تمنّى الفنان سعد الفرج أن يكون عند حسن ظن الجميع في اطار تعاونه مع الفنان عبد العزيز المسلّم في مسلسل «مسك وعنبر» وهو آخر أعمال الفنان الفرج، حيث صرّح لـ «الراي» قائلاً : أتمنى أن اكون عند حسن ظن الجميع وقد وافقت على العمل لما وجدت فيه من إسقاطات سياسية أحرص عليها في غالبية اعمالي المسرحية وعلى الرغم من أن الحلقات منفصلة، إلا أن هناك رسائل نريد إيصالها إلى الجمهور وجملة قضايا مما تعتبر هي العامل المشترك في جميع الحلقات، ومن جملة هذه القضايا والتي حملتها على عاتقي كفنان يهمني مجتمعي وقضاياه الساخنة والحيوية، هي قضية المرأة، وكنت من اوائل من نادوا بحقوق المرأة منذ سنوات طويلة، وها هو الحلم يتحول إلى حقيقة فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فكانت البداية في العام 1964 من خلال مسرحية «عشت وشفت» حين طالبت بمساواة المرأة بالرجل في الدراسة وكانت احداث العمل تدور في فترة الاربعينات والخمسينات حين بدأت المدارس تفتح ابوابها للرجال وركزنا حينها على ضرورة أن تأخذ المرأة حقها في التعليم وإلا ستصبح نكبة اجتماعية، وقد تناول غانم السليطي القضية نفسها في مسرحية «زلزال» وقد أشاد المخرج الأميركي جون جيري عام 1980 به كعمل خارج اطار الزمان والمكان، وكذلك وعرضت المسرحية في نيودلهي وولاية كنتاكي وقد حصلت حينها على المواطنة الفخرية لولاية كنتاكي. أما عن الخط العام لمسلسل «مسك وعنبر» قال الفنان سعد الفرج : كل حلقة مستقلة عن الأخرى وتزخر جميعها باسقاطات عن قضايا متعلقة بواقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وهذه الحيل الفنية يلجأ إليها الكاتب أو الفنان عندما يعجز عن التعرض للواقع بصراحة، فيضطر لخلق وسيلة فنية لطرح ما يدور على الساحة بنكهة كوميدية ساخرة . وشبه الفرج الفنان المتواضع بالشجرة المثمرة تكون فروعها قريبة من الأرض لأنها محملة بالثمار والشجرة غير المثمرة غصونها شاهقة الى الأعلى، لافتا إلى أن تواضع الانسان يميزه عن الاخرين في كل مجالات الحياة، أما عن رحلته في الدراسة الأكاديمية فقال : انا حاصل على بكالوريوس في الإخراج إضافة إلى 3 دبلومات في الإخراج التلفزيوني والمسرحي وأمضيت 12 عاما أدرس في مجال التلفزيون والمسرح ما بين مصر والولايات المتحدة الاميركية وانكلترا وكنت قد بدأت في دراسة الماجستير عن الدراما في القرآن ولكني توقفت لظروف خارجة عن ارادتي . وتحدث عن تجربته في الإخراج التلفزيوني قائلاً : عندما كنت رئيس قسم الدراما في تلفزيون الكويت خلال الستينات أخرجت مسلسلا تلفزيونيا لنقل خبرتي للشباب المتخرجين حينها، إلا أنني فضلت الانخراط في الكتابة والتمثيل فميولي ليست إخراجية . وعن سبب عدم وجود أعمال تجمعه مع كبار الفنانين أمثال عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله قال: أهم شيء أن يكون الموضوع الفني مناسبا، فقد انقطعت عن عبد الحسين عبد الرضا منذ عام 1979 ثم عدنا بعدها عام 1987 في نص مسرحي من تأليفي، لذلك فالعمل الجيد يفرض نفسه ويجذب النجوم، وعدم وجود أعمال مشتركة كثيرة بيني وبين الفنان عبد الحسين لا علاقة لها بأي خلافات . أما عن جرأة بعض الفنانين في طرح بعض القضايا والتي قد تصل لحد تشويه صورة المجتمع الخليجي قال : الفنان الملتزم لا يتجنى على بلده أو ناسه ولكن إذا كان المسرح الكويتي قد وصل إلى مكانة كبيرة على مستوى الوطن العربي فإن ذلك نتيجة مساحة الحرية التي كنا نتمتع بها ولكن بعد ان ضاقت هذه المساحة فاصبحنا لا نصلح للمسرح ولا المسرح يصلح لنا وبعد الغزو اصبحت غالبية الاعمال التي تطرح سطحية ولا يناسبني المشاركة فيها .وتحدث الفرج عن مشروع النقابة الذي يسعى الفنانون لتدشينه قائلا : أضم صوتي لهم، ومن الضروري أن يكون هناك فنان كبير على رأس هذه النقابة . وكشف الفرج عن مشروع فيلم سينمائي يجمعه مع المخرج وليد العوضي يعكف ومجموعة على كتابته منذ عامين مبديا عدم رضاه عن حال السينما الكويتية والخليجية وقال : لكي تقدم فيلما يجني ربع ما انفق عليه على الاقل، يجب أن يكون موجها للوطن العربي ككل.
فنون
سعد الفرج : وافقت على العمل في «مسك وعنبر» ... لما فيه من إسقاطات أحترمها
11:30 ص
|كتبت دلال دشتي|