يبدو اننا سنترك اعمالنا واهتماماتنا وهواياتنا، ونترك العدوان الاسرائيلي على غزة، واحداث سورية، وازمة اليونان، والمظاهرات في الاردن، وتصريحات الطبطبائي، وطابور «تشيز كيك فاكتوري» في الافينوز... و«نجابل» آخر تحركات تجمع الميثاق الوطني، وبياناتهم واختراعاتهم الوطنية.
اخترعوا في اخر اجتماعهم، ان «الفرد يموت وتبقى المؤسسات»، ولا ادري ان كان هذا تصريحا سياسيا ام دعاء على من يعارضهم، ومن يقف ضد اعمال وانجازات حركة الميثاق، مع اني بيني وبينكم، والسر عندكم بأمانة، لم اسمع بأي عمل وانجاز تاريخي لهذا التجمع الميثاقي المبارك.
ثم اخترعوا لنا بأن عملهم هو «تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة»، وهذا انجاز جديد لم يسبقهم احد اليه، فكل التجمعات السياسية تطالب بمصلحتها الخاصة، وتقول نعم للمصلحة الخاصة، عدا الميثاق...! لا أقول هذا من باب السخرية بل من نافذة الواقع المر، ونسأل «من انتم»؟ وما الفرق بينكم وبين غيركم من التجمعات؟ بالضبط «ويش تريدون»؟ لانه بقدر ما الناس تعبت من الاعتصامات وضاعت بين مطالبها، ضاعت ايضا بين تجمعات الـ «كوبي بيست» التي تتشابه شكلا ومضمونا، ويختلفون فقط في اسم الامين العام، وان كنت لا افهم لماذا لا يوجد مدير او رئيس مجلس ادارة للتجمعات بدلا من امين عام!
والاختراع الاخير، هو التاريخ السياسي للميثاق، والذي قيل بأنه من الستينات، وهذه من المعلومات المبتدعة، قالوا من الستينات وانا الجاهل كنت اتصور مثل غيري انها انشئت في 2005 واذ بها مصنوعة من ايام الابيض والاسود...! ونحمد الله انهم لم يقولوا انهم من ستينات القرن السادس عشر، وشاركوا نابليون في معركة واترلو، او انهم طالبوا بالمكتسبات الدستورية من اخر خلفاء بني العباس، قبل سقوط بغداد بأربعة ايام!
حديثنا عن الميثاق، ليس الا مثالا على وضع العمل السياسي في الكويت، الذي يسير وفقا لمنطق «ربعنا واهلنا وجماعتنا وجيراننا...» تجمعات بعدد اصابع اليد الواحدة للثعبان،وسايحة على بعضها البعض، وكل امكانياتهم «واحد يكتب البيان، والثاني يرسله، والثالث ينفي البيان...» باختصار الوضع السياسي في البلد «كل واحد يبي يصير رئيس يسوي له تجمع»!

جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com