| إعداد: سعود الديحاني |
نلتقي اليوم الاستاذ احمد النجم ليحدثنا عن مسيرة والده التعليمية حيث كان من الرعيل الاول الذين ساهموا في نشر التعليم من خلال مدرسته التي اسسها ثم تدريسه في مدرسة** المرقاب بعد ذلك نتطرق معه الى حياته العلمية والعملية فيذكر لنا تخرجه في معهد المعلمين والمدارس التي درس بها أحاديث شيقة وممتعة نقضيها مع الاستاذ احمد النجم فلنترك له ذلك:
والدي هو الاستاذ جاسم نجم عبدالله النجم الملقب بالملا جاسم حين وفاته كان عمره فوق الثمانين وهو من مواليد 1918 وتلقى العلم والمعرفة في المدارس الاهلية المتوافرة القريبة من بيته الذي كان من فريج العلوة وممن اذكر من الذين درس عندهم والدي الملا مرشد وهو استاذ درّس الاجيال السابقة وكانت له مدرسة معروفة مشهورة كذلك درس عند الملا الشيخ عبدالعزيز حمادة وزامله في التدريس في مدرسة الملا حمادة والدراسة في المدارس الاهلية كانت متعلقة في القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم مع حفظه وحسن قراءته والكتابة اي الخط كان له عناية خاصة عند المتعلمين في الماضي وحين تمكن الوالد من العلوم المتوافرة من تلك الايام وخصوصاً الشرعية منها تولى الامامة والخطابة في كثير من مساجد الكويت واصبحت المساجد هي حياته وانا فتحت عيوني على الدنيا والوالد إمام وخطيب في مسجد الشملان المعروف بمسجد عبدالله المبارك منذ ان كان مبنياً من طين وبواري وكندل ومناقير ثم تم بناؤه على طراز حديث والمؤذن حين امامه الوالد لهذا المسجد كان ابراهيم الدويسان وهو كان جارنا الطوفة في الطوفة وحين تولى الوالد التدريس في مدرسة المرقاب حين دعت المعارف أئمة المساجد واصحاب المدارس الاهلية للالتحاق في مدارسها ظل الوالد اماماً في مسجد الشملان دوام فترة الصبح في المدرسة مع المحافظة على الامامة في المسجد جميع الصلوات ومواد الوالد التي درسها في مدرسة المرقاب كانت اللغة العربية والتربية الاسلامية.
التطور
الوالد كان دائماً ملازماً للكتب وقراءة القرآن الكريم والاطلاع. وكانت عنده مكتبة وكتب كثيرة، اذكر كنت اشاهده وهو يراجع ويحضر للخطبة خطبة الجمعة كان الوالد يثقف بنفسه في المواد الشرعية من المواظبة على ختم القرآن الكريم والمشاركة في المناسبات الدينية والمحافظة على إلقاء الدروس والمواعظ.
المدرسة
ومن اسهامات الوالد العلمية التي كا لها اثر كبير في ابناء الجيل السابق هي المدرسة الاهلية التي كانت في بيته وهي على النمط القديم عريش ومنقور على الأرض وألواح ومع توافر الحب الماء وقد اشتهرت هذه المدرسة بمدرسة الملا جاسم وهي تشبه لمدرسة ولد خالته الملا (سعود الصقر) وكانا صديقين متلازمين وميولهما واحدة الإمامة في المساجد والتدريس والتعليم... ومدرسة الوالد كانت في الاربعينات يوم كنا في فريج العليوة واذكر من جيراننا يوم في ذلك الفريج خالي صالح فهد الدغيب والمشيلح والخزام والنجدي والجسار واقرب المساجد مسجد هلال ومسجد المطران وكان مسجد هلال قريبا من الحفرة والشيخ عطية الاثري كان امام مسجد هلال.
