| كتب أحمد المطيري |
وابتدا المشوار... الحارس الكويتي خالد الرشيدي فتحت المدن الانكليزية له أبوابها وبالتحديد مدينة نوتنغهام للدخول إليها لخوض الاحتراف الحقيقي مع ناديها نوتنغهام فورست.
نعم هو ليس مانشيستر يونايتد أو سيتي أو تشلسي أو الارسنال أو حتى ويغان وجميعهم من فرق الدوري الممتاز، ولكن فورست الذي يحتل الآن المركز التاسع في دوري الدرجة الاولى ولكنه يبقى صاحب المجد الرفيع والاسم التاريخي فهو الذي حقق اللقب الأوروبي في مطلع الثمانينات.
خالد الرشيدي... حارس من الطراز الفريد جدا، لم يظهر فجأة ولكن كانت له صولاته وجولاته ابتدأت مع ناديه المغمور «التضامن» ولم يحقق معه الحلم الذي ينشده، أو الطريق الذي رسمه لنفسه مع الساحرة المستديرة، فهرب من دون أي مقدمات من الفروانية غير عابئ بالعقوبات التي سيفرضها عليه القانون الرياضي الكويتي، فاستقبلته الكرة السلوفاكية واحتضنه احد الأندية وسجله ضمن صفوفه وشارك معه عدداً من المباريات أبدع وتألق فيها وأخذ مكانه الطبيعي بين زملائه، ولكن عادت المشاكل من جديد بعدما عارضت القوانين المحلية بقاءه.
لم تقتل أحلامه، بل واصل اصراره ورغبته في تحقيق المجد، فاتجه إلى الدوري العماني وان كان بعيدا كل البعد عن أحلامه وطموحه، ولكن في كل الأحوال أفضل بكثير من البقاء تحت رحمة «التضامن»، هذا كان لسان حاله!
قد تكون فرصة ارتدائه الفانيلة العرباوية جزءاً بسيطاً من الحلم، وبالفعل كان الاسم الأبرز الذي قاد فيه الأخضر إلى عدد من البطولات أبرزها كأس ولي العهد حين تصدى ببراعة للركلات الترجيحية لاقدام منافسه التقليدي القادسية في النهائي ليهدي اللقب الغالي للجماهير العرباوية التي حملته على الأكتاف.
لم يكن ذلك هو الحلم الحقيقي « لخالد» الذي لم يجد له مكانا أساسيا ضمن منتخب الكويت في البطولات وكان آخرها «خليجي 21» التي جرت منافساتها في العاصمة البحرينية «المنامة»... قد يكون قاتلاً في النفس ذلك التجاهل لموهبة الرشيدي الذي بقي أيضا في حالة الانتظار للفرصة الذهبية التي طالما حلم بها.
... ورن الهاتف
أمام كل تلك الآلام والجروح والاحباطات التي مر بها رن هاتفه النقال وإذا برقم غير كويتي وليس بخليجي وليس له علاقة بالدول العربية، بدايته 44 قادم من بلاد الضباب وعاصمة كرة القدم العالمية... كان صوت فواز الحساوي رئيس نادي القادسية السابق ومالك نادي نوتنغهام فورست يقول له «أهلا بك معنا في نوتنغهام فورست»، وكأن هذا الاتصال جاء بلسما لخالد الرشيدي بعد إهماله وعدم اختياره للمشاركة في «خليجي 21» ضمن صفوف «الأزرق».
جاءت الفرصة وبرغبة من الجهاز الفني للنادي الانكليزي الذي يبعد ساعتين ونصف الساعة عن العاصمة «لندن»، الذي انتظر موافقة الحكومة البريطانية على استخراج إذن الاقامة للعمل والاحتراف بالدوري الانكليزي.
حب الخشوم
احتراف الحارس خالد الرشيدي قد يتصوره البعض مجاملة لطيفة من قبل الجهاز الفني لفورست لرئيس النادي الكويتي فواز الحساوي، قد يحدث ذلك في كل دوريات العالم إلا بالدوري الانكليزي الذي كان ولايزال وسيظل يطبق فيه نظرية البقاء فيه للأفضل كونه الأغلى في العالم.
