| د. عالية شعيب |
لا يختلف اثنان على ضعف المستوى العام للانتخابات الحالية، لمقاطعة بعض المرشحين المهمين لها من جهة، ولضعف الاقبال والاهتمام من جهة أخرى، ولصعود أسماء جديدة للمنصة الانتخابية من جهة ثالثة وأسباب اخرى كثيرة. طالب البعض بمقاطعة الانتخابات لأسبابهم التي فندوها واعتنقوها اقتناعا واسبغوا عليها المصداقية بتحقيقهم للمقاطعة، وبالتالي تبعهم الموالون لهم. وهكذا اغتنم البعض خلو الساحة من المنافسة الحقة بانسحاب بعض الاسماء المهمة والقوية شعبيا وقفزوا للصف الأول، بعضهم غير معروف، وبعضهم له مشاركات أو مقالات خفيفة، وبعضهم عادي أو أقل من عادي لكن قامت بعض القنوات والجهات الاعلامية بتلميعهم وتشحيمهم لابرازهم بالصورة المشعة لأغراض وأجندات خفية.
لكن ظل صدى التذمر عاليا وصاخبا في المواقع الالكترونية بضعف المستوى العام. وترددت الأسئلة المألوفة: من ننتخب؟ من الأفضل؟ ومن الأجدر والأصلح؟ بالطبع هناك بعض الأولويات التي يتبعها البعض تحقيقا لولاء الملة أو القبيلة أو العائلة وغيرها. أما البقية الأكثر حرية تساءلوا من ننتخب؟ طرحت منذ أيام تساؤلا على صفحتي في «تويتر» معبرة أن لا أحد في دائرتي يرقى لطموحي، ورغم أني أود المشاركة، الا أني اجد نفسي مجبرة على المقاطعة لأن أحدا لم يقنعني، وكأني فتحت بوابة من الآهات وخبايا الصدور الساخنة، وانسكبت هموم الكثيرين المثقلة باحباطات متراكمة، فهذا يقول المرشحين لا خطط أو أهداف واضحة لهم، وهذه تقول لا يوجد ابداع فكري أو انجاز يشجع على الاختيار، واخر يقول، حضرت بعض الندوات والطرح سطحي انشائي، والأخطاء فادحة، فهذا يذكر قوم لوط ثم يعتذر وأخرى تقول عن زميل انه عمودها الفقري!! إذاً هل نحن ننتظر المرشح المثالي، أم أن مستوى الشعب أعلى وأكثر ثقافة واطلاعا وتأهيلا من المرشحين أنفسهم. وان كان الأمر كذلك لِمَ لمْ يبرز مرشح أو مرشحة يؤمن به الناس ويصدقون برسالته؟ أين المرشح الانسان المؤهل صاحب الفكر والرؤية والخطة المتجددة المبدع الخلاق القادر على لجم شكوك وتردد الناس والقادر على انارة الساحة بضياء شخصيته وفكره؟ هل يعقل ان لا وجود له، أم ان مثل هؤلاء يعتكف وينعزل كما يدعي البعض لسوء التوقيت وللمحافظة على مكانته ومستواه؟!
 
twitter@aliashuaib