الوقت
التدريس في مدرسة الاهلية كان في وقت الضحى وهو وقت استقبال طلاب وتعليمهم والوالد له طريقة تربوية في تعليم الطلاب الصغار الملتحقين عنده في مدرسة قد يعنف في الكلام ويوجه وينبه لكن لا يستخدم الضرب... كل طالب يوليه الاهتمام والاعتناء في التعليم ويحرص عليهم حيث كل يسمع ماحفظ وتعلم كل كلمة وحرف في القرآن الكريم يجعل الطالب ينطقه نطقاً صحيحاً وان كنت اشاهد هذه الامور اولا بأول واللغة العربية من اول حروفها الف باء تاء نطقاً صحيحاً وكتابة وخطاً حسناً وقد تخرج كثير من الطلبة وقيادات الدولة كانت تلاميذ عنده.
المرقاب
الناس المتعلمة كانت معروفة في السابق ومميزة والكل يعرف هذه الطبقة من الناس لذلك طلبت المعارف واستقطبتهم للتدريس في المدارس وبعضهم زامل الوالد في مدرسة المرقاب عبدالرحمن عبدالجادر ومبارك العنيزي وعبدالعزيز الدوسري وعثمان عبداللطيف العثمان ويوسف الحسينان وعبدالوهاب القرطاس وبشر البشر... وتدريس الوالد في المرقاب كانت فترتين صبح وعصر ودائرة الاوقاف كانت واضعة جدولا للوالد للخطب في كثير من المساجد تأتيه سيارة الاوقاف ويذهب معها وكنت ارافقه وانا صغير الى مساجد عدة في جميع انحاء الكويت واذكر بعد الخطبة كانت الناس تأتي وتتجمع حوله للسلام عليه وسؤاله والاستفسار عن الامور الشرعية كانت الناس تقدر أهل العلم والخطباء وأئمة المساجد... والوالد كان كذلك يرقي بالرقية الشرعية... واذكر في احدى سفراته لمصر غاب خطيب المسجد فطلب منه المصلين ان يصلي بهم ويخطب الجمعة فلبى طلبهم ولايزالون الى اليوم اهل هذا المسجد يذكرون خطبة الوالد.
الطريقة
كان تميز الوالد في خطبه في التلقائية والارتجال في الخطبة وذكر الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة وسرد الاشعار والحكم من شعر الامام الشافعي وغيره ممن يجعل خطب الوالد متنوعة مليئة بالفوائد التي لها اثر في النصح والموعظة والى جانب اهتمامه فيها نحن اولاده دائماً يحرص على متابعنا في امور الدراسة وامور الحياة.
الفارسي
وكان اخر مسجد أم به مسجد شيخان الفارسي... وانا درست عنده في المرقاب واخي سعود وعبداللطيف وكان والدي جميع الطلبة سواء عنده حتى انه رسب احد اخواني الذين درسوا عنده والوالد درّس في المرقاب في بداية تأسيسها... اما سكننا في العديلية كان عام 1965 وهذا الوقت ترك الوالد التدريس في مدارس الحكومة والتي كانت متمثلة في مدرسة المرقاب التي درس بها حين افتتاحها حتى انتقالنا الى بيتنا في العديلية وتركه للتدريس كان لاسباب صحية جعلته لا يستطيع اكمال مشواره التعليمي في مدرسة المرقاب الى جانب تقدمه في السن لكن استمر في الامامة والخطابة في مسجد شيخان الفارسي وظل حتى عام 1983 وهو كان ملتزماً بجميع واجاباته الدينية في المسجد الدروس والخطب والمواعظ وصلاة التراويح والقيام وختم القرآن حتى عندما مرض وكبر في السن ظل مواظبا على القاء خطبة الجمعة ولم يتركها... وقد ادرك الحج بالإبل مع حملة الريش ثم السيارات ثم الطائرات.
الوصف
كان والدي مربيا من الدرجة الاولى وصاحب نصيحة وموعظة وارشاد كان يسأل عن الشيء فيجيب واذا لا يعلم يقول لا أعلم وكان كريماً لم يغلق بابه دائماً مفتوح للجميع ومن قصده لحاجة لبى طلبه كانت الناس تأتي تطلب الرقية الشرعية فلا يرد احد ويستقبل الناس بصدر رحب عنده اثار دائماً نصوح ومرحاً قريب من الناس من جلس معه لايمل مجلسه كان حتى اصدقائنا حينما يأتون لنا يحرصون على الجلوس معه من أجل الاستمتاع في حديثه وقضاء وقت مفيد في مجلسه.