احتراف الرشيدي جاء ردا على كل المشككين بقدرات الحساوي وصدقه في محاولة ضم لاعبين كويتيين للدوري الانكليزي وصفعة قوية للذين اتهموه بأنه يحب الخشوم لاقناع المسؤولين الانكليز وانه تلاعب بمشاعر اللاعبين الكويتيين واثر على أدائهم، وقد أكد الحساوي نفسه في هذا الاطار انه يسعى لضم لاعبين كويتيين آخرين لناديه.
تجربة «خالد» السابقة ضمن صفوف نادي نوتنغهام بالصيف الماضي أقنعت الجهاز الفني بقدراته ومستواه الفني، ولكن نظرا لبعض القوانين الصارمة للدوري الانكليزي تأخر تعاقده، ولكن تحركات فواز الحساوي في الفترة الماضية سهلت الكثير من الأمور حتى أجبرت اللوائح الانكليزية على الموافقة على استقبال الرشيدي كلاعب محترف بشكل رسمي.
الثاني خليجياً
خالد الرشيدي هو اللاعب الأول في تاريخ الكويت الذي يطرق باب الاحتراف بالدوري الانكليزي والثاني على المستوى الخليجي بعد الحارس الدولي العُماني علي الحبسي الذي يلعب ضمن صفوف نادي ويغان، قد تكون هناك بعض التجارب السابقة لعدد من اللاعبين الخليجيين مثل بشار عبدالله وياسر القحطاني وسامي الجابر ولم يكتب فيها النجاح، وبالتالي فإن «الرشيدي والحبسي» ممثلان رسميان للكرة الخليجية بالدوري الأغلى والأشهر في العالم.
التشابه مع «كان»
الألماني اوليفر كان الحارس الأشهر بتاريخ الساحرة المستديرة دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد اختياره أفضل لاعب بمونديال العالم 2002 (كوريا واليابان) وهو حارس مرمى، وهي سابقة لم تحدث وقد لا تحدث مرة أخرى، ظل حبيس دكة الاحتياط لسنوات عدة للحارس الأساسي للمنتخب الألماني «كوبكه»، حتى وصل به الأمر في المعسكرات التدريبية بالفنادق أن يقوم بتقطيع بعض الأشياء الخاصة بالمرتبة مثل الوسادة أو الغطاء بأسنانه نظرا لما يشعر به من مرارة نتيجة الجلوس كثيرا على دكة الاحتياط وانتظار فرصة الظهور.
قد تكون الحالة متشابهة بعض الشيء بين الرشيدي واوليفركان وهي الانتظار، وقد حانت الفرصة الذهبية لـ «خالد» أن يخرج كل ما في جعبته من قدرات ومهارات وإصرار على البروز لاسيما وان كانت وسط أحضان تاريخ... «نوتنغهام فورست».


الحساوي: الدور على القادسية
 
في اتصال هاتفي مع برنامج «الجماهير» على تلفزيون «الراي» قال رئيس نادي نوتنغهام فورست الانكليزي فواز الحساوي بأن انضمام الحارس الدولي خالد الرشيدي رسميا للنادي جاءت بناء على تعليمات من الجهاز الفني خصوصا مدرب حراس المرمى الذي أعجب بقدرات الرشيدي كون الفريق يحتاج الى حارس مرمى مميز وبعد الانتهاء من اوراق عمله طلبناه رسميا من ناديه العربي الذي لم يقصر معنا وبالتحديد جمال الكاظمي الذي قال لنا هذه هدية من نادينا وحقيقة ليس بغريب عليهم.
اما موضوع اللاعبين بدر المطوع وحسين فاضل فنطمح بضمهما ومازال الباب مفتوحا بانتظار الانتهاء من اوراقهما المتبقية و يبقى القـــرار الاول والاخير على نــاديــهما القادسية.