| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
حين ننظر إلى كتاباتنا، ونستمع إلى أحاديثنا اليومية نجد غالبيتها تتحدث عن التطوير والتحديث، والتخطيط للمستقبل، والاكتشاف والتقدم نحو الأمام، نحاول جاهدين أن نعوض عن الخسائر التي يسببها الجمود واليأس اللذان خيّما على الأمة الكويتية بعد توقف عجلة التنمية لسنوات عجاف.
وبعد أن قطعت الكويت أشواطا في دروب الازدهار لسنوات عدة، جاءت الآن لتتراجع وتتقدم للوراء، لعدة عوامل وأسباب، منها سوء إدارة البلاد، وتفشي ثقافة الرشوة، التي أصبحت هي المحرك الأساسي لكل فاسد، برأيي إن فقد التوازن بتناسي بعض الأصول والأساسيات التي ترتكز عليها الحياة، ولنقص وعينا بأنفسنا ومبادئنا والتوازنات التي علينا أن نرعاها في منظومة حياتنا، هي من أهم العوامل التي جعلتنا نتراجع إلى الخلف ونتقدم إلى الوراء بخطوات الانحدار والانحطاط.
من منا لا يعرف أن لكل قاعدة شواذ، حين نكتب أو نتحاور في مجالسنا عن قضية ما سواء كانت تربوية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو... أو... فنحن لا نتحدث أو نناقش في كتاباتنا الشواذ، نعني بعض الأسوياء والأصحاء من الأفراد الذين كانوا هم سبب الفساد، ونلاحظ بقوة انكماش دوائر الشعور بالمسؤولية الأخلاقية عن سلامة المجتمع والأمة، كل يدعي وصله بليلى ويتذرع بالحرية، ليمارس الممارسات اللاأخلاقية مع نفسه ومع غيره، من دون مراعاة لحريات الآخرين، حتى وإن تعدى على حقوقهم، وتجاوز الخطوط الحمراء التي تفصل ما بين حريته وحريتهم.
هناك حاجات ضرورية كل إنسان يسعى لإشباعها، حتى يعيش باتزان واستقرار، كلنا بحاجة للتقدير من الطفل إلى الشيخ الكبير، والانتماء من الحاجات الضرورية التي تكتمل حياة الإنسان بها، والحرية هي مطلب أساسي ورئيسي لكل فرد يعيش فوق الأرض، والترويح من الحاجات الثابتة شرعاً وعرفاً لدى المسلمين، إن حاولنا إشباع هذه الحاجات حتى وإن شابها بعض النقص يمكن سده ببعض كماليات الحياة التي أصبحت أخيرا من الضروريات.
لطالما أشبعنا الحاجات، وأجبرنا الخلل والنقص بالكماليات، ما الذي يدفع الإنسان لارتكاب الأخطاء؟ وما الشيء الذي ينأى به ليتجاوز المثل والقواعد والأخلاقيات؟ لماذا أصبحت مجالسنا مشحونة بالخلافات والاختلافات والتنظير والنقد المحبط الهدّام، وارتفاع حدة الجدال بسبب توافه الأمور؟ لماذا خطفت منا يقظة العقول، نحو مصيرنا لكل فعل مشين نمارسه ضد الآخرين؟ اعتقد ما ينقصنا هو الرقابة الذاتية، وتليها المراقبة والمتابعة والتوجيه من المربين والمرشدين والموجهين والمعلمين، كل منا اشتغل بهموم ومباهج الدنيا، ونسي مسؤولياته تجاه من هم تحت سلطته، وتجاهل واجباته المفروضة عليه، والتي يجب أن يؤديها بزمانها ومكانها تجاه مجتمعه ووطنه، وتكابرنا وتجاسرنا على تأصيل وتعميق مفهوم أن مصلحة الفرد هي عين مصلحة المجتمع.
إن الفرد المطلوب لعيش هذا الزمان هو فرد غير عادي في صلاحه وإقباله على تأدية ما عليه من واجبات، ومطالبة جادة لحقوق من ثوابت وقواعد الدين الحنيف فرط فيها وتجاهلها، ومن أراد أن يتفوق وينجح في الحياة، ويصبح من الأذكياء والمتخصصين والقادة، فعليه أن يسد حاجة المجتمع لأفراد أتقياء أنقياء ذوي قلوب حية وأرواح مشرقة، لا تقبل بالخطأ، وإن أخطأت وزلت صوّبت، ولا ترضى التمادي بالأخطاء، وتتوخى الحيطة والحذر بألا تصحح الخطأ بخطأ أفدح منه.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
حين ننظر إلى كتاباتنا، ونستمع إلى أحاديثنا اليومية نجد غالبيتها تتحدث عن التطوير والتحديث، والتخطيط للمستقبل، والاكتشاف والتقدم نحو الأمام، نحاول جاهدين أن نعوض عن الخسائر التي يسببها الجمود واليأس اللذان خيّما على الأمة الكويتية بعد توقف عجلة التنمية لسنوات عجاف.
