| إعداد د. أحمد سامح |
العلاج بالخلايا الجذعية «Stem all» تاريخ فارق في الطب منقول من عصر ما قبل الخلايا الجذعية أو عصر ما بعد الخلايا الجذعية.
تاريخ فارق في الطب كاكتشاف البنسلين لأن العلاج والشفاء من الأمراض المستعصية والأمراض المزمنة الخطيرة** والأمراض الخبيثة والسرطانات وهي التي يقف الطب عاجزاً حتى الآن عن شفاء هذه الأمراض.
وأطلق العلماء على الخلايا الجذعية مصطلح «الخلايا الذكية» التي تناولناها بالتفصيل والشرح المسهب في الدراسات السابقة وكذلك يسمي العلماء هذه التقنية في علاج وشفاء الأمراض بـ «سحر الطب».
وكل يوم تأتي الأبحاث الطبية والدراسات العلمية والأكاديمية بالجديد في هذا المجال العلاجي والوقائي الذي يصون صحة الإنسان ويشفيها من أخطر الأمراض وأشرسها.
كان هذا هو سر اهتمامنا بأبحاث الخلايا الجذعية وتطبيقاتها في شفاء وعلاج الأمراض التي لم يجد لها الطب التقليدي علاجا أو وسيلة شفاء حتى الآن.
ولأن هذا الأمل الواعد في الطب قيمة إنسانية كبيرة وفتح من الله على العلماء كان علينا أن نطيل في هذه الحلقات من سلسلة دراسات العلاج بالخلايا الجذعية.
ولقد حسم النقاش حول مائدة هذه الوسيلة العلاجية التي أطلق عليها «سحر الطب» بمنح جائزة نوبل للطب في شهر أكتوبر من هذا العام «لأبحاث الخلايا الجذعية».
وكان تقرير اللجنة التي تمنح جائزة نوبل في الطب عن أسباب تخصيص جائزة هذا العام في الطب 2012 لأبحاث الخلايا الجذعية هو عبارة عن تلخيص لدراستنا المنشورة من قبل بفترة طويلة والتي شارك القراء الأعزاء بوعي وفهم لما قرأوا وباهتمام بشؤون الناس واهتمام بأمر المسلمين وغير المسلمين دليل على عمق الإسلام الواعي المستنير في قلوب المؤمنين.
وكما جاء في الذكر الحكيم «وقل رب زدني علماً» والله سبحانه وتعالى يرفع درجات من يشاء.
وأخيراً قال عز من قال وقوله الحق: «وفوق كل ذي علم عليم».
نستسمح القراء الأعزاء ونطمع في كرمهم في الإطالة والاستمرار في بحث وسيلة تشفي من الأمراض المستعصية والخطيرة والخبيثة والمزمنة والطريق والوسيلة إلى «الشباب الدائم».
ان الأرض في طريقها إلى اتخاذ زخرفها وتتزين والعلماء يعتقدون أنهم قادرون عليها.

العالم يستعد لهذا الفتح العظيم في الطب وهذه الوسيلة للشفاء التي أطلق عليها «سحر الطب» باستخدام الخلايا الجذعية «Stem cell» التي أطلق عليها الخلايا الذكية.
تنتشر كل الأبحاث والدراسات التي قام بها أكبر وأشهر وأعظم علماء في العالم.
وحسناً فعلت الدول العربية بمشاركتها في هذا الفتح الكبير والإنجاز العظيم.
فالمملكة العربية السعودية ومصر بدأتا بإنشاء مراكز أبحاث الخلايا الجذعية واستخداماتها في شفاء الأمراض المستعصية والخطيرة والخبيثة.
وأنشأت المملكة العربية السعودية «البنك الوطني» لتخزين وحفظ الخلايا الجذعية من الدم المحيط ومن دم الحبل السري.
ومصر ممثلة في وزارة الصحة أنشأت اللجنة القومية للخلايا الجذعية وأنشأت عيادات لمناظرة الحالات وتحديد من يحتاج لزراعة خلايا جذعية بمستشفى أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة.

