| وضحة أحمد جاسم المضف |
نعيش انقسامات مخيفة تهدد بخراب وضياع البلد ستظل الذاكرة الكويتية الوطنية محتفظة بها لأجيال قادمة، فنحن على هذا النحو نعيش أسوأ مرحلة من عدم اليقين والاستقطاب الحاد والتضاغط السياسي الفظ وهذا ما سيسطره التاريخ حتما كنقطة سوداء في صفحاته، فالصراع الداخلي أشد أنواع الصراع مقتا وصعوبة والعناد السياسي سيجر العربة إلى منحدر عميق... فصور الحشود التي شُحنت للتظاهر مرعبة ومخيفة لن يتعود عليها المجتمع الكويتي، وإذا كانت هذه واجهة الرسالة فماذا عسى أن يكون قلب الرسالة؟!
حقيقة على المستوى العقلي والفكري لم أندهش من ذلك، فأحيانا تكون الوقائع عند العامة والدهماء عصية على الفهم رغم وضوح الصورة خصوصا عندما تسوق المراهقين العاطفة والحماس ولكن اندهش من الذين اعتبرناهم حماة الدستور والقانون كيف أصبحوا عُمي البصيرة وزد عليها عمي البصر، فلم يعد يفهمون إلا لغة التناطح السياسي الذي ينبئ بالانهيار الكبير وكأنهم غزاة لا تربطهم في الكويت حتى اللهجة.
مؤمنة تمام الإيمان ان التيارات التي تجيد اللعبة السياسية تشارك في الانتخابات في أسوأ الظروف حتى وإن كانت نتائجها صفرا فما بالكم بالفوز المضمون ورد المرسوم المتنازع عليه بالأطر الدستورية «هذه السياسية الوحيدة التي أفهمها وهكذا أفهم الدستور فمن يريد التغيير يأتي البيوت من أبوابها لا أن يركب على سلالم من ورق»
.. لحظة تذكرت!! السؤال الذي أردده في كل مكان أعيده هنا لك، أليست التيارات السياسية التي عزفت عن المشاركة بالانتخابات وكان هاجسها الوحيد إحراز سبق وتركت الساحة لخصومها تصول وتجول وتركتنا في عراء مفتوح واختارت توقيت المقاطعة الخطأ هي الأكثر غباء في تاريخ الكويت... أم أنا هنا كمن أخاطب الأموات؟!... فبعد كل هذه الخيبات بات لزاما على التيارات السياسية التي كانت دائما تهاجم مستشاري الحكومة وتطالب باستبعادهم أن تعيد النظر بمستشاريها وتعمل على استبعاد من أدخلها وأدخلنا في نفق مظلم سيدفع الشعب فاتورته لسنوات مقبلة وهذه نصيحة نقدمها من قلب منصف محب.
يسألني صديق أليس العزوف عن المشاركة تسجيل موقف؟! قلت أكلتك أمك يا صديقي... أين تعيش يا هذا، أيعقل أنك لا تدري؟!... فالمغامرة في القرار واتخاذ موقف متسرع بدافع الغضب أو العناد هو بالحتم خطأ فادح، فكل قرار لا بد أن يصحبه قدر من الخيال بصحة نتائجه من عدمها... فنحن يا صديقي سائرون داخل نفق بالغ الضيق بفعل قرار المقاطعة الكارثي غير المحسوب والتكتيك السياسي الغبي وشتان بين التراجع والانسحاب وا أسفاه!
 

Twitter: @wadhaAalmudhaf
walmudhafpen@hotmail.com