التلاميذ
من تلاميذ الوالد الشيخ سعد العبدالله والشيخ جابر العلي ووكيل الوزارة سعود الطلب واخو ناصر الطلب... وقد شاهد سعود الطلب الوالد ذات مرة وسلم عليه وقاله فضلك علينا كبير. والدكتور أحمد الربعي - رحمه الله - وصالح الفضالة وكلاهما نائبان سابقان خالد الخليفة وابناء العصيمي منهم مشاري والعودة وغازي الخليفة وعلي العصيمي وحمد الجاسر واخو ابراهيم وعبدالرحمن وحوقل الحوقل وعبدالرحمن النجدي.
البداية
الوالد وعمامي وعماتي جميعهم ولدوا في بيت والدهم في فريج العليوة، وانا ولدت في بيتنا الذي كان في فريج العليوة ولم ادرك الدراسة عند المطوع والملا لكن التحقت في مدرسة المرقاب حيث كان الوالد يدرس وزملاءه عبدالرحمن عبدالجادر ويوسف الحنيان ونجم الخضر وخالد المسعود وزملاء الوالد آخرين وبعد مدرسة المرقاب درست في متوسطة صلاح الدين التي كان ناظرها محمد الحبشي بعد صلاح الدين اتجهت الى معهد المعلمين وكان الوالد له دور في التوجيه فدرست دبلوماً اربع سنوات في معهد المعلمين بدأت دراستنا في مدرسة صلاح الدين ثم انتقلنا الى مدرسة قتيبة التي هي اليوم المتحف العلمي بعدها رجعنا الى صلاح وتخرجنا العام 1970 وكان تخصص تربية فنية.
فأنا احب الرسم وزملائي وربعي كانوا ايضاً اصحاب هذه الهواية مثل سعود الفرج وعلي امان ودرست اربعة اعوام جميع المواد لكن تخصص الرسم ودرست المواد المتعلقة في هذا التخصص تنفيذ وزخرفة ونجارة وتصميم ونحت وتشكيل ومعادن وبعد التخرج عينت في مدرسة عمار بن ياسر في الفروانية طريق المطار ثم درست في العمرية الابتدائية.
الإجازة
ولم تكن هناك كثافة طلابية وكانت علاقتي مميزة مع الطلبة وبعد ذلك درست في مدرسة سعد بن عبادة وكان ناظرنا جاسم بودي وهي عندنا في العديلية وبعد ثلاث سنوات اخذت اجازة دراسية ودرست في جامعة حلوان لكن لم اكمل بعد امضيت ثلاث سنوات لانني تركت اسرتي في الكويت ورجعت واكملت في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصلت على بكالوريوس هندسة ديكور اربع سنوات والمعهد في الشامية وقد درست من جديد وخلصت العام 1981 «تخصص ديكور مسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور والمسرح» ورجعت الى تربية قسم التوجيه لكن من اجل العطلة الصيفية والربيعية التي اقضيها مع أولادي رجعت الى التدريس واول مدرسة حين رجوعي درََّست بها كانت في بيان ثم ابن النفيس ثم صرت وكيلا فترة في الابتدائية ثم اصبحت وكيلاً في المرحلة المتوسطة في عدة مدارس منها الظهر في مدرسة عبدالمحسن البابطين ثم عبدالرحمن بن بكر في هدية ثم شرق الاحمدي، ثم ناظراً في متوسطة الفردوس وثم ناظرا في نصف النصف في القرين واخذت فيها 8 اعوام وعلاقتي مع ادارة المدرسة علاقة ديموقراطية واما التلاميذ فعلاقة الوالد مع ابنائه النصيحة والارشاد عند الحاجة واستخدام الشدة عند الحاجة.