وبعد أن قطعت الكويت أشواطا في دروب الازدهار لسنوات عدة، جاءت الآن لتتراجع وتتقدم للوراء، لعدة عوامل وأسباب، منها سوء إدارة البلاد، وتفشي ثقافة الرشوة، التي أصبحت هي المحرك الأساسي لكل فاسد، برأيي إن فقد التوازن بتناسي بعض الأصول والأساسيات التي ترتكز عليها الحياة، ولنقص وعينا بأنفسنا ومبادئنا والتوازنات التي علينا أن نرعاها في منظومة حياتنا، هي من أهم العوامل التي جعلتنا نتراجع إلى الخلف ونتقدم إلى الوراء بخطوات الانحدار والانحطاط.
من منا لا يعرف أن لكل قاعدة شواذ، حين نكتب أو نتحاور في مجالسنا عن قضية ما سواء كانت تربوية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو... أو... فنحن لا نتحدث أو نناقش في كتاباتنا الشواذ، نعني بعض الأسوياء والأصحاء من الأفراد الذين كانوا هم سبب الفساد، ونلاحظ بقوة انكماش دوائر الشعور بالمسؤولية الأخلاقية عن سلامة المجتمع والأمة، كل يدعي وصله بليلى ويتذرع بالحرية، ليمارس الممارسات اللاأخلاقية مع نفسه ومع غيره، من دون مراعاة لحريات الآخرين، حتى وإن تعدى على حقوقهم، وتجاوز الخطوط الحمراء التي تفصل ما بين حريته وحريتهم.
هناك حاجات ضرورية كل إنسان يسعى لإشباعها، حتى يعيش باتزان واستقرار، كلنا بحاجة للتقدير من الطفل إلى الشيخ الكبير، والانتماء من الحاجات الضرورية التي تكتمل حياة الإنسان بها، والحرية هي مطلب أساسي ورئيسي لكل فرد يعيش فوق الأرض، والترويح من الحاجات الثابتة شرعاً وعرفاً لدى المسلمين، إن حاولنا إشباع هذه الحاجات حتى وإن شابها بعض النقص يمكن سده ببعض كماليات الحياة التي أصبحت أخيرا من الضروريات.
لطالما أشبعنا الحاجات، وأجبرنا الخلل والنقص بالكماليات، ما الذي يدفع الإنسان لارتكاب الأخطاء؟ وما الشيء الذي ينأى به ليتجاوز المثل والقواعد والأخلاقيات؟ لماذا أصبحت مجالسنا مشحونة بالخلافات والاختلافات والتنظير والنقد المحبط الهدّام، وارتفاع حدة الجدال بسبب توافه الأمور؟ لماذا خطفت منا يقظة العقول، نحو مصيرنا لكل فعل مشين نمارسه ضد الآخرين؟ اعتقد ما ينقصنا هو الرقابة الذاتية، وتليها المراقبة والمتابعة والتوجيه من المربين والمرشدين والموجهين والمعلمين، كل منا اشتغل بهموم ومباهج الدنيا، ونسي مسؤولياته تجاه من هم تحت سلطته، وتجاهل واجباته المفروضة عليه، والتي يجب أن يؤديها بزمانها ومكانها تجاه مجتمعه ووطنه، وتكابرنا وتجاسرنا على تأصيل وتعميق مفهوم أن مصلحة الفرد هي عين مصلحة المجتمع.
إن الفرد المطلوب لعيش هذا الزمان هو فرد غير عادي في صلاحه وإقباله على تأدية ما عليه من واجبات، ومطالبة جادة لحقوق من ثوابت وقواعد الدين الحنيف فرط فيها وتجاهلها، ومن أراد أن يتفوق وينجح في الحياة، ويصبح من الأذكياء والمتخصصين والقادة، فعليه أن يسد حاجة المجتمع لأفراد أتقياء أنقياء ذوي قلوب حية وأرواح مشرقة، لا تقبل بالخطأ، وإن أخطأت وزلت صوّبت، ولا ترضى التمادي بالأخطاء، وتتوخى الحيطة والحذر بألا تصحح الخطأ بخطأ أفدح منه.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib