|حاورها – إيلي خيرالله |

بريق عينيها الأخاذ له مفعول سحري يجعلك تتعثر احياناً وأنت تحاول أن تجمع الكلمات لتوجه إليها سؤالاً أو لتتمكن من التدقيق بما تتلفّظ به بصوتها الإذاعي العذب. وإذا ما حاولت إحراجها في أي سؤال توجهه لها، أو إذا تراءى لك أنك ستتمكن من انتزاع معلومات «سرية» منها بسهولة، تكون مخطئاً حتماً لأن رجاحة عقلها وذكائها الحاد يكونان لك بالمرصاد ويجعلان من مهمتك مسألة شبه تعجيزية. هذه هي باختصار الإعلامية اللبنانية زينة جانبيه التي حلّت اخيراً على الكويت موفدة من قبل تلفزيون «المستقبل» – الشاشة التي انطلقت منها وما زالت وفية لها– مكلفة بمهمة إعلامية نكشف عنها النقاب في هذا الحوار الذي انطلق من الأمور المهنية وطال حياتها الخاصة الاجتماعية والعاطفية.أما تفاصيل تلك الجلسة التي تمت في ديوانية «الراي» تجدونها في الأسطر التالية فلنتتبعها معاً:

• من المعروف أن انطلاقتك كانت من خلال شاشة «المستقبل» ضمن برنامج «الليل المفتوح» الأشبه بالمدرسة التي خرّجت نجوماً برزوا في مجال الإعلام أمثال رزان مغربي وميشال قزي ويمنى شري وريما مكتبي وسواهم ..إلا أن زينة جانبيه كانت أقل نجومية من زملائها فكيف تبررين ذلك؟- لا أخفي عليك، أن ظروفي الشخصية قد أثّرت سلباً على مسيرتي الإعلامية. السنوات الماضية كانت مثقلة بالأحزان والجراح بدءاً من مرض والدي ووفاته وصولاً الى رحيل شقيقتي ايضاً عن هذا العالم. ورغم قساوة الزمن تحديت القدر وقدّمت بعض البرامج التلفزيونية بعيداً عن الليل المفتوح. لكن لا يسعنا أن ننكر أن للحظ دوراً أساسياً في ما يحققه الإعلامي من نجومية وهو لم يكن حليفاً لي في المرحلة الماضية. لكن أحمد الله أنني لم أغب عن الساحة الإعلامية كما أن البرامج القليلة نسبياً التي قدمتها رسخت في أذهان الناس.• ما الأبرز بينها برأيك ؟- ثمة إطلالة مميزة لي ضمن برنامج «عالم الصباح» في فقرة خاصة بعنوان «FUTURE ROCK « التي كنا نلقي الضوء من خلالها على أحدث الإصدارات في عالم الألبومات الغنائية، إضافة إلى إجراء لقاءات مع فنانين عالميين للحديث عن أبرز اعمالهم الفنية.• كيف تكوّن لديك الانطباع أن الحظ لم يكن إلى جانبك في الأعوام الماضية؟- أظن أن ثمة فرصاً عديدة كانت ستنقلني خطوات إلى الأمام ذهبت إلى سواي أو أنها طرقت بابي لكنني لم أحسن استغلالها. هذا ما يدفعني إلى الاعتقاد أنني لم أكن وفيرة الحظ ، أسوأ ما في الأمر أن المرء لا يدرك قيمة ما يملكه إلا بعد فقدانه. في مطلق الأحوال أحمد الله أن قناة «المستقبل» قد احتضنتني منذ بدايتي حتى اليوم وأنا أعتبر هذه المحطة منزلي الثاني لذا لم أفكر مطلقاً بالبحث عن كنف عائلة اخرى.• وماذا عن تأثير سوء الطالع على حياتك الخاصة؟- لا، المسألة هنا مرتبطة بالنصيب الذي يقسمه الله لنا. وإذا كنت تعزف على وتر الارتباط فثق بأن الشخص المناسب سيأتي في الوقت الذي أكون فيه مهيأة لهذه الخطوة. لقد تقدّم العديد من الشبان طلباً للزواج مني، لكني لم ألتق لغاية اليوم بالرجل الذي يسعني أن أكمل مشوار العمر برفقته. أضف إلى ذلك أن كوني الصغرى في المنزل جعلني أكثر تعلقاً بأفراد عائلتي ورفضاً فكرة الابتعاد عنهم.