المصادفة
صادفت مرة في محطة البنزين طالبا كان عندي وسألني مازلت استاذا تستخدم الضرب قلت نعم «إلى باكر» فوجهت له سؤالا هل عاقبتك؟ قال نعم لكن قال انني سعيد في عقابك لانه كان من أجل مصلحتنا وتربيتنا وخوفا علينا وعلى مصلحتنا وكثير من طلابي التقي معهم ويدور الحديث معهم عن ايام دراستهم حين كنت ادرسهم أو وكيلا او ناظرا لمدارسهم.
الزواج
أنا تزوجت العام 1971 وعقد لي القران صديق الوالد عثمان عبداللطيف العثمان والحمدالله عندي ولدان وبنتين ووالدي لم يتزوج الا مرة واحدة.
التواصل
كان عندي تواصل دائم حينما كنت ناظرا في التربية مع اولياء الامور والطلبة في عيد العلم والمهرجانات وحفلات ترفيهية كنت اجلس معهم وأتبادل معهم الاحاديث في مختلف الامور والتقط الصور مع الجميع في المناسبات.
سعود
أخي سعود زاملني في السلك التعليمي حيث تخرج في معهد التربية للمعلمين 1975 ثم اصبح وكيلاً بعدها اصبح ناظرا في عدة مدارس وهو صاحب توجيه تربوي قريب من الطلبة وأولياء الامور والكل يثني على مسيرته التربوية.
المعارض
كانت لي مشاركات في كثير من المعارض الفنية التي كنت اشارك فيها من خلال لوحاتي لكن الرسم يحتاج الى فراغ وتهيئة نفسية وانا بعد وفاة زوجتي ابتعدت واهتممت بأولادي وصرت لهم الأب والام والصديق والأخ.
الرعيل
الرعيل الاول كان له فضل كبير واثر فعال في مسيرة تطور البلد جميع هؤلاء تم اطلاق اسمائهم على كثير من شوارع البلد ومؤسساتها ومدارسها... ونحن نود ألا يغفل جانب والدنا فلقد كان له اثر طيب ومربيا تتلمذ على يديه كثير من قيادات الدولة ومسؤوليها والكل يعرف الملا جاسم ونود أن نرى اسمه على احدى مدارس الكويت اسوة بزملائه المدرسين من الرعيل الاول.
نلتقي اليوم الاستاذ احمد النجم ليحدثنا عن مسيرة والده التعليمية حيث كان من الرعيل الاول الذين ساهموا في نشر التعليم من خلال مدرسته التي اسسها ثم تدريسه في مدرسة** المرقاب بعد ذلك نتطرق معه الى حياته العلمية والعملية فيذكر لنا تخرجه في معهد المعلمين والمدارس التي درس بها أحاديث شيقة وممتعة نقضيها مع الاستاذ احمد النجم فلنترك له ذلك:
والدي هو الاستاذ جاسم نجم عبدالله النجم الملقب بالملا جاسم حين وفاته كان عمره فوق الثمانين وهو من مواليد 1918 وتلقى العلم والمعرفة في المدارس الاهلية المتوافرة القريبة من بيته الذي كان من فريج العلوة وممن اذكر من الذين درس عندهم والدي الملا مرشد وهو استاذ درّس الاجيال السابقة وكانت له مدرسة معروفة مشهورة كذلك درس عند الملا الشيخ عبدالعزيز حمادة وزامله في التدريس في مدرسة الملا حمادة والدراسة في المدارس الاهلية كانت متعلقة في القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم مع حفظه وحسن قراءته والكتابة اي الخط كان له عناية خاصة عند المتعلمين في الماضي وحين تمكن الوالد من العلوم المتوافرة من تلك الايام وخصوصاً الشرعية منها تولى الامامة والخطابة في كثير من مساجد الكويت واصبحت المساجد هي حياته وانا فتحت عيوني على الدنيا والوالد إمام وخطيب في مسجد الشملان المعروف بمسجد عبدالله المبارك منذ ان كان مبنياً من طين وبواري وكندل ومناقير ثم تم بناؤه على طراز حديث والمؤذن حين امامه الوالد لهذا المسجد كان ابراهيم الدويسان وهو كان جارنا الطوفة في الطوفة وحين تولى الوالد التدريس في مدرسة المرقاب حين دعت المعارف أئمة المساجد واصحاب المدارس الاهلية للالتحاق في مدارسها ظل الوالد اماماً في مسجد الشملان دوام فترة الصبح في المدرسة مع المحافظة على الامامة في المسجد جميع الصلوات ومواد الوالد التي درسها في مدرسة المرقاب كانت اللغة العربية والتربية الاسلامية.
