ان خسارة منتخبنا الوطني امام منتخب الامارات الشقيقة وعدم التأهل للمباراة النهائية بدورة الخليج، خصوصا اننا حامل اللقب اعطت دافعا كبيرا للشعب لاعادة تقييم المسار الرياضي والاهتمام فيه، وهذا الامر في كل خسارة للمنتخب يتم التطرق له، ولطبيعة الناس في الخسارة انها تلقي اللوم على المسؤولين ومثلما يقال (النصر كثير الآباء والخسارة لا اب لها).
ومع ذلك فإننا نشخص المأزق الرياضي بوضوح في حال الفوز او الخسارة وهذا هو المنطق، ففوزنا في كأس الخليج الماضية وغرب آسيا لا يدل على الازدهار الرياضي في الكويت، ويمكننا تلخيص الازمة الرياضية في نقاط سريعة ومنها:
1- عدم الاهتمام الفعلي من الحكومة تجاه هذا الملف في حسم كثير من الامور وتنفيذ المشاريع وحل المشكلات الواضحة.
2- الصراع الرياضي الشديد على مستوى القيادات الرياضية ما يشكل اجواء مزعجة تجعلنا ننشغل بالصراع بدلاً من الانجاز ومما يترتب عليه عدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب بسبب المحسوبية واللوبيات.
3- عدم الاهتمام بالمنشآت الرياضية من ملاعب وصالات ومرافق، فأغلبها مضى عليها عشرات السنين وعندما نستضيف البطولات واللقاءات الخارجية تظهرنا بشكل بشع امام الضيوف، وغير هذا الامر الارضيات السيئة بملاعب القدم والمدرجات التي لا تشجع الجماهير للحضور والتشجيع.
4- عدم توفير مناخ طيب للاعب من خلال الاحتراف الجزئي السيئ، فلا يوجد دافع قوي له سوى الحب للنادي او الوطنية للاعب المنتخب مع ما يتعرض له من اصابات ونقد لاذع من الجمهور عند الاخفاق وايضاً تعثر في الوظيفة والدراسة عند بعضهم، ومثال ذلك بدر المطوع اللاعب الذي يشرفنا ككويتيين هو مثال قاسٍ بسبب فصله من وظيفته لرفع اسم الكويت عالياً بالاحتراف في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والمشكلة الكبرى ايضاً وجود لاعبين في قمة العطاء والاحتراف من فئة البدون مثل فهد العنزي ومحمد راشد.
5- مجالس ادارات الاندية ونظام الجمعيات العمومية سبب كبير وربما من اكبر الاسباب في التعثر، فباختصار وحتى نضع النقاط على الحروف الفائز من يدفع اكثر بالتسجيل للاعضاء، ونجد اعضاء بالاندية لا يعرف مكان النادي إلا يوم الاقتراع ولا يعرف انجازات مجلس الاداره ومن هو الكفاءة ومن هو السيئ من المرشحين، وايضاً من المشكلات ان تجد ناديا رياضي حكراً لقبيلة او لعوائل معينة او تدخلات طائفية او مناطقية أو محسوبيات سياسية لا علاقة لها بالرياضة اطلاقاً مما يبعد الاشخاص الفنيين وأهل الخبرة.
6- تجاهل توجيهات ونصائح خيرة الرياضيين خاصة ممن يظهر في البرامج الرياضية والمحللين.
7- مأزق الاتحاد (غير الشرعي) وعدم وضوح موقف الحكومة منه في حله او دعمه وغيره مما يدمر ويشتت العمل الرياضي.
8- عدم تفعيل الدوري الرياضي للمدارس والمنافسات الرياضية فيها وتفعيل المرافق الرياضية في المدارس لاستيعاب شباب المناطق للتوجه للرياضة.
لعل ما كتبته لا جديد فيه او معلومات تقال للمرة الاولى، ولكن هذه المشكلات لمن يريد تشخيصها، وبعدما قرأت تصريحاً لاتحاد الكرة انه يتحمل مسؤولية الخسارة الاخيرة نقول اتمنى تقديم الاستقالة لمجلس الادارة وللجهاز الفني والاداري، لأني اعتقد كما يقول علما الادارة (من الصعب ان تريد نتيجة جديدة بالوسائل نفسها).
مباركة
ابارك للحبيب حارس مرمى فريقنا الغالي الزعيم العرباوي خالد الرشيدي على احترافه وتستاهل كل خير، وسنفقدك ولكن الأجمل انك سترفع من اسم الكويت وتكسب تجربة جديدة وايضاً الشكر للسيد فواز الحساوي على دوره الطيب.

محمد عبدالله المطر
@bom6r