• وهل تمكنت من تجاوز مرارة فراق الأحبة بعد أن فقدت الأغلى على قلبك ؟- الوقت كفيل ببلسمة الجراح، والحياة تعلمّك أن تكون أقوى من المحن مهما بلغت من القساوة، وأن تجابه التجارب التي تحاول زعزعة الركائز التي تثبت قدميك على الأرض. أبي وشقيقتي قد غادرا حياتي بأجسادهما فقط إلا أن روحيهما تلازمني دوماً... ولا بدّ للحياة من أن تستمر في نهاية المطاف.• هل تؤمنين بالحكمة القائلة « كل مصيبة تصادفني في الدهر ولا تقتلني، تجعلني أكثر قوة»؟- لا شك في ذلك. الأيام تعلّمك أن تكون أقوى من كل الظروف.• بالعودة إلى حياتك المهنية، غيابك الطويل عن الشاشة تزامن مع برامج إذاعية أمّنت لك التواصل مع المستمعين عبر أثير «إذاعة الشرق» فهل كانت الإذاعة منبراً لعدم الانقطاع الكلي عن العمل الإعلامي؟- لاشك في ذلك، فلقد تواصلت مع الناس من خلال العديد من البرامج الإذاعية ولا زلت أقدم برامج متنوعة عبر أثير إذاعة الشرق. العمل الإذاعي ساهم في إلغاء المسافات بيني وبين الناس... كما أن إيصال الرسالة عبر هذا المنبر يتطلب مجهوداً مضاعفاً  من حيث الصوت وطريقة التعبير وهي تجربة تضيف الكثير لأي إعلامي. كانت فترة مهمة كما أشرت في سؤالك للاستمرارية في المجال الإعلامي بانتظار العودة إلى الشاشة من جديد. • ولكن هل كان سهلاً التنازل عن النجومية التي منحتك إياها الشاشة والاكتفاء بالعمل الإذاعي؟- حين تكون أمام الكاميرا لا يسعك أن تظهر ما تعانيه من حزن وإحباط في حين أن الإذاعة لا تفرض عليك هذه الشروط ، لذا فضلت الانتظار إلى أن أكون قد استعدت الراحة النفسية من الداخل لأتمكن من العودة بالصورة التي عهدني الجمهور بها.• خلال عملك في الإذاعة هل تبين لك أن ثمة إعلاميين وإعلاميات يستحقون فرصة الإطلالة عبر الشاشة إلا أن الباب موصد أمامهم لسبب أو لآخر؟.- لا يسعنا التعميم في هذا الشأن فالمسألة مرتبطة بقدرة الشخص على المتابعة لبلوغ الهدف المنشود. ولا بد من انتظار الفرصة المناسبة... ولن أضيف المزيد.• ألا تشعرين أنك تعرضت لشيء من الظلم حين غُيبتي عن شاشات التلفزة لردحة من الزمن؟.- لا. إدارة تلفزيون المستقبل تحرص دوماً على وضع الإعلامي في الإطار الذي يتناسب مع هويته وأسلوبه في التقديم. كما أن مرور الوقت يساهم في إضافة الخبرات الى مخزون الإنسان. وعلى الإنسان ألا يستسلم مطلقاً.• في السنوات الأخيرة أعلن عن برامج تلفزيونية تعودين من خلالها إلى الشاشة لكن هذه الطروحات لم تنتقل إلى حيز التنفيذ ؟- ظهرت اخيراً عبر شاشة «المستقبل» في برنامج بعنوان «سهر الليالي» الذي استضاف وجوهاً فنية من لبنان والوطن العربي لتسليط الضوء على آخر أخبارهم وأحدث اعمالهم الفنية. توقف عرضه حالياً بانتظار إعادة إدراجه ضمن شبكة البرامج الجديدة التي ستبصر النور الشهر المقبل وسيكون توقيت عرضه مختلف أيضاً.