التطور
الوالد كان دائماً ملازماً للكتب وقراءة القرآن الكريم والاطلاع. وكانت عنده مكتبة وكتب كثيرة، اذكر كنت اشاهده وهو يراجع ويحضر للخطبة خطبة الجمعة كان الوالد يثقف بنفسه في المواد الشرعية من المواظبة على ختم القرآن الكريم والمشاركة في المناسبات الدينية والمحافظة على إلقاء الدروس والمواعظ.
المدرسة
ومن اسهامات الوالد العلمية التي كا لها اثر كبير في ابناء الجيل السابق هي المدرسة الاهلية التي كانت في بيته وهي على النمط القديم عريش ومنقور على الأرض وألواح ومع توافر الحب الماء وقد اشتهرت هذه المدرسة بمدرسة الملا جاسم وهي تشبه لمدرسة ولد خالته الملا (سعود الصقر) وكانا صديقين متلازمين وميولهما واحدة الإمامة في المساجد والتدريس والتعليم... ومدرسة الوالد كانت في الاربعينات يوم كنا في فريج العليوة واذكر من جيراننا يوم في ذلك الفريج خالي صالح فهد الدغيب والمشيلح والخزام والنجدي والجسار واقرب المساجد مسجد هلال ومسجد المطران وكان مسجد هلال قريبا من الحفرة والشيخ عطية الاثري كان امام مسجد هلال.
الوقت
التدريس في مدرسة الاهلية كان في وقت الضحى وهو وقت استقبال طلاب وتعليمهم والوالد له طريقة تربوية في تعليم الطلاب الصغار الملتحقين عنده في مدرسة قد يعنف في الكلام ويوجه وينبه لكن لا يستخدم الضرب... كل طالب يوليه الاهتمام والاعتناء في التعليم ويحرص عليهم حيث كل يسمع ماحفظ وتعلم كل كلمة وحرف في القرآن الكريم يجعل الطالب ينطقه نطقاً صحيحاً وان كنت اشاهد هذه الامور اولا بأول واللغة العربية من اول حروفها الف باء تاء نطقاً صحيحاً وكتابة وخطاً حسناً وقد تخرج كثير من الطلبة وقيادات الدولة كانت تلاميذ عنده.
المرقاب
الناس المتعلمة كانت معروفة في السابق ومميزة والكل يعرف هذه الطبقة من الناس لذلك طلبت المعارف واستقطبتهم للتدريس في المدارس وبعضهم زامل الوالد في مدرسة المرقاب عبدالرحمن عبدالجادر ومبارك العنيزي وعبدالعزيز الدوسري وعثمان عبداللطيف العثمان ويوسف الحسينان وعبدالوهاب القرطاس وبشر البشر... وتدريس الوالد في المرقاب كانت فترتين صبح وعصر ودائرة الاوقاف كانت واضعة جدولا للوالد للخطب في كثير من المساجد تأتيه سيارة الاوقاف ويذهب معها وكنت ارافقه وانا صغير الى مساجد عدة في جميع انحاء الكويت واذكر بعد الخطبة كانت الناس تأتي وتتجمع حوله للسلام عليه وسؤاله والاستفسار عن الامور الشرعية كانت الناس تقدر أهل العلم والخطباء وأئمة المساجد... والوالد كان كذلك يرقي بالرقية الشرعية... واذكر في احدى سفراته لمصر غاب خطيب المسجد فطلب منه المصلين ان يصلي بهم ويخطب الجمعة فلبى طلبهم ولايزالون الى اليوم اهل هذا المسجد يذكرون خطبة الوالد.