بدء العلاج بالخلايا الجذعية في مصر
أعلن الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة رئيس اللجنة القومية للخلايا الجذعية بدء مناظرة الحالات بالعيادات الخارجية واجراء زراعة الخلايا الجذعية لعلاج أمراض الكبد والأوعية الدموية بمستشفى أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة.
وأشار أباظة إلى أن اجتماع لجنة الخلايا الجذعية وضع بروتوكولا موحدا للعلاج وحساب التكلفة سواء على نفقة الدولة أو بالتأمين الصحي.
كما تم الاتفاق خلال انعقاد اللجنة على انشاء عيادات بمستشفى أحمد ماهر التعليمي لمناظرة الحالات وتحديد من يحتاج لزراعة خلايا جذعية.
وأضاف أباظة أن اختيار مستشفى أحمد ماهر لبدء التجربة يرجع إلى وجود قسم علاجي لأمراض الكبد من أبرز أقسام الكبد على مستوى مستشفيات الجمهورية. كما أن المستشفى التعليمي به معامل متطورة وجاهزة للتعامل مع هذه الحالات.
وأشار أباظة إلى أن وحدات زرع الخلايا الجذعية حققت نتائج أكثر من 90 في المئة خصوصا في أمراض الكبد ومضاعفاته سواء في المستشفيات والوحدات الخاصة أو الحكومية.
ومع ذلك مازالت هذه العمليات في اطار العمل الطبي البحثي الاكلينيكي وسيتم اعتمادها كوسيلة معترف بها خلال الشهرين المقبلين على مستوى العالم.
وأكد أباظة أن الهدف من انشاء المراكز الحكومية هو بدء التطبيق لزراعة الخلايا الجذعية في مصر وضمان سير الدراسات المعملية والبحثية والاكلينيكية وأحكامها.
إضافة إلى أن تخفيض التكلفة إلى النصف تقريباً ومنع أي تلاعب أو ممارسات خاطئة لتكون كل الجهات العاملة في هذا المجال تحت رقابة الدولة ووزارة الصحة خصوصا ان هذه المراكز ستستعين بأعضاء اللجنة القومية للخلايا الجذعية وهم من خيرة الأساتذة بالجامعات المصرية.

مركز قومي للخلايا الجذعية
العلاج بالخلايا الجذعية هو علاج المستقبل حيث يعالج العديد من الأمراض المزمنة والخطيرة دون أعراض جانبية عند استخدام الأدوية التي تعمل على قتل الخلايا المصابة.
هذا ما أكده الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة والسكان رئيس اللجنة القومية لـ «الخلايا الجذعية»، عند افتتاح أول مركز حكومي للخلايا الجذعية بمستشفى الشيخ زايد التخصصي تحت رعاية الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة وبحضور الدكتور وفيق رفعت نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة.
وأضاف ان الوزارة قررت انشاء المركز بعد تزايد أعداد المرضى المقرر سفرهم للخارج عن طريق مكاتب السمسرة ولهذا تم وضع معايير خاصة للعلاج بالخلايا الجذعية وهذه المعايير تم اعتمادها من وزارتي التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وابلاغها للجامعات حتى تتضمن أسلوباً بحثياً آمناً علمياً وأخلاقياً تجاه المرضى وهو المركز الوحيد البديل عن العلاج بالخارج.
وأضاف الدكتور محمد الهوبي مدير مستشفى الشيخ زايد أنه سيتم فوراً في أعمال وحدة الخلايا الجذعية لمواكبة التطور العلمي في مجال الخدمات الصحية وادخال منظومة علاجية لخدمة المواطن المصري.

العلاج بالخلايا الجذعية واعد
أشار الدكتور محمد الهوبي رئيس أول مركز قومي للخلايا الجذعية بمستشفى الشيخ زايد إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية يحتل مساحة كبيرة من اهتمام الباحثين عالمياً في شتى مجالات الطب وبدأ فعلاً العلاج به في العديد من الأمراض بعد اثبات فاعليته في إحياء الخلايا الميتة في جميع أجهزة الجسم.
وأضاف ان المركز يضم عيادات تثقيفية لتعريف الناس بالعلاج بالخلايا الجذعية بالإضافة إلى العيادات التخصصية لأمراض الأعصاب والكبد والأوعية الدموية وخشونة المفاصل، كما يشمل المركز معملاً متطوراً وغرفاً لإقامة المرضى.
وأوضح أن العلاج بالخلايا الجذعية غير مكلف لأنه يتم أخذ الخلايا غالباً من نفس المريض إلا في حالات نادرة.
وتقوم وزارة الصحة المصرية بتحمل 80 في المئة من نفقات الزراعة والعلاج وأن نسب نجاح عمليات زرع الخلايا الجذعية توازي نفس النسب العالمية دون أي أعراض جانبية، لانها تعمل على بناء الجسم وليس هدم الخلايا وهي وسيلة آمنة وفعالة وموافق عليها علمياً وأخلاقياً.

علاج للشيخوخة وللشباب الدائم
يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية الجينية هو العلاج الأمثل والأكيد والوحيد لعلاج حالات الشيخوخة والشيخوخة المبكرة حيث ان الخلايا الجذعية والجينية بالتحديد تعيد دورة الحياة إلى مرحلة الشباب وتستعيد الحيوية والنشاط والفاعلية الجسمية والعقلية والجنسية إلى مرحلة الشباب بشكل فاعل ومستمر إلى سنوات عديدة.
ويعتبر هذا النوع من العلاج هو البرنامج الفعلي في تجديد أجهزة الجسم في أي عمر وفي حالة الشيخوخة المبكرة ويساعد البرنامج على تحسين النشاط.