• أليس البرنامج نفسه الذي كانت تتولى تقديمه الزميلة كارين سلامة؟- صحيح. • وما سر انتقال مهمة تقديم هذا البرنامج إليك ؟- لقد طرحت علي الفكرة من قبل القيمين على المحطة وتقبلت الأمر بطيبة خاطر فلكل منا حضوره الخاص وأسلوبه المختلف في التقديم . • أليس ثمة اسباب محددة لابتعاد كارين عن البرنامج ؟- أظن أن ثمة برنامجاً جديداً ستطل من خلاله على المشاهدين وربما لديها أسباب شخصية جعلتها تتخذ هذا القرار. في مطلق الأحوال أتمنى لها التوفيق.• حين تمعنين النظر في ماحققته زميلتك رزان من قفزات لافتة في مجالات الإعلام والتمثيل والغناء بمَ تشعرين؟- الأهم أن يكون الإنسان متصالحاً مع ذاته ومدركاً لما يقدم عليه وإذا شعر بأن ثمة قدرة لديه للتميّز في عدة مجالات في آن ٍ واحد لا يجوز أن يتردد في ذلك. وأنا أتمنى لها كل التوفيق والنجاح.• بالنسبة إلى زينة جانبيه، هل من مشاريع تمثيلية على خارطة الأيام المقبلة؟- قدّمت لي عروض كثيرة لكنني أفضل الاكتفاء بمجال الإعلام الذي انطلقت منه وأنا أطور نفسي من خلاله ولا أريد أن أثقل الأعباء على كاهلي.• ثمة زميلة أخرى لك – ريما مكتبي - انطلقت من الليل المفتوح وهي اليوم مقدمة نشرة الأخبار على شاشة العربية ؟- «برافو عليها» لقد توافرت لها الفرصة واتاحت لها الظروف أن تحسن الاستفادة منها. • وماذا لو طرح عليك دخول معترك الإعلام السياسي فهل تخوضين التجربة؟- ابداً . انا بعيدة تماماً عن هذا العالم . لا شك أنني اتابع المستجدات السياسية على الساحة اللبنانية والعربية والدولية لكن لا أجد نفسي في البرامج السياسية.• لقد راودتني الظنون حين التقيت بك في الكويت أن ثمة ما تحضّرينه للانضمام إلى قافلة الإعلاميات اللبنانيات اللواتي يعملن في الفضائيات الكويتية؟- أنا هنا موفدة من قبل تلفزيون «المستقبل» لمواكبة المؤتمر الذي ينظّم في هذه الأرض الطيبة بعنوان «الطبيعة أجمل» إذ تمت استضافة السيدة ليلى عبيد المتخصصة في عالم التجميل والعناية بالبشرة وقد ارتبط اسمها بشاشة المستقبل من خلال برنامج بعنوان «BEAUTY CLINIC « فأتينا بناء لدعوة وجهت لنا من قبل شركة موبيلينغ ومصرف الكويت والشرق الأوسط  للاهتمام بهذا الحدث ذي الأهداف الجمالية.• ألم تقدّم لك عروض من فضائيات عربية؟- بلى تقدمت لي العروض لكن ثمة إصراراً لدي على البقاء في بلدي قرب عائلتي. • وهل تمضين أوقاتاً ممتعة هنا؟- أنا اعشق هذا البلد وأتمتع بلقاء شعب الكويت الطيّب والمضياف.• هل زرت الكويت مراراً من قبل؟- لقد شاركت في مهرجانات «هلا فبراير» الماضية، كما تواجدت في «منتدى المرأة العربية والاقتصاد» و«ملتقى البرلمانيات العرب» الذي استضاف السيدة بهية الحريري.• كونك أتيت على ذكر مهرجان «هلا فبراير» فهل غيابك القصري عن الشاشة أدى إلى تغييبك عن مسرح «هلا فبراير» في سنواته الأخيرة أيضاً؟- لا، لعل الظروف الأمنية القاسية التي عصفت بوطننا هي التي وضعت القيود في أيدينا وكبلتنا عن أي نشاط خارج أرض الوطن. 

متأملة قهوة «الراي»

 كارين سلامة و رزان مغربي