الطريقة
كان تميز الوالد في خطبه في التلقائية والارتجال في الخطبة وذكر الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة وسرد الاشعار والحكم من شعر الامام الشافعي وغيره ممن يجعل خطب الوالد متنوعة مليئة بالفوائد التي لها اثر في النصح والموعظة والى جانب اهتمامه فيها نحن اولاده دائماً يحرص على متابعنا في امور الدراسة وامور الحياة.
الفارسي
وكان اخر مسجد أم به مسجد شيخان الفارسي... وانا درست عنده في المرقاب واخي سعود وعبداللطيف وكان والدي جميع الطلبة سواء عنده حتى انه رسب احد اخواني الذين درسوا عنده والوالد درّس في المرقاب في بداية تأسيسها... اما سكننا في العديلية كان عام 1965 وهذا الوقت ترك الوالد التدريس في مدارس الحكومة والتي كانت متمثلة في مدرسة المرقاب التي درس بها حين افتتاحها حتى انتقالنا الى بيتنا في العديلية وتركه للتدريس كان لاسباب صحية جعلته لا يستطيع اكمال مشواره التعليمي في مدرسة المرقاب الى جانب تقدمه في السن لكن استمر في الامامة والخطابة في مسجد شيخان الفارسي وظل حتى عام 1983 وهو كان ملتزماً بجميع واجاباته الدينية في المسجد الدروس والخطب والمواعظ وصلاة التراويح والقيام وختم القرآن حتى عندما مرض وكبر في السن ظل مواظبا على القاء خطبة الجمعة ولم يتركها... وقد ادرك الحج بالإبل مع حملة الريش ثم السيارات ثم الطائرات.
الوصف
كان والدي مربيا من الدرجة الاولى وصاحب نصيحة وموعظة وارشاد كان يسأل عن الشيء فيجيب واذا لا يعلم يقول لا أعلم وكان كريماً لم يغلق بابه دائماً مفتوح للجميع ومن قصده لحاجة لبى طلبه كانت الناس تأتي تطلب الرقية الشرعية فلا يرد احد ويستقبل الناس بصدر رحب عنده اثار دائماً نصوح ومرحاً قريب من الناس من جلس معه لايمل مجلسه كان حتى اصدقائنا حينما يأتون لنا يحرصون على الجلوس معه من أجل الاستمتاع في حديثه وقضاء وقت مفيد في مجلسه.
التلاميذ
من تلاميذ الوالد الشيخ سعد العبدالله والشيخ جابر العلي ووكيل الوزارة سعود الطلب واخو ناصر الطلب... وقد شاهد سعود الطلب الوالد ذات مرة وسلم عليه وقاله فضلك علينا كبير. والدكتور أحمد الربعي - رحمه الله - وصالح الفضالة وكلاهما نائبان سابقان خالد الخليفة وابناء العصيمي منهم مشاري والعودة وغازي الخليفة وعلي العصيمي وحمد الجاسر واخو ابراهيم وعبدالرحمن وحوقل الحوقل وعبدالرحمن النجدي.
البداية
الوالد وعمامي وعماتي جميعهم ولدوا في بيت والدهم في فريج العليوة، وانا ولدت في بيتنا الذي كان في فريج العليوة ولم ادرك الدراسة عند المطوع والملا لكن التحقت في مدرسة المرقاب حيث كان الوالد يدرس وزملاءه عبدالرحمن عبدالجادر ويوسف الحنيان ونجم الخضر وخالد المسعود وزملاء الوالد آخرين وبعد مدرسة المرقاب درست في متوسطة صلاح الدين التي كان ناظرها محمد الحبشي بعد صلاح الدين اتجهت الى معهد المعلمين وكان الوالد له دور في التوجيه فدرست دبلوماً اربع سنوات في معهد المعلمين بدأت دراستنا في مدرسة صلاح الدين ثم انتقلنا الى مدرسة قتيبة التي هي اليوم المتحف العلمي بعدها رجعنا الى صلاح وتخرجنا العام 1970 وكان تخصص تربية فنية.
فأنا احب الرسم وزملائي وربعي كانوا ايضاً اصحاب هذه الهواية مثل سعود الفرج وعلي امان ودرست اربعة اعوام جميع المواد لكن تخصص الرسم ودرست المواد المتعلقة في هذا التخصص تنفيذ وزخرفة ونجارة وتصميم ونحت وتشكيل ومعادن وبعد التخرج عينت في مدرسة عمار بن ياسر في الفروانية طريق المطار ثم درست في العمرية الابتدائية.
