلف المجالات لضمان الحصول على اعلى المستويات الفنية في كافة المجالات ولتنفيذ هذه التصاميم المتميزة تم تأهيل افضل المقاولين ذوي الخبرة العالية.
هانيواكد نائب المدير الاداري في شركة الاحمدية للمقاولات والتجارة ايلي هاني ان «برج الحمراء» مبنى منحوت لا مثيل له ويعتبر تحديا هندسيا على مستوى التصميم والتنفيذ.واوضح هاني ان «برج الحمراء» يرتفع بطريقة تختلف عن معظم ناطحات السحاب التي في العادة ترتفع عموديا، في حين ترتفع جدران «برج الحمراء» بطريقة مائلة بشكل غير مألوف ولا مثيل له الامر الذي يضفي صعوبة اخرى على عمليات الانشاء، مؤكدا ان واجهة برج الحمراء استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، حيث سيتم تلبيسها بالزجاج الابيض الثلجي الفريد من نوعه.وقال هاني انه تم اختيار التصميم الحالي للبرج من بين سبعة تصاميم مختلفة، ويعتبر التصميم الحالي هو الأكثر صعوبة من بين النماذج التي تم عرضها، والذي استوحى المصمم فكرته من شكل هضبة نحتتها عوامل الطبيعة، مضيفا انه «خلافا لمعظم ناطحات السحاب والتي ترتفع عموديا باستقامة، فان برج الحمراء له جداران من الجهة الجنوبية يمتد كل منهما بانحدار تدريجي عن الهيكل الاساسي للمبنى حتى يصل الى اكثر من 50 مترا في الاتجاه الافقي وعلى ارتفاع 350 مترا». واشار الى ان ابراج المكاتب ذات المستوى الرفيع كبرج الحمراء تتطلب ألا يقل بعد الواجهة عن مركز المبنى بـ 11مترا لتكريس الاحساس بالرفاهية مع توفير المرونة في توزيع المساحات، مما يحتم بالتالي وجود اعمدة المبنى داخل البهو الرئيسي وهو ما سيؤثر سلبا على رحابة وفخامة البهو.ولمواجهة هذا التحدي ولحرص الشركة والمصمم على توسعة قاعة الاستقبال الرئيسية، اوضح هاني، انه «تم دفع الواجهة الى الخارج بسبعة امتار عبر بناء عناصر انشائية متداخلة Lamella عند مدخل البرج الشمالي، حيث تم دمج أعمدة الواجهات التي تمتد بطول 412 مترا بشبكة معقدة من الهياكل المعدنية الثقيلة والعناصر الخرسانية تصل قوتها الى 800 كلغ/سم2 لتعطي شكلاً هندسيا متميزا ومساحة اكثر رحابة لمدخل البرج».واوضح ان التفاف البرج وحركته الدائمة خلال الانجاز تتطلب استخدام نظام «GPS» والحصول على معلومات دقيقة حول سرعة الرياح ودرجة الحرارة التي يتم تحليلها في جهاز كمبيوتر خاص موجود في الموقع لتحديد نقاط البناء.وفي استعراضه بعض المميزات الأساسية للمشروع، قال هاني انه «عند بناء اساسات البرج تم استخدام ركائز بقوة 1200 طن للواحدة وباجمالي 290 ركيزة، وتم تصميم مزيج من الخرسانة المسلحة خصيصا لبرج الحمراء وهذه هي السابقة الأولى التي يتم فيها استخدام خرسانة تفوق قوتها 600 كلغ/سم2، حيث استغرقت عملية دراسة هذا النوع من الخرسانة وقتا طويلا في مختبراتنا لان عناصر مزيج بهذه القوة غير متوافرة محليا، كما نجحنا في موقع العمل بالوصول الى قوة 1000 كلغ/سم2».واشار الى ان «الوزن غير المتساوي للبرج نتيجة شكله غير المتماثل حتّم التأكد من تجاوب الخرسانة مع الحمل العالي وعامل الزمن. لذا وبشكل دوري يتم ارسال عينات من هذه الخرسانة لدراستها في المختبرات الاميركية للتأكد من استيفائها لشروط المصمم، كما تم تركيب صفائح معدنية شديدة الحساسية والدقة وأدوات قياس التمدد في مختلف انحاء البرج لمتابعة تجاوب الهيكل الخرساني خلال عملية التشييد، وترسل النتائج بصورة دورية الى المصمم الانشائي ليتم تحليلها».وتابع هاني «اضافة الى ذلك فان التوزيع غير المتساوي لوزن البرج فرض دورانه بمسافة 35 سم خلال عملية التنفيذ وبعكس اتجاه دورانه الاصلي لكي يستعيد استقامته عند انهاء التشييد حيث تتم معادلة الاوزان للبرج».واشار الى انه يستخدم في بناء البرج 195 الف متر مكعب من الخرسانة و6 الاف طن من الفولاذ و38 الف طن من الفولاذ المدعّم، مؤكدا ان اعمال البناء تتم وفقا للخطط الموضوعة والتقدم السلس في عملية بناء هذا المشروع الاستثنائي هو اكبر مثال للتعاون بين الشركة مالكة المشروع وشركة الاستشارات الهندسية وشركة المقاولات.