| د. تركي العازمي |
كانت مسيرة كرامة وطن السادسة شهدت بعد الانتهاء أحداثاً مؤسفة على الدائري السادس... والشاهد ان السادسة انتهت بسلميتها ليختم البعض ليلة المسيرة في اعتداءات على رجال الأمن وكانت ردود الفعل جاءت متبرئة منها ورد فعل الدكتور وليد الطبطبائي كالعادة متميزا حيث قال «ربما صغار أو مندسون»!
وفي المقال السابق تحدثنا عن فضل «اجتناب سوء الظن» وكان حرياً بالأخ الفاضل د. الطبطبائي رفض الأحداث من دون طرح رأيه على هيئة ظن، وعندما يجنح الأطراف إلى السلم فواجب القبول به وعدم التصعيد سواء كان الفاعل صغيرا في السن أم مندسا!
أنا أعتب على الكبار... فالصغار في العادة يحركهم الحماس والـــــ « Action» بحكم طبيعة تركيبتهم النفسية في فئة عمرية تحتاج إلى عناية من الكبار!
صغار يتشاجرون ويستخدمون «العصي» وفي الآونة الأخيرة «السكاكين» دون رادع من الكبار من أولياء أمور ومسؤولي أمن وعلماء النفس والاجتماع حينما تركوا هذه الظواهر في تزايد دون معالجة!
الآن أصبح الكبير يخشى أن «يخز» صغيرا مراهقا قد يستوقفه ويحدث ما لا تحمد عقباه وطبعا «الكبار» لا لياقة لديهم إن تجمع حولهم الصغار... نحن نبحث عن الأمن الاجتماعي أولا من خلال توفير دوريات تجوب المناطق ورجال أمن بملابس مدنية في المجمعات وحول المدارس والأسواق والمستشفيات، فالصغار أصبحوا مصدر قلق للعوائل والكبار!
أما «الظن» في أن أحداث «السادس» وراءها مندسون، فهذا أمر إن ثبت فإنه يعني ان الأمر قد بلغ حالة من التوتر والتصعيد لا أساس لها ولا يجب أن تكون خصوصا أن المسيرة انتهت بسلميتها ولا ينبغي أن يحصل ما حصل!
ولأننا في واقع الحال بشر وحالة النضج لم تكتمل لدى البعض حتى وإن بلغوا سن الرشد لأن الرشد يكتسبه الفرد من واقع المحيط الذي ترعرع فيه بدءا من العائلة ودور تربية الآباء وانتهاء بما يكتسبه بعد دخوله المعترك السياسي والاجتماعي مرورا بأحداث المرحلة الدراسية التي نرى معظمها مؤسفا للغاية فلا الطلبة كسبوا التعليم الصحيح ولا التربية السليمة للنشء!
وعليه، فإن الحالة الأمنية وتحديدا ما تشهده مجاميع «المراهقين» من انفلات معنوي وبدني ترى فيه «المهاوش بالأيادي والأرجل» و«العصي» و«السكاكين» بحاجة إلى تشكيل فرق عمل تتدارس الأسباب والتداعيات التي أوصلت الشباب من صغار السن إلى هذه الحالة من فرض لغة العنف البدني الذي أوقع الضرر في كثير من الأبرياء... الغريب انك لو «خزيت» مراهقاً فعليك أن تتحمل ردة الفعل و «تعال دور» على رجل الأمن!
لتكن المسيرات سلمية وليتواجد رجال الأمن بكثافة من دون «تحرش» منهم كي نتجنب الظواهر السلبية التي تبرأ منها الجميع... والله المستعان!
 

Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com