الإجازة
ولم تكن هناك كثافة طلابية وكانت علاقتي مميزة مع الطلبة وبعد ذلك درست في مدرسة سعد بن عبادة وكان ناظرنا جاسم بودي وهي عندنا في العديلية وبعد ثلاث سنوات اخذت اجازة دراسية ودرست في جامعة حلوان لكن لم اكمل بعد امضيت ثلاث سنوات لانني تركت اسرتي في الكويت ورجعت واكملت في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصلت على بكالوريوس هندسة ديكور اربع سنوات والمعهد في الشامية وقد درست من جديد وخلصت العام 1981 «تخصص ديكور مسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور والمسرح» ورجعت الى تربية قسم التوجيه لكن من اجل العطلة الصيفية والربيعية التي اقضيها مع أولادي رجعت الى التدريس واول مدرسة حين رجوعي درََّست بها كانت في بيان ثم ابن النفيس ثم صرت وكيلا فترة في الابتدائية ثم اصبحت وكيلاً في المرحلة المتوسطة في عدة مدارس منها الظهر في مدرسة عبدالمحسن البابطين ثم عبدالرحمن بن بكر في هدية ثم شرق الاحمدي، ثم ناظراً في متوسطة الفردوس وثم ناظرا في نصف النصف في القرين واخذت فيها 8 اعوام وعلاقتي مع ادارة المدرسة علاقة ديموقراطية واما التلاميذ فعلاقة الوالد مع ابنائه النصيحة والارشاد عند الحاجة واستخدام الشدة عند الحاجة.
المصادفة
صادفت مرة في محطة البنزين طالبا كان عندي وسألني مازلت استاذا تستخدم الضرب قلت نعم «إلى باكر» فوجهت له سؤالا هل عاقبتك؟ قال نعم لكن قال انني سعيد في عقابك لانه كان من أجل مصلحتنا وتربيتنا وخوفا علينا وعلى مصلحتنا وكثير من طلابي التقي معهم ويدور الحديث معهم عن ايام دراستهم حين كنت ادرسهم أو وكيلا او ناظرا لمدارسهم.
الزواج
أنا تزوجت العام 1971 وعقد لي القران صديق الوالد عثمان عبداللطيف العثمان والحمدالله عندي ولدان وبنتين ووالدي لم يتزوج الا مرة واحدة.
التواصل
كان عندي تواصل دائم حينما كنت ناظرا في التربية مع اولياء الامور والطلبة في عيد العلم والمهرجانات وحفلات ترفيهية كنت اجلس معهم وأتبادل معهم الاحاديث في مختلف الامور والتقط الصور مع الجميع في المناسبات.
سعود
أخي سعود زاملني في السلك التعليمي حيث تخرج في معهد التربية للمعلمين 1975 ثم اصبح وكيلاً بعدها اصبح ناظرا في عدة مدارس وهو صاحب توجيه تربوي قريب من الطلبة وأولياء الامور والكل يثني على مسيرته التربوية.
المعارض
كانت لي مشاركات في كثير من المعارض الفنية التي كنت اشارك فيها من خلال لوحاتي لكن الرسم يحتاج الى فراغ وتهيئة نفسية وانا بعد وفاة زوجتي ابتعدت واهتممت بأولادي وصرت لهم الأب والام والصديق والأخ.
الرعيل
الرعيل الاول كان له فضل كبير واثر فعال في مسيرة تطور البلد جميع هؤلاء تم اطلاق اسمائهم على كثير من شوارع البلد ومؤسساتها ومدارسها... ونحن نود ألا يغفل جانب والدنا فلقد كان له اثر طيب ومربيا تتلمذ على يديه كثير من قيادات الدولة ومسؤوليها والكل يعرف الملا جاسم ونود أن نرى اسمه على احدى مدارس الكويت اسوة بزملائه المدرسين من الرعيل الاول.