«أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي»
اخيرا اتفق السوريون على تشكيل الائتلاف السوري الجديد بعد اكثر من سنة ونصف السنة منذ بدء ثورتهم على نظام المجرم بشار الأسد وبعد ضحايا اكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين.
هذا الائتلاف الجديد لقي مباركة كبيرة من المجتمع الدولي، كما وعدت فرنسا بتزويد سورية بالسلاح او على الاقل بإعطاء الضوء الاخضر للدول التي تبدي استعدادها لتسليح الثورة السورية.
المفارقة العجيبة هي في موقف الدول العربية من هذا الائتلاف حيث لم تبد جامعة الدول العربية حتى الان اي موقف مؤيد، بعكس دول التعاون الخليجي التي بادرت الى الاعتراف بالائتلاف الجديد مباشرة، وبالطبع فإن خمس دول عربية هي بالاساس مؤيدة للنظام السوري او داعمة له.
ونحن لا نعذر الدول الغربية على تلكؤها في دعم الثورة السورية تحت مبرر الخوف من وقوع الاسلحة في ايدي قوى سورية مفككة قد لا تحافظ عليها بعد انتصار الثورة، فأنت اذا رأيت مجرما يذبح ابرياء بسكين لا تتردد بتسليمه سكينا لكي يدافع عن نفسه، ولا تقول: اخشى ان نجا من الموت ان يستخدم السكين ضد ابرياء!!
ان السبب الحقيقي في انحسار التلكؤ الغربي في دعم سورية هو ان تلك الدول الغربية قد ادركت بأن النظام السوري قد شارف على الانهيار، وهي لا تريد «ان تخرج من المولد بلا حمص»!
فعلى الاقل تنتصر للشعب السوري لكي تسجل نفسها في قائمة الابطال المنقذين ولكي تفرض شروطها على السوريين بعدما ينقشع الغبار!!
بالمقابل فقد رأينا الدول الداعمة للنظام المجرم في سورية قد امتازت بثبات مواقفها منذ بداية الثورة، فروسيا لم تتردد يوما بالدعم العسكري والسياسي لنظام الاسد، وكذلك ايران التي راهنت على دعمه الى آخر رمق، والنظام في العراق الذي عمل بصمت في دعم اخوانه البعثيين الى ان تكشفت الحقائق حول حقيقة دعمه والتي كشفها الاسد في لقائه مع قناة روسيا اليوم واخرها صفقة الاربعة مليارات دولار مع روسيا والتي كانت عبارة عن تحويل اسلحة من روسيا الى سورية.
كما كشفها الاعلام الروسي والعراقي - باستخدام اموال عراقية بينما الشعب العراقي يئن تحت وطأة الفقر والجوع!!
ان سنة الحياة تحتم ألا يظل ذلك الوضع المقلوب كما هو، وان الله تعالى لاشك سينصر المستضعفين في سورية على عدوهم وسيجفف السوريون جراحهم لكي يبدأوا ببناء دولتهم من تحت الانقاض بإذن الله.
الشتاء قادم على المهجرين!!
مشكلة 2.5 مليون مهجر سوري تتفاقم لاسيما مع قدوم موسم الشتاء والبرد القارس الذي سيهجم على المنطقة في ظل ضعف امكانيات الدول المحيطة بسورية وعدم قدرتها على اطعام تلك الملايين الجائعة، وتوفير الملاجئ وحتى بانتهاء الحرب سيظل كثير منهم سنوات في الخارج بسبب الدمار الكبير في قراهم، ان الواجب اولا على الدول العربية لاسيما دول الخلـــيج ان تقدم للاجئيــــــن الـــــسوريين اضعاف ما تقدمه اليوم لفك محنتهم ثم يأتي الدور على الولايات المتحدة، واوروبا ان تضــاعف مـــــساعداتـــــها للاجئين حتى ولو اعتبرت ذلك قرضــــا يوقع عليه الائتلاف الســـــوري الــجديد.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
اخيرا اتفق السوريون على تشكيل الائتلاف السوري الجديد بعد اكثر من سنة ونصف السنة منذ بدء ثورتهم على نظام المجرم بشار الأسد وبعد ضحايا اكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين.
هذا الائتلاف الجديد لقي مباركة كبيرة من المجتمع الدولي، كما وعدت فرنسا بتزويد سورية بالسلاح او على الاقل بإعطاء الضوء الاخضر للدول التي تبدي استعدادها لتسليح الثورة السورية.
المفارقة العجيبة هي في موقف الدول العربية من هذا الائتلاف حيث لم تبد جامعة الدول العربية حتى الان اي موقف مؤيد، بعكس دول التعاون الخليجي التي بادرت الى الاعتراف بالائتلاف الجديد مباشرة، وبالطبع فإن خمس دول عربية هي بالاساس مؤيدة للنظام السوري او داعمة له.
ونحن لا نعذر الدول الغربية على تلكؤها في دعم الثورة السورية تحت مبرر الخوف من وقوع الاسلحة في ايدي قوى سورية مفككة قد لا تحافظ عليها بعد انتصار الثورة، فأنت اذا رأيت مجرما يذبح ابرياء بسكين لا تتردد بتسليمه سكينا لكي يدافع عن نفسه، ولا تقول: اخشى ان نجا من الموت ان يستخدم السكين ضد ابرياء!!
ان السبب الحقيقي في انحسار التلكؤ الغربي في دعم سورية هو ان تلك الدول الغربية قد ادركت بأن النظام السوري قد شارف على الانهيار، وهي لا تريد «ان تخرج من المولد بلا حمص»!
فعلى الاقل تنتصر للشعب السوري لكي تسجل نفسها في قائمة الابطال المنقذين ولكي تفرض شروطها على السوريين بعدما ينقشع الغبار!!
بالمقابل فقد رأينا الدول الداعمة للنظام المجرم في سورية قد امتازت بثبات مواقفها منذ بداية الثورة، فروسيا لم تتردد يوما بالدعم العسكري والسياسي لنظام الاسد، وكذلك ايران التي راهنت على دعمه الى آخر رمق، والنظام في العراق الذي عمل بصمت في دعم اخوانه البعثيين الى ان تكشفت الحقائق حول حقيقة دعمه والتي كشفها الاسد في لقائه مع قناة روسيا اليوم واخرها صفقة الاربعة مليارات دولار مع روسيا والتي كانت عبارة عن تحويل اسلحة من روسيا الى سورية.
كما كشفها الاعلام الروسي والعراقي - باستخدام اموال عراقية بينما الشعب العراقي يئن تحت وطأة الفقر والجوع!!
ان سنة الحياة تحتم ألا يظل ذلك الوضع المقلوب كما هو، وان الله تعالى لاشك سينصر المستضعفين في سورية على عدوهم وسيجفف السوريون جراحهم لكي يبدأوا ببناء دولتهم من تحت الانقاض بإذن الله.
الشتاء قادم على المهجرين!!
مشكلة 2.5 مليون مهجر سوري تتفاقم لاسيما مع قدوم موسم الشتاء والبرد القارس الذي سيهجم على المنطقة في ظل ضعف امكانيات الدول المحيطة بسورية وعدم قدرتها على اطعام تلك الملايين الجائعة، وتوفير الملاجئ وحتى بانتهاء الحرب سيظل كثير منهم سنوات في الخارج بسبب الدمار الكبير في قراهم، ان الواجب اولا على الدول العربية لاسيما دول الخلـــيج ان تقدم للاجئيــــــن الـــــسوريين اضعاف ما تقدمه اليوم لفك محنتهم ثم يأتي الدور على الولايات المتحدة، واوروبا ان تضــاعف مـــــساعداتـــــها للاجئين حتى ولو اعتبرت ذلك قرضــــا يوقع عليه الائتلاف الســـــوري